رئيس التحرير
عصام كامل

صراع البرلمان والإعلام.. علي عبد العال: لدى ملفات لإعلاميين يهدفون لإسقاط المجلس.. وإعلاميون يتهمون رئيس مجلس النواب بالعجز وضعف الشخصية.. وخبراء: مصابون بإعلام الصوت الواحد.. والقانون الموحد «ال

مجلس النواب - صورة
مجلس النواب - صورة ارشيفية

يُعد مجلس النواب والإعلام لسان حال المواطن البسيط، اختلاف وجهات النظر تسببت في احتدام الصراع بين الجهتين خلال الأيام القليلة الماضية، واشتدت حدة الخلافات بينهما إلى أن وصلت إللى اتهامات بالخيانة والعمالة.


هجوم الإعلاميين
شن بعض الإعلاميين هجوما حادا على رئيس مجلس النواب الدكتور على عبد العال، وعلي رأسهم الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى الذي وصف "عبد العال" بأنه يسعى للسلطة والترقيات، وكذلك الإعلامي أحمد موسى، الذي اتهمه بالانتماء للحزب الوطني، واتهام الإعلامي محمد الغيطي، لرئيس البرلمان بأن شخصيته مذبذبة، ولا يملك القدرة على ضبط إيقاع البرلمان.

رد عبد العال
الأمر الذي دفع رئيس مجلس النواب للتعليق على الاتهامات الموجهة إليه خلال الجلسة العامة للمجلس، قائلًا" "لديَّ ملف كامل لما دار في الصحافة المحلية والعالمية، لكتاب معينين تهدف كتاباتهم لتحقيق غاية واحدة بهدف إسقاط المجلس"، مضيفًا "يا جبل ما يهزك ريح"، لافتًا إلى أنه درس حرية الإعلام في جامعة عين شمس، وأن الحرية لا تتضمن السب ولا القذف ولا التحقير متحديا أن يكون هناك حرية في جميع دول العالم بدون ضوابط، مؤكدًا أن ما حدث أمر غير مقبول، وأنه لن يتقدم ببلاغ.

وأردف عبدالعال: "وكل من يريد من النواب أن يتقدم ببلاغ فليتفضل، ولكنى كرئيس للبرلمان لن أفعل ذلك لأنني أكبر من أن أدخل نفسى في نزاع مع أي صحفى أو إعلامي، ولن أفعل لأنني ما زلت أراهن على حرية الصحافة والإعلام من المخلصين من أبناء هذا البلد".

إعلام الصوت الواحد
وفي نفس السياق، يقول "محمد شومان" عميد كلية الإعلام بالجامعة البريطانية، إن الأداء الإعلامي لا يعكس الحقائق الواقعية، واهتمامه الأكبر متمركز على الموضوعات السطحية، مرجعًا ذلك لاختراق الإعلام المصري سواء الحكومي أو الخاص لقواعد المهنية، إلى جانب التركيز على وجهة النظر الواحدة وهو ما يطلق عليه "إعلام الصوت الواحد"، سواء كانت مؤيدة أو معارضة.

وتابع شومان، هناك اهتمام مبالغ فيه لبعض الموضوعات التي لا تعكس ما تمر به مصر من أزمات ولم تكون صوت الشارع كما لابد أن يكون، ولكن اهتمامها الأساسي أصبح بمشكلات النواب وفضائحهم، والموضوعات الترفيهية كرياضة كرة القدم والفن، ولم يتم التركيز بنفس الدرجة على الأزمة المصرية.

القانون الموحد
وعبر أستاذ الإعلام عن غضبه لما وصل إليه الإعلام المصري، قائلًا أصبح الإعلام في فوضى لا يمكن أن توصف، وبحاجة لإعادة هيكلة بتفعيل 3 مواد الدستور الخاصة به وتطبيق القانون الموحد الذي وضعته لجنة الخمسين لتنظيم الإعلام، والذي كان تحت إشراف صفوة أساتذة الإعلام من نقابة الصحفيين ونقابة الإعلاميين تحت التأسيس، وتعجبًا من عدم تطبيقه حتى الآن، رغم أنه الحل الأمثل لما تعاني منه الساحة الإعلامية، وتحقيق للشفافية على وسائل التمويل باعتبارها الكارثة الحقيقية والسبب الأساسي لما يشهده الإعلام المصري من اضمحلال.

فوضى إعلامية
ومن جانبها، أشارت "نجوى كامل" أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة، أن تغطية وسائل الإعلام تختلف حسب ملكيتها، فتغطية الوسائل القومية مختلفة تمامًا عن الخاصة، فنحن نعيش فوضي إعلامية أثرت على دور الإعلام في توصيل مفاهيم الواقع للجمهور، وحق القارئ في العرفة أصبح منتهك.

استغلال الأزمة الاقتصادية
وأشارت كامل إلى أن الإعلاميين يستخدمون الأزمة الاقتصادية لتحقيق مصالح سياسية، متسائلة"من امتي لا تعاني مصر من أزمة اقتصادية"، فقد كان من باب أولى بدل تبادل الاتهامات وإلقاءئها على الطرف الآخر، الوقوف عليها لتحليل هل الأزمة مصطنعة أم حقيقية والتحديات ومحاولات مواجهتها، قائلة "الواقع الإعلامي أوراقه متلغبطة".

وتابعت ليس في صالحنا الصراع الدائم بين السلطة والإعلام، كما أنه لم يتوقف على ذلك، فالأصعب صراع الإعلام مع الإعلام، وبالتالي ينعكس بالسلب على كل منهما.
الجريدة الرسمية