رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس معهد بحوث أمراض العيون: استخدام الخلايا الجذعية في علاج القرنية والتهابات الشبكية

فيتو

  • جهل المجتمع أدى إلى ارتفاع أمراض العيون بشكل كبير
  • الموجات الصوتية أحدث طرق علاج المياه البيضاء
  • زواج الأقارب من أهم أسباب مرض الحول
  • المعهد يستقبل 90 ألف حالة سنويا
  • أفضل نظام التعيين على نظام الانتخاب بالمراكز البحثية
  • نهدف إلى زيادة الميزانية المخصصة للمعهد

يعد معهد بحوث أمراض العيون من المراكز الرائدة في مصر في مجال إجراء الأبحاث المتعلقة بعلوم وطب العيون، كما يقوم بالتعليم الطبى المستمر والتدريب والتأهيل للباحثين فيه، حيث إن القائمين على المعهد يحرصون على تحديث إمكانياته بصفة دائمة ويعملون على تطوير قدراته العلمية والبحثية والمهنية لمواكبة أحدث المعايير والمستويات الدولية، حتى يستطيع علاج المرضى الذين يترددون عليه بشكل مستمر، وإرسال القوافل الطبية لخدمة المواطنين الذين يحتاجون إلى رعاية صحية خاصة... وفى ضوء ذلك كان لـ "فيتو" هذا الحوار مع الدكتور سيد الطوخى رئيس المعهد...

*ما هي نسبة أمراض العيون في مصر؟ وما هي أشهر تلك الأمراض؟

أمراض العيون مرتفعة بشدة في مصر وعيادات العيون في كل المستشفيات تكون ممتلئة للغاية، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة وتلوث الهواء والبيئة بشكل عام وعدم اتباع الوسائل الصحية السليمة نتيجة الجهل، وهو ما يؤدي إلى الإصابة بالحساسية وبعض الأمراض الآخري كمرض الرمد الصديدي و"التراخوما" والذي كان منتشرا في الماضي، ولكنه قل كثيرا في الفترة الأخيرة، فمن الضروري على كل كبير وصغير أن يغسل وجهه بالماء والصابون يوميا، ولكنها هذه الثقافة غير منتشرة عند بعض الناس والذين يعترضون عليها لاعتقادهم أن الصابون مادة كاوية تسبب التهابات للعين، وذلك يدل على الجهل الموجود بالمجتمع.


*ما هي أشهر الأمراض التي يعانى منها المصريون؟ وما أخطرها؟

أشهر الأمراض التي يعاني منها المصريون هي الأمراض الوراثية كالحول والمياه الزرقاء والمياه البيضاء بالإضافة إلى الأمراض الناتجة عن تلوث البيئة، وهناك أمراض أخرى تصيب جميع الناس مثل المياه البيضاء والمياه الزرقاء وارتفاع ضغط العين والإنفصام الشبكي، كما أن هناك أمراض أخرى متعلقة بزواج الأقارب والتي تكون مرتفعة في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام كالحول وقصر أو طول النظر.


*مع قدوم فصل الخريف.. هل توجد أمراض معينة متعلقة بهذا الفصل؟ وما هي؟

لا توجد أمراض معينة تكون منتشرة في فصل الخريف أو خاصة بهذا الفصل ولكنها أمراض عادية متعلقة بقصر أو طول النظر والحول وغيرها، ولكن هذا الفصل يشتهر ببدء فترة الدراسة ودخول المدارس، وقيام الأطفال بتصحيح الإبصار عن طريق عمل النظارات الجديدة، ولكن فصل الصيف هو الذي تكثر به بعض الأمراض المعينة كالحساسية والرمد الربيعي والأمراض الصديدية وغيرها.


*ما هو الجديد في استخدام الخلايا الجذعية في العلاج؟ وهل توصل المركز لعلاج مرض ضمور مركز الإبصار؟

بالنسبة للجديد في استخدام الخلايا الجذعية فإنه يتم الاعتماد عليها في علاج أمراض القرنية وأمراض مقدمة العين، وأمراض والتهابات الشبكية، حيث أنه بدأت تظهر بعض بوادر النجاح في بعض الحالات المتعلقة باعتلال الشبكية، كما أن بعض الحالات يرجع إليها الإبصار مرة أخرى نتيجة العمليات التي يتم فيها استخدام تلك الخلايا، كما أن المعهد توصل لعلاج مرض ضمور مركز الإبصار، حيث يتم استخدام بعض الحقن التي تحتوي على مواد كيميائية كما هو متعارف على المستوى الدولى، وأثبت ذلك نجاحا كبيرا لدى المرضى.


*ما هي أحدث طرق علاج مرض المياه البيضاء؟

أحدث الطرق تعتمد على استخدام الموجات الصوتية في تفتيت العدسة البلورية بالعين وزرع عدسة أخرى محلها تكون أحدث منها، كما أنه يتم استخدام تكنولوجيا الفيمتو ليزر في تفتيت العدسة، ولكن هذه الطريقة ليست شائعة، حيث يتم استخدام تكنولوجيا الموجات الصوتية بشكل أكبر منها لسهولتها.


*ما هو الجديد في عمليات تصحيح الإبصار؟

الجديد فيها هي ما يسمى بالفيمتو أو السمايل وهي تعني استخراج العدسة من عين المريض وعلاجها، حيث أن نسبة نجاحها مرتفعة بشدة تصل إلى نحو 99%، ولكن ما زال يوجد قلق من بعض الناس عند إجرائها، وهناك أشخاص تصلح لهم إجراء تلك العمليات وأشخاص آخرين لا تصلح لهم من الناحية الطبية.


*هل توجد نسبة كبيرة من الأطفال مصابة بمرض الحول؟ ولماذا؟ وما هي أحدث طرق العلاج لها؟

مرض حول الأطفال هو مرض منتشر بشكل كبير وفي جميع المحافظات دون استثناء، ويكون بنسبة كبيرة بسبب عوامل وراثية تتعلق بزواج الأقارب، ولكن في أحيان قليلة أخرى تكون بسبب احتياج الجهاز البصري إلى التكيف مع الحاجات والأنشطة اليومية؛ بمعني أن بعض الأطفال يكون لديهم طول نظر أكثر من اللازم، مما يؤدى إلى الإصابة بالحول، ولكن تكون نسبته عادية وغير مرتفعة، وأما بالنسبة للجديد في علاج هذا المرض يكون في معظم الحالات باستخدام النظارات الطبية، ولكن بعض الحالات لا يصلح معها ذلك، فيتم إجراء عمليات لهم ثم إجراء ما يسمى ب"الغرز القابلة للظبط"، والتي رفعت من نسب نجاح علاج هذا المرض بشكل كبير.


*بماذا تنصح مرضى السكرى للحفاظ على سلامة بصرهم؟

بالنسبة لمرض السكرى، فإن هناك مرض يصيب العين يسمي اعتلال الشبكية يمكن أن يحدث بسبب هذا المرض ونسبته مرتفعة بشدة، فيجب على مريض السكر لمدة أقل من 5 سنوات أن يذهب كل عام للكشف عند أحد أطباء العيون، وأن يذهب من لديه هذا المرض لمدة تزيد عن ال5 سنوات للكشف عند طبيب العيون كل 6 أشهر، وذلك حتى يتمكن الطبيب المختص من كشف مرض اعتلال الشبكية في حالة حدوثه حتى يتم علاجه بشكل مبكر قبل تفاقم الحالة، ولكن عند الإصابة به يتم علاجه عن طريق بعض الأدوية، وفي حالة عدم نجاحها يتم العلاج عن طريق إجراء عمليات بأشعة الليزر، وفي بعض الحالات المتأخرة والتي تنتشر بشكل كبير في مصر فإنها تحتاج إلى حقن العين ببعض المواد إضافة إلى استخدام الليزر، كما أنه يجب على مريض السكر ضبط نسبة السكر في الدم والضغط مع الطبيب المختص حتى لا يصاب بهذا المرض.


*هل توجد أنواع معينة من نظارات الشمس المضرة للعين؟

هدف نظارات الشمس هو حجب الأشعة فوق البنفسجية وتقليل التباين عند الرؤية، ولكنها تكون مضرة بشدة للعين في حالة عدم قيامها بهذه الوظيفة، كما أنها تقلل من قوة الإبصار في حالة ارتدائها خاصة إذا كانت هذه النظارات غير أصلية.


*كم عدد المرضى الذين يستقبلهم المعهد يوميا وسنويا؟

يستقبل المعهد يوميا نحو 400 حالة من ضمنهم 250 حالة جديدة و150 حالة يمرون على التخصصات المختلفة والعيادات التخصصية بالمعهد، كما يستقبل المعهد نحو 90 ألف حالة سنويًا.


*ما أهمية دور القوافل الطبية التي يطلقها المعهد؟

قمنا هذا العام بإرسال 5 قوافل طبية إلى محافظات الوادى الجديد وسوهاج ودمياط وسيناء والنوبة وسنقوم بإرسال المزيد خلال العام القادم، وهذه القوافل الطبية لها دور مهم للغاية لأنها تقوم خدمة الناس الذين يحتاجون إلى الرعاية الطبية، وكمية الرعاية التي تؤديها الحكومة جيدة ولكنها تحتاج إلى مساندة من الهيئات والجهات الشعبية المختلفة، كما أن آخر قافلة نظمها المعهد كانت في سيناء ووعدناهم بقوافل أكثر لأننا وجدنا أن الناس في احتياج شديد لهذه القوافل كما أنهم يكونون ممتنين للغاية لهذه القوافل، حيث أنهم يستقبلونها أحسن استقبال لأنهم بالفعل في أشد الحاجة إلى المساعدة.


*كم عدد الباحثين بالمعهد؟ وهل المعدل كاف بالمقارنة لمرتباتهم؟

يوجد بالمعهد نحو 500 باحث، وهو معدل مناسب وكافى، ولكن المرتبات تحتاج إلى الزيادة حتى يتم التمكن من أداء الوظائف البحثية المختلفة، كما أننا في المعهد قمنا بالتفكير في إنشاء فرع جديد في محافظة سوهاج، وبالفعل اشترينا قطعة أرض هناك ولكن ما زلنا لم نأخذ الموافقات عليها من جانب الحكومة، حيث أنها لم توافق عليه ولم تدرسه بعد. 


*ما هي مشكلات الباحثين والعاملين بالمعهد والتي لم تحل إلى الآن؟

لا توجد مشكلات لم تحل بعد، فالمشكلات تم حلها، وميزانية المعهد الجديدة التي أعطتها لنا الدولة جيدة جدا، ولكن المشكلات الأساسية تتمثل في أننا نحاول تحسين وزيادة الدخل المقدم للمعهد حتى نستطيع القيام بواجباتنا البحثية وواجباتنا تجاه المرضى حتى نستطيع أن نقدم لهم خدمة أفضل، كما أنه يتم حاليا تطوير وافتتاح عددا من غرف العمليات الجديدة.


*ما رأيك في نظام التعيين في المراكز البحثية بدلا من نظام الانتخاب؟

نظام الانتخاب لا يأتى بأفضل الأشخاص، ولكن نظام التعيين يعتبر فكرة أحسن منه، فأنا مع فكرة التعيين وضد فكرة الانتخاب لأنه يأتى بــ "الرباطيات والتربيطات وحريفة الانتخابات"، كما أن نظام التعيين من الممكن أن يأتى بشخض جيد أو شخص سيئ، ولكن نظام الانتخاب غالبا ما يأتى بشخص سيئ، فــ "طالب الولاية لا يولى".


*هل ميزانية المعهد تكفى لإجراء الأبحاث والدراسات العلمية ؟

الميزانية بشكل عام جيدة ولكنها تحتاج إلى دعم بعض الشىء حتى نتمكن من إجراء الأبحاث وإرسال المزيد من القوافل الطبية بالشكل الكافى، وحتى نتمكن من القيام بالأنشطة المختلفة للمعهد بحرية كاملة، فنحن نريد ميزانية أكثر من الحالية لدعم البحث العلمى بالمعهد ودعم دور القوافل الطبية، بالإضافة إلى أن هذه الزيادة سوف تمكننا من إنشاء الفرع الجديد للمعهد المزمع إنشائه بسوهاج.


*ما هو سبب تراجع البحث العلمى في مصر؟

السبب يرجع إلى عدم وجود خطة متكاملة تعتمد على فريق عمل يعمل مع بعضه، فكل شخص يعمل بمفرده، ولكن حتى يتم النهوض بهذا المجال يجب وجود فرق العمل، فعند مناقشة مشكلة تتعلق بمرض معين يجب أن يكون هناك تكاتفا وتنسيقا بين جميع الجهات وإنشاء اللجان لبحث هذه المشكلة، وهذه اللجان ينبغى عليها أن تجتمع باستمرار وتقوم بإرسال القوافل إلى جميع المناطق التي تعانى من هذا المرض، ثم تقوم هذه اللجان بنشر النتائج والعلاج الذي توصلت إليه.


*هل يوجد للمعهد تصنيف على المستوى العالمى؟

نعم، المعهد له تصنيف دولي، حيث تم تصنيفه على أساس أنه من أفضل الأماكن لتدريب الأطباء على جراحة العيون، فنحن بالمعهد نقوم بعمل مؤتمرات وأبحاث جيدة، وبعض الباحثين بالمعهد سافروا لإجراء بعض الأبحاث بالخارج.


*ماذا تطلب من الدولة لدعم هذا المعهد؟ 

أطلب أن يتم دعم المعهد بتصنيفه على مستوى الجمهورية على أساس أنه مركز قومي لتدريب الأطباء، وإعطاء المعهد فرصة التعاقد مع الزمالة الدولية لطب العيون حتى تستطيع أن تأتى وتجرى الاختبارات التي يمكن أن يشارك فيها أساتذة من المعهد ومن مختلف الجامعات، وأن تكون هذه الشهادات معتمدة، وإعطاء المعهد فرصة لزيادة ميزانية البحث العلمى به بشكل كبير حتى نستطيع القيام بالأبحاث المختلفة، كما أننا نحتاج ميزانية للمؤتمرات حتى نستطيع السفر للخارج ونشر نتائج الأبحاث التي يتم الإعلان عنها بتلك المؤتمرات، ومناقشتها مع مختلف المراكز العلمية الخارجية.


*ما الجديد الذي يقوم به المعهد في الفترة الحالية؟

نقوم بعملية تحديث لكافة الأنظمة والأنشطة بالمعهد، فقمنا بإدخال الحاسب الآلى في كل أنشطة المعهد، كما قمنا بتطبيق نظام الجودة، حيث إنه سيتم تنفيذ كل ذلك خلال شهرين، كما أننا على وشك الانتهاء من افتتاح معمل للخلايا الجذعية بالمعهد.
الجريدة الرسمية