رئيس التحرير
عصام كامل

السيول والخمول


السيول ظاهرة مناخية تحدث بين الحين والآخر في ربوع المعمورة، وفيها تنزل أمطار غزيرة جدا في وقت قصير جدا على سفوح الجبال أو الهضاب، وتنحدر المياه تحت تأثير الجاذبية بسرعات عالية جدا، نحو المنخفضات مسببة دمارا، لأنها تأخذ في طريقها الأخضر واليابس من حرث ونسل.. والسيول تحدث في مصر من قديم الأزل وهى ظاهرة مثل فيضان النيل معروفة، ومجهز لها عند وزارة الرى.


والسيول ليست مفاجئة لأحد، وقد تنبه لها الخبراء والمهندسون منذ القرن الثامن عشر عندما بنى المصريون قناطر محمد على، ومن بعدها ألقناطر الخيرية، والتي هي أهم منشأ مائي على نهر النيل في مصر، بل أهم من السد العالى، لأنها تنظم رى الأراضي الزراعية في دلتا النيل التي تحتوى أكثر مساحات الأرض المزروعة، والتي تعتبر سلة غذاء مصر فعليا..

وقد استطاع المهندسون أن يسيطروا على هذه السيول بأن حفروا قنوات تبدأ من أماكن تجمع المياه، وتنتهى إلى مصبات في النيل، وبذلك تحتوى هذه المياه ويأمن شره،ا وتسمى هذه القنوات مخرات السيول، وكل مهندسي الرى يعرفونها وعليهم صيانتها والحفاظ عليها تحسبا لأى سيول لا يعرف بالضبط متى حدوثها..

ويبدو أن ما حدث أخيرا من أضرار السيول يعود إلى إهمال الصيانة والتعدى على أراضى هذه المخرات من الأهالي، والبناء عليها بالمخالفة للقوانين، لأنها من أراضى الدولة، وبذلك دمرت السيول كل ما على هذه المخرات من حياة، ولن تحل المشكلة بالتعويضات وخلافه.

مياه السيول هي مياه أمطار نقية صالحة للشرب وكل الأغراض الأخرى، ولا تحتاج إلى تنقية "وأنزلنا من السماء ماءا طهورا" ودرجة نقاوتها 150 ppm ولنا أن نقول إن مياه الشرب من صنبور المياه لها درجة نقاوة حوالًى 250 ppm، وعلى ذلك يمكن الاستفادة بها في الرى أو الشرب، بشرط أن تكون هناك دراسة علمية هندسية شاملة ويمكن الاستفادة من كافة توقعات المناخ حول العالم، لمعرفة توقعات هذه السيول؛ للاستفادة وتقليل الخسائر لمصلحة مصرنا أولا وأخيرا وكفانا جهلا ونفاقا.
الجريدة الرسمية