رئيس التحرير
عصام كامل

الفساد يدمر بحيرة قارون.. مياه الصرف الصحي تقتل الأسماك.. المسئولون يسرقون «الزريعة».. الصيادون يهجرون المهنة.. يطالبون بعودتها لمعهد الأحياء المائية وإنشاء رابطة ترعى مصالحهم

فيتو

 يحاول محافظ الفيوم، المستشار وائل محمد نبيه، إعادة بحيرة قارون مصدرًا للثروة السمكية، وأعلن عزم المحافظة إلقاء زريعة الجمبري من جديد إلى مياه البحيرة حتى تعود إلى سابق عهدها.


 وشكك الكثير في جدية المشروع وإمكان تنفيذه بعد أن لملم الصيادون شباكهم، وتركوا مراكبهم على الشواطئ، بعد أن عجزت البحيرة التي تبلغ مساحتها 55 ألف كيلومتر مربع، عن تلبية احتياجاتهم.

 معهد الأحياء المائية
 ويقول الصيادون في قرية شكشوك: «أيام زمان كنا ننزل بالمراكب ونعود بها محملة بكل أنواع الأسماك، من بوري وموسى وجمبري البركة الذي كان مطلوبًا في كل محافظات مصر، أما الآن أصبحت البحيرة بخيلة على أبنائها، ونعذرها كل العذر، فالمسطحات المائية لا تعرف كيف تتعامل مع الزريعة، يلقونها في أي مكان وفي أي وقت؛ ما يؤدي إلى نفوقها، ونتمنى أن نعود إلى معهد الأحياء المائية كما كانت في السابق».

 وأضافوا: «معهد الأحياء كان يضع الزريعة في حضانات بالمعهد حتى تصل إلى مرحلة نمو معين تستطيع معه السمكة أن تعيش في مياه بحيرة قارون، ثم يطلقونها إلى مياه البحيرة التي أصبحت الآن أكثر من مياه البحار ملوحة بفعل مياه الصرف الصحي للفنادق والقرى السياحية التي تصرف مخلفاتها في المياه».

 مشكلة تلوث المياه
 واقترح الصيادون حل مشكلة تلوث مياه البحيرة بمنع الصرف الصحي للقرى الواقعة على ضفاف البحيرة حماية لمياهها وحماية للأسماك حتى لا تؤثر في صحة المستهلكين.

 وطالبوا الشئون الاجتماعية بإشهار رابطة باسم «صيادي بحيرة قارون» ترعى مصالحهم وتتحدث نيابة عنهم، خاصة في فترة حظر الصيد التي تمتد لمدة أربعة أشهر وخلالها لا يجدون خلالها مصدرًا للرزق، ويضطرون للعمل في أي شيء آخر.

 الهجرة
 وأكد الصيادون أن أكثر من 30 من الصيادين هجروا المهنة وتوجهوا إلى العمل في ورش فرم الأقمشة القديمة بمنطقه الحكرشة في فترة إغلاق البحيرة «حظر الصيد» ليجدوا قوت يومهم، ولأنهم غير مدربين وليست لديهم الخبرة الكافية كانت ماكينات الفرم تلتهم أيديهم، ومنهم من فقد ذراعه كاملة، ومنهم من فقد جزءًا من يده، وقليلون فقدوا أصابعهم، هذا بخلاف من تركوا القرية نهائيًا وهاجروا إلى أسوان أو السويس والإسماعيلية لأنهم لا يجيدون غير مهنة صيد الأسماك.

 السيدة العجوز
 وأشار عدد من الصيادين إلى أن بحيرة قارون أصبحت كالسيدة العجوز التي بلغت سن اليأس فعجزت عن الإنجاب، إما بفعل زيادة الملوحة وإما للسلوكيات غير المسئولة من بعض الصيادين الذين يستخدمون «الغزل» أو الشبك الأحمر الذي يجور على الزريعة، فهو غزل لا يسمح إلا بمرور المياه فقط ويصطاد أي سمكة مهما كان حجمها.

 الفساد
 الصيادون ليس لديهم مصدر دخل آخر غير الصيد، والبحيرة كما هي، والفساد في القائمين على البحيرة كما هو لم يتغير، وكان من المفترض أن يلقى في مياه البحيرة كل عام 12 مليون زريعة، إلا أن هذا لم يحدث، وما يُلقى في مياه البحيرة كمية لا تزيد عن مليوني زريعة، ويذهب الباقي إلى المزارع الخاصة، حتى إن إنتاج البحيرة التي تزيد مساحتها عن 55 ألف فدان لا يزيد عن 5 آلاف طن من الأسماك سنويًا تنتجها مزرعة خاصة لا تزيد مساحتها عن فدان واحد.
الجريدة الرسمية