رئيس التحرير
عصام كامل

رئيسة «القابضة للمستحضرات الحيوية»: السرنجات ذاتية التدمير تقضي على فيروس سي بمصر

فيتو

  • فاكسيرا أمن قومي لمصر وأخيرًا وجدت أبًا شرعيًا
  • تطوير مصنع الأمصال بمنحة إماراتية ٥٠ مليون جنيه
  • إدراج مصانع إنتاج لقاحات إنفلونزا الطيور في برنامج الحكومة 
  • إنشاء مصنع مشتقات الدم بتكلفة 2 مليار جنيه مع وزارة الإنتاج الحربي
  • نقص عالمى في مشتقات الدم و9 شركات عالمية تحتكر تلك الصناعة 
  • رئيس الوزراء ألغى صفقة مبادلة الأرض مع بنك الاستثمار 
  • مصنع إنفلونزا الطيور ينتج 800 ألف جرعة من التطعيم لمنع الإصابات 
  • نغطى احتياجات الدولة من تطعيم الحمى القلاعية والوادى المتصدع 
  • ديون الشركة 820 مليون جنيه.. والدائن الأكبر بنك الاستثمار
  • عيادات لصرف أدوية فيروس سي والأنسولين على نفقة الدولة للمرضى
  • رئيس شركة عالمية يزور مصر لمتابعة مشروع إنتاج الأنسولين 
  • مصر رائدة في إنتاج أمصال الثعبان والعقرب وتصديرها للخارج


تعد أحد محاور الأمن القومي لمصر، لها بعد استراتيجي، خط الدفاع الأول عن مصر من الأمراض والأوبئة، أصبح لها أب شرعي بعد أن كان العاملون بها دائمي الشكوى بأنهم حائرون في التبعية لوزارة الصحة أم لوزارة المالية، إنها الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات "فاكسيرا".

منذ إنشائها في عام 1881 وهى المسئولة عن احتياجات الدولة من التطعيمات حسبما أكدت الدكتورة ألفت غراب، رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات في حوار لــ"فيتو" التي تضم ثلاث شركات وهى "الأمصال واللقاحات، خدمات نقل الدم، الخدمات البيطرية".

وكشفت عن اهتمام القيادة السياسية وحكومة المهندس شريف إسماعيل بالوضع المالى للشركة ومحاولة إنقاذها من الديون المتعثرة بها والتي وصلت إلى 820 مليون جنيه.
 
تاريخ فاكسيرا وخطط التطوير والمشروعات والمصانع المقرر استكمالها الفترة القادمة وخطة تحقيق الاكتفاء الذاتي من مشتقات الدم والأمصال كشفت عنها د.ألفت غراب في الحوار التالي:

*هناك دائمًا شكاوى من نقص حقن "الأنتى آر إتش" للسيدات الحوامل باستمرار ؟
منذ فترة كانت تعانى نقصا ولكن الآن تم توفيرها وهى مرتبطة بأسعار الدولار المتغيرة وطالما نحن في مصر نعتمد على الاستيراد في مشتقات الدم والمستحضرات الحيوية سيؤدى ذلك إلى حدوث نقص فيها على فترات، لذلك نطالب بإنشاء مصنع مشتقات الدم لتغطية احتياجات البلاد الأساسية.

لأننا من الممكن أن يأتى علينا الوقت لا نجد أي منتجات لمشتقات الدم نهائيًا بسبب النقص العالمى فيها، فضلا عن الأوضاع الاقتصادية العالمية خاصة أن مشتقات الدم لا ينتجها إلا 9 شركات مؤهلة ومعتمدة في العالم تتحكم في صناعتها، ونحن في مصر يتم توريد فائض الدول لنا من مشتقات الدم والمناقصات تعطي للدول وفق اعتبارات مختلفة منها من يدفع أكثر وأولا وتعتمد فاكسيرا على وكلاء مستوردين تشتري منهم الشركة ويتم التوزيع من خلال منافذ توزيعنا.

* وماذا عن الوضع المالى للشركة حاليا والمشكلات المتعثرة بها ؟
الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية تعتبر أمنًا قوميًا لمصر ولها بعد استراتيجي في الدولة وهى رمانة الميزان في التطعيمات والأمصال واللقاحات، إذا ظهر أي وباء أو مرض داخل مصر وهي الحصن المنيع وخط الدفاع الأول عن الأمراض.

*وما هي مشروعات الشركة التي توقفت ؟
يوجد قطعة أرض في مدينة 6 أكتوبر لإنشاء مجمع صناعي يضم عدة مصانع، من ضمن المشروعات التي لم تكتمل مصنع الإنفلونزا، فضلا عن مشكلة أخطر وهى عدم رفع كفاءة خطوط الإنتاج وعدم تحديث قطع غيار الآلات بعد استهلاكها حتى لا يوجد مشكلات بالمنتجات وضرورة مواكبة الجديد في خطوط الإنتاج.

*كم عدد المصانع التي تمتلكها فاكسيرا ؟
على أرض العجوزة التي تشمل ٦١ ألف متر يوجد ما يقرب من 9 مصانع منها اللقاح الثلاثي ومصل التيتانوس وتطعيم شلل الأطفال ومصنع البايو تكنولوجي ومصنع إنتاج المحاليل الطبية ومصنع إنتاج السرنجات جاهزة الحقن.

كما تمتلك فاكسيرا مزرعة حيوانات على مساحة ٢٢ فدانًا تضم ٣٤٠ حصانا بمبالغ مالية رهيبة يستخدم في حقن سم العقرب والثعبان وهي جزء أساسي من العمل، حيث نأخذ منها الأجسام الدفاعية التي تكونت في الأحصنة بعد حقنها بالسموم لإنتاج المادة الخام للأمصال.

* أي نوع من الأمصال واللقاحات تتميز به مصر؟
نحن في مصر ننفرد في صناعة مصل الثعبان والعقرب وأصحاب براءة اختراع في العالم ودول الشرق الأوسط ونصدر للخارج والدول المحيطة بنا وأحيانًا تأتى الدول الينا بأنواع حيات نصنع لهم أمصالًا ضدها، خاصة أن سموم الثعابين مختلفة، ومؤخرًا طالبت وزارة الصحة العراقية وزارة الصحة المصرية بتوريد احتياجاتها من مصل العقرب ونوفر لهم في السعر 50% في التكلفة، ونظرا لأهمية الأمصال التي تنتجها مصر على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا سيتم تطوير مصنع الأمصال بتكلفة ٥٠ مليون جنيه من خلال منحة من دولة الإمارات لتغطية احتياجات البلاد، وهو من أفضل المصانع ومجهز ليكون مؤهلا من منظمة الصحة العالمية لفتح باب التصدير للعالم، وسوف ينتج 18 نوعا من الأمصال ونحن الآن في مرحلة التجارب وخلال سنة يبدأ في الإنتاج، وفي مجمع المصانع مخطط إنشاء مصنع لإنفلونزا الطيور ومجمع مخازن ومصنع محاليل ومصنع لإنتاج السرنجات ذاتية التدمير لمنع انتقال الأمراض.

*ماذا عن مشروع إنتاج الأنسولين بالتعاون مع أكبر الشركات العالمية "نوفونورديسك"؟
يوجد مشروع ضخم لإنتاج الأنسولين بالتعاون مع أكبر شركات إنتاج الأنسولين عالميًا وهى شركة نوفونورديسك، وهى الشركة الوحيدة في العالم التي تنتج الأنسولين ومقرر إنتاجه على مرحلتين أولا التعبئة والتغليف ثم نقل الصناعة ثم بدء الإنتاج بتكلفة 220 مليون جنيه، وقد وفرت شركة نوفونورديسك 15 مليون جنيه في صورة قرض حسن وفاكسيرا عليها أن تستكمل بقية المبلغ والمبنى المخصص له قائم، ومن المقرر أن يزور رئيس شركة نوفونورديسك مصر في شهر مايو المقبل، وقد أرسل خطابًا إلى رئاسة الجمهورية للمطالبة بزيارة مصر، واختيارها فاكسيرا دليل على أنها كيان مهم.

*متى تتخلص فاكسيرا من المشكلات المالية التي تعانى منها ؟
أتوقع بحلول ٢٠٢٠ أن تغطي فاكسيرا كل احتياجات الدولة وتصدر للخارج في حال دعمها الآن من الدولة.

*وما المشروعات الجديدة التي تنفذ الفترة المقبلة؟
يوجد الآن مشروع جديد لإنتاج التطعيم الخماسي المكون من أمراض "الدفتيريا والتيتانوس والسعال الديكي وفيروس بي والإنفلونزا" بدلا من التطعيم الثلاثي" السعال الديكي والدفتيريا والتيتانوس" وكل الشركات العالمية بدأت في إنتاجه والمستقبل له ولدينا مصنع إنتاج الثلاثي وهو نواة إنتاج التطعيم الخماسي.
كما نتطلع لاستكمال مصنع السرنجات ذاتية التدمير وتطوير خط الإنتاج الموجود حاليًا، والذي كان معدًا من عام 2005 لإنتاج حقنة الأنسولين ١ سم والآن استخدامها قليل، خاصة أن مصر اعتمدت من قبل منظمة الصحة العالمية ضمن 3 دول للقضاء على فيروس سي وتنفيذ مشروع السرنجات ذاتية التدمير سوف يسهم في تقليل الإصابات بفيروس سي.

*وماذا عن خطة الحكومة لإنقاذ فاكسيرا من الديون المتراكمة عليها ؟
وزير الصحة الدكتور أحمد عماد، أول وزير للصحة يزور فاكسيرا ويسعى لحل مشكلاتها وإنقاذها من التعثر والمشكلات والديون وتبني فاكسيرا لبعدها الاستراتيجي وفي عهد رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب تفاوضت الإدارة السابقة مع بنك الاستثمار لمبادلة الديون المتراكمة مع قطعة أرض من فاكسيرا.

*وما هي نسبة الديون الآن على الشركة ؟
حجم الديون يبلغ ٨٢٠ مليون جنيه لعدة جهات منهم ٤٤٣ مليون جنيه لبنوك مختلفة حكومية وبنك الاستثمار هو الدائن الأكبر بنسبة 272 مليون جنيه نتيجة ارتفاع نسبة الفوائد ونتيجة الاتفاقية المبادلة كان من شروطها وقف الفوائد، بالإضافة إلى 61 مليونًا لبنك التنمية الصناعية و١٩ مليونًا لبنك بلوم مصر و19 مليون جنيه لبنك الاستثمار العربي وبقية الديون للموردين، فضلا عن مديونية دولارية ناتجة عن ارتفاع سعر الدولار.

*ولكن الشركة لديها نشاط وتورد وتستورد الن تستطيع سداد ديونها طوال تلك السنوات ؟
عمليات البيع والشراء لن تمكنا من سداد الديون خاصة أن الداخل اقل من الخارج ولدينا ٣٥٠٠ عامل يتم دفع رواتب ١١ مليون جنيه ونصف شهريًا أي ما يقرب من ١٤٠ مليون جنيه سنويا، فضلا عن مديونيات المياه والكهرباء وتأمينات العاملين ودفع الضرائب؛ لأن الشركة ليست معفاة من الضرائب.

*وما الذي توصلت إليه اتفاقية المبادلة بين فاكسيرا وبنك الاستثمار ؟
للأسف الاتفاقية كانت لن تجدي ولن تسهم في حل أزمة الديون، فضلا عن أن الأرض ليست فارغة بل تضم مصانع ومخازن الشركة ويبنى عليها المعامل فأين ستذهب تلك المباني، بالإضافة إلى مصنع لإنتاج تطعيم سرطان المثانة وهو مهم كيف سيتم نقله لمكان آخر فضلا عن مصانع إنتاج تطعيمات الحمى القلاعية وحمى الوادى المتصدع، وصدر قرار رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب بالمبادلة مقابل وقف القضايا بين الطرفين وعندما توليت رئاسة مجلس الإدارة في يوليو 2015 درست الملف ووجدت أن سلبيات مبادلة الأرض أكثر من إيجابياتها ولن تحل الأزمة وتظل الديون كما هي لوجود أرباح رأسمالية.
وعرضت ذلك على وزير الصحة وتبنى القضية وعرضها على مجلس الوزراء وأوقف المهندس شريف إسماعيل عملية المبادلة وأصدر قرارا بتشكيل لجنة في مارس الماضي مكونة من وزراء التعاون الدولي والصحة والسكان والتخطيط والمالية لحل أزمات فاكسيرا المالية مع استمرار عمل الشركة وتغطية احتياجات البلاد من الأمصال واللقاحات.

* وما دور وزارة التعاون الدولي في المنح المقدمة للشركة لاستكمال المشروعات ؟
وزيرة التعاون الدولي الدكتورة سحر نصر كان لها دور مهم في المنح التي حصلت عليها فاكسيرا لإنجاز المشروعات الحيوية منها مصنع إنفلونزا الطيور البيطري ومصنع السرنجات ذاتية التدمير وتوفير 10 ملايين دولار كمنح لهم.

*ومتى سيبدأ الإنتاج في مصنع إنفلونزا الطيور ؟
مقرر له إنتاج ٤٠٠ مليون جرعة من لقاح إنفلونزا الطيور لمنع الإصابة به ومقرر أن تزيد إلى ٨٠٠ مليون جرعة لسد احتياجات الدولة التي تبلغ مليون و٢٠٠ ألف جرعة، أي أننا سوف ننتج ٨٠% من احتياجات الدولة، وتم طرح كراسة الشروط للشركات التي سوف تستكمل المصنع ومقرر البت فيها خلال شهر، وتم التواصل مع وزارة المالية للحصول على قرض حسن من البنك السعودي من الحساب الدوار الموجود في وزارة المالية بقيمة 4.5 ملايين جنيه يتم سداده على 15 سنة.

*وماذا عن مشروع مصنع السرنجات ذاتية التدمير ؟
بالنسبة لمصنع السرنجات ذاتية التدمير وزير الصحة أخذ جزءا من منحة مقدمة لوزارة الصحة مخصصة للتدريب حتى يتم استكمال مصنع السرنجات بقيمة 5.2 ملايين دولار، كما أن مشروعات السرنجات ذاتية التدمير ومشروع إنفلونزا الطيور تم إدراجها في برنامج الحكومة الذي عرض على مجلس الشعب لأهميتها.

*ماذا عن مشكلة فاكسيرا الدائمة بأن ليس لها أب شرعي ؟
اعتمد وزير الصحة والسكان لأول مرة الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات في الهيكل التنظيمى لها بعد معاناة مع الوزراء السابقين حيث إن الشركة القابضة تتبع قانون ٢٠٣ لشركات قطاع الأعمال إلا أن رئيس الجمعية العمومية لها هو وزير الصحة، وبعد اعتماد الشركة في هيكل وزارة الصحة أصبح لنا أب شرعي وأصبحت الشركة جهة حكومية تتعامل مع جهة حكومية أخرى ويسهل التعامل مع البنوك.

*ماذا عن مصنع إنتاج مشتقات الدم ؟
سيتم إنشاء المصنع بالتعاون مع وزارة الإنتاج الحربي بميزانية قدرها 2 مليار جنيه، فيما أوصى رئيس الوزراء بنك الاستثمار القومي بوضع خطة تطوير شاملة لفاكسيرا مقرر الانتهاء منها خلال 9 شهور.
الجريدة الرسمية