رئيس التحرير
عصام كامل

مارجريت موسى: أوضاع العالم العربي لا تشجع على الترجمة


قالت مارجريت موسى، أستاذ اللغة العربية بالجامعة اللبنانية: إنها تضطر كثيرا للترجمة لكنها لا تترجم أعمالا كاملة إنما تترجم جمل معينة قد يحدث لبسا في فهمها، مشيرة إلى أنها تفضل ترجمة الجمل غير العادية خصوصا التي بها إشكاليات أو التي لم تفهم بالشكل الصحيح، وتتبع كثيرا المصطلح.


وأضافت: "أناشد طلابي دائما أن يخلقوا مصطلحات عربية في حال عدم وجودها حتى أني هونت لهم الأمر بتوضيح أن اللغة العربية بها أوزان وقد خلقت الأوزان لنستعملها فكل وزن له معانٍ كثيرة وهى غير موجودة باللغات بالأخرى".

وأوضحت أن العقبات التي تواجه الترجمة في العالم العربي، ولبنان تتمثل في المترجمين أنفسهم، فهناك ضعف لغوى خصوصا باللغة العربية وحتى باللغات الأجنبية، وأعتقد أنه لابد من عمل انقلاب بتعليم اللغة بدءا بالتعليم الابتدائي في كل الدول العربية، فلابد من تطوير اللغة بدل من العيش في وهم أننا نعرف اللغة.

واقترحت مارجريت موسى لحل مشكلات الترجمة في عالمنا العربي أن تكون هناك رقابة على الأعمال المترجمة، حيث أصبحت الترجمة تجارة أكثر منها عمل فني، فهناك مترجمون الآن ولإنشغالهم بأعمال أخرى يقومون بإسناد الترجمة إلى أشخاص بلا معرفة عن أساسيات الترجمة فتنتج أعمالا بغلطات عدة.

وتابعت: "المفترض أن تكون للدولة دور من كل النواحي، فهناك رقابة من الدولة على أشياء دون أخرى، حيث لا توجد أي رقابة على الترجمة خصوصا ترجمة الأفلام، فلا تحتوى ترجمتها على أخطاء لغوية عربية فقط وإنما تتعدى أخطاء اللغة إلى المضمون، فالطفل المشاهد لتلك الأعمال يلتقط اللغة بأخطائها معتقدا أنها الصحيحة".

وأضافت أن الأوضاع السياسية التي يمر بها العالم العربي الآن تشل حركة الترجمة نهائيا، فلم يعد هناك أحد يفكر في الترجمة أو القراءة، وإنما ينحصر تفكيرهم في الحياة اليومية.

وأشارت مارجريت موسى إلى أن دور المترجم لا يقل أهمية عن كاتب النص الأصلي فهما بنفس درجة الأهمية، وذلك لأن المترجم يخلق نصا مطابقا للنص الأصلي، فعليه تقريب النص للغة المترجم، وهنا تكمن الصعوبة، حيث إن عليه أن يكون موضوعي وأن يعي النص جيدا.

وأكدت أن المترجم لابد أن ينقل النص كما هو، فليس بمقدوره تغيير شيء، ففي حالة قراءة نص يمدح التدخين وهو يختلف معه عليه أن ينسى تماما ما يحبه ويكون موضوعيا ويترجم النص كما هو ولا يتعداه نهائيا وأن يلتزم بالنص كليا.

وتابعت: "أقول إن مسئولية المترجم أكبر من الطبيب، فخطأ الطبيب يذهب ضحيته شخص واحد، أما المترجم إذا أخطأ فيحدث ثورة، فتخيل غلطة سياسية يتسبب فيها مترجم فورى في مؤتمر فتحدث بذلك ثورة قبل أن يتم تصحيح الخطأ، لذلك لا أرغب في ترجمة أعمال كاملة لأنها أصعب شيء باعتقادي الشخصي".
الجريدة الرسمية