رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا يخفي حزب النور لمصر وللمصريين؟!


"حزب النور السلفي".. بطبيعة حاله هو جزءٌ لا يتجزأ من "تنظيم الدعوة السلفية بالإسكندرية"، والتي هي بدورها جزء لا يتجزأ من "التيار الإسلامي"!، وهو كغيره لا يعتنق السلمية، ولا يؤمن بها، ولكنه كعادة كل الأحزاب التي تتسمى انتحالًا بـــ "الإسلامية"! يتعمد الكذب، ويظهر خلاف ما يضمر، ويدعي عكس ما يخفي حتى يصل إلى أهدافه، وأغراضه الخفية، والتي هي شريرة، وسيئة، وماكرة، وضارة بالدين، والوطن، ولا شك في ذلك بحال.


ومما لا شك فيه كذلك أن العنف يعد رافدًا أساسيًا من الروافد الفكرية للدعوة السلفية، ولولدها الصغير: "حزب النور السلفي".

وقد يخفى على البعض أن تلك الجماعة تُدَرِّسُ في الإسكندرية، وغيرها مناهج دراسية لأتباعها تعلمهم فيها التكفير، وتحضهم على العنف، والإرهاب، وتؤصل لتكفير المجتمعات، وحمل السلاح في وجه الدولة، ككتب "سيد قطب"، و"أبي الأعلى المودودي"، وغيرهم، وهو عين ما تدرسه الجماعات الإرهابية كالقاعدة وداعش في معاهدها ومدارسها، وذلك أن مصدر التلقي، والمشرب، والمنهل، والمنبع عند كل هذه الجماعات واحد، وإن اختلفت في الظاهر، أو ادعت هي كذبًا، وزورًا خلاف ذلك.

بل حتى اختيار اسم "النور" للحزب المنبثق عن "الدعوة السلفية"، والتي ولدته الدعوة بعد أن لُقحت من الأمريكان بعد أحداث الخامس والعشرين من يناير لعام 2011 م !!، وكانت من قبله تحرم الأحزاب السياسية، وتلوم على من ينشئها، إلا أن اختيار اسم "النور" تحديدًا دون غيره، ليدل دلالة واضحة على اتحاد الغاية، والهدف بين تلك الجماعة الإرهابية بالإسكندرية، و"تنظيم القاعدة" في أفغانستان، كما يدل ويؤكد على أن تلك الجماعة الإرهابية إنما تراعي "الرحم الأيديولوجية" التي تربطها بتنظيم القاعدة، وغيره من التنظيمات الإرهابية، ذلك أن الإرهابي الكبير "أيمن الظواهري" لما ذهب إلى "أفغانستان" في تسعينيات القرن الماضي أسس معهدًا يُعْلّم فيه المنضمين الجدد، والقدامى من الإرهابيين قواعد الفكر التكفيري، وأُسس الإرهاب، والقتل، والقواعد الشاذة التي يستدلون بها، ويتكئون عليها لقتل الأبرياء، وسفك الدماء المعصومة المحرمة، وغير ذلك من الأفكار المنحرفة، والذي يؤسس عليها الشيء الذي يسميه "الفكر الجهادي"..

وسمى "الظواهري" هذا المركز "مركز النور"، ولما أرادت الدعوة السلفية تأسيس حزب استدعت الفكرة القديمة لـــ "الظواهري" فاختارت ما اختاره "الظواهري" من قبل: "النور"، وهو أمر له أعظم الدلالة على أنهما لا فارق بينهما من حيث العقيدة، والفكر، والإرهاب البتة، وإنما الفارق أن الإرهاب عند "الإرهابيين السكندريين" مؤجل فقط إلى حينه، ووقته، وميعاده، والذي سيأتي مهما طال انتظاره.

وسوف تثبت الأيام القادمة صدق كلامي عن إرهابية هذا الحزب، وأمه الهاوية "الدعوة السلفية بالإسكندرية"، كما أثبتت الأيام صدق كلامي في الإخوان الإرهابيين، فقد كنت أصرخ بأعلى صوتي منذ 2011 م، بل، وقبلها بأنهم جماعة إرهابية سوف تلجأ لاستخدام العنف، في حين كانوا هم يزعمون أنهم جماعة سياسية سلمية، وكانت النُخب السياسية في مصر تؤمن بسلميتهم، وتروج لهم على أساس كونهم حزبا معارضا للنظام الحاكم آنذاك، وأن النظام يستخدمهم كــ"فزَّاعة" يرهب بها الخارج، والداخل، ولكنهم ليسوا كذلك، وعملت تلك النخب الفاسدة على تسليم حكم البلاد للإخوان حتى تسلم هؤلاء الحكم بعون ومساعدة تلك النخب الخائنة.

كما أثبتت الأيام أيضًا صدق كلامي في الإرهابيين في سيناء عندما كنت أذكر خططهم، وتعاون الإخوان معهم، وأنهم يرسمون الخطط، ويعدون العدة من أجل محاربة الجيش المصري العظيم.

وكذلك سوف تثبت الأيام صدق كلامي في "حزب النور الإرهابي"، وفي حاضنته الفكرية الإرهابية "جماعة الدعوة السلفية بالإسكندرية" من كونه حزبا إرهابيا، ومن كونها جماعة إرهابية يعدان العدة منذ الآن لمواجهة الدولة، ومحاربة الجيش، والشرطة، وقتل الشعب المصري، ولكنهم ينتظرون الشرارة بفقدانهم الأمل في السيطرة، والوصول إلى الحكم.

فحزب النور– بلا شك عندي- جزء أصيل من مخطط الفوضى الخلاقة، والذي هو بدوره جزء أصيل من مخطط الشرق الأوسط الجديد، ومهمة الحزب المكلف بها هي إشاعة الفوضى السياسية، والدينية، والاجتماعية في المجتمع المصري، وهوما يقوم به على أكمل الوجوه.

والخلاصة أن الحزب يستنسخ تجربة الإخوان من ادعاء السلمية، ومدح النخب السياسية، والتقرب منها بل، ورشوتها، وكذلك نفاق مؤسسات الدولة كالجيش، والشرطة لكي يَثِبَ على السلطة، فإن لم يتحقق لهم ذلك، كشفوا القناع عن وجههم القبيحة، وظهرت حقيقتهم التكفيرية الإرهابية للوجود كما انكشفت حقيقة الإخوان،إلا أن "حزب النور"،"الدعوة السلفية بالإسكندرية" سيكونان أبشع، وأعنف، وأشرس من الإخوان بكثير حين يصطدما مع الدولة ويحملان السلاح.

وعلى الدولة المصرية أن تعمل من الآن على إعداد إستراتيجية، وخطة محكمة لكيفية التعامل مع السلفيين عندما يحملون السلاح في وجه الدولة، والشعب.
اللهم بلغتُ..اللهم اشهدْ.
الجريدة الرسمية