رئيس التحرير
عصام كامل

الأزمة الحزبية فى مصر

18 حجم الخط

الأحزاب السياسية لها من الأهمية فى إقامة الدولة الديمقراطية، بل إن وجود الأحزاب السياسية شرط لازم لقيام الدولة النظام الديمقراطى، فالأحزاب السياسية تعمل على إنتاج القيادات الوطنية، هى ترسم صورة الخيارات القومية.


والحياة الحزبية فى مصر تعانى من علة أصابتها فى مقتل ولهذه العلة أسباب، ترجع هذه الأسباب إما لسياسة الدولة ضد الأحزاب فالدولة تشترط قيودًا لتأسيس الحزب، قد يعجز أصحاب الفكر ورجال السياسة عن تنفيذها دون الارتكان إلى رجال الأعمال.

وأسباب تعود إلى الحزب ذاته كفساد البناء الداخلى للأحزاب وسيطرة قيادات الحزب على جميع الأمور به والافتقار إلى روح الجماعة فضلًا عن الطابع الشمولى فى الفكر وهروبها إلى تراث الماضى، فحزب الوفد مثلًا يمجد ما قبل ثورة 1952 ويصب همه على الفترة اللاحقة لها، والحزب الناصرى يرى أن الحل فى العودة لزمن عبد الناصر، أغلب الأحزاب التى نشأت بعد ثورة 25 يناير ارتبطت بميدان التحرير أكثر من الشارع هذا بخلاف الحزب الحاكم.

ومن أسباب هذه العلة الاختلافات الجوهرية بين أعضاء ذات الحزب الواحد والتى تفوق اختلافاتهم مع الأحزاب الأخرى مما أدى إلى نتائج عكسية فقد تفشل هذه الأحزاب فى اختيار رئيس جديد للحزب بعد رحيل زعيمه، وتحاك الفتن فى الحزب نتيجة لتفضيل المصلحة الشخصية على المصالح العليا للحزب.

وأخطر الأسباب التى أدت إلى فشل الحياة الحزبية فى مصر هو توجيه أحزاب المعارضة لنقد الحكومة وإظهار عيوبها دون محاولة لإجراء مناقشات ودرسات جادة لوضع الحلول اللازمة لمواجهة المشاكل التى يعانى منها المجتمع وهو ما أدى إلى انصراف الجماهير عنها وعدم ثقتها فيها .

وخير شاهد على عدم ثقة الجماهير فى الأحزاب السياسة هو ثورة 25 يناير التى قام بها الجماهير بعيدًا عن الأحزاب المعارضة قبل الحاكمة والتى كانت تدافع عن النظام السابق،  وبعد الثورة كل من هذه الأحزاب تحاول أن تنسب لنفسها دورًا فى الثورة.






الجريدة الرسمية