رئيس التحرير
عصام كامل

محمود الخواجة: إبراهيم عبدالخالق خليفتي.. وقرار إعارة إبراهيم صلاح غير معقول

فيتو
18 حجم الخط


  •  حرب 67 سبب ظهوري مع الزمالك.. وهذه حقيقة لقب الخواجة
  • هذه ذكرياتي مع الحواوشي والأهلاوية في التوفيقية.. وفشلت في إقناع زيزو
  • فشلت في اختبارات القلعة الحمراء.. ولم أنس علقة ليبيا وطائرة السادات وراديو القمة
  •  ربع جنيه أول مكافأة مع الأبيض.. و500 جنيه حلاوة الدوري
  •  السهرات تدمر الجيل الحالي للنجوم
  •  نجوم النهاردة «بتوع شهرة وفلوس».. وودعت الثعلب بمكالمة 15 دقيقة


يبقى واحدا من أفضل اللاعبين في تاريخ الزمالك، لعب دورًا كبيرًا في بناء تاريخ للقلعة البيضاء، وهو من جيل السبعينيات وعاصر أفضل لاعبي الزمالك على مدى التاريخ.. إنه محمود الخواجة، شخصية "جدعة" ويحظى بحب من يتعامل معه.. الضحكة لا تفارق وجهه.. لا يسعى إلى مناصب أو شهرة، ويعمل في أي مكان يوضع فيه بسبب عشقه للكيان الأبيض.. «فيتو» التقت به وحاورته في العديد من الأمور، وأين هو الآن وذكرياته داخل نادي الزمالك، والفرق بين لاعبي زمان والفترة الحالية، والعديد من الأسرار، وأجاب بصراحته المعهودة من خلال السطور التالية..

** دعنا نتحدث في البداية عن انطلاقتك مع كرة القدم؟
أنا من مواليد حي الدرب الأحمر عام 1952، وبدأت لعب الكرة في إحدى الساحات الشعبية، وكان شقيقي الأكبر يتابعني ويرى أنني أمتلك الموهبة التي تؤهلني للعب في أكبر الأندية، ونصحني باللعب في مركز شباب عابدين، حيث شاهدني شريف الفار الذي كان يعمل مدربًا بالمركز، وفي الوقت نفسه مدربًا للناشئين بالزمالك، وأعجب بمستواي، وفاتحني في اللعب للزمالك مع زميلي مجدي سالم الذي ظهر هو الآخر بمستوى جيد، وأبلغني الكابتن شريف الفار بأنه ينتظر حضورنا لمقر النادي خلال أسبوع، وقبل التوجه إلى الزمالك بعدة أيام شاهدني صديق شقيقي ونسّق مع مدربي الناشئين بالأهلي لاختباري، وبالفعل توجهت للنادي وكان وقتها مصطفى حسين هو المسئول عن قطاع الناشئين بالأهلي، لكنني لم أوفق في هذه الاختبارات، وبعدها ذهبت إلى الزمالك.

** وما حكايتك مع الزمالك؟
تدرجت ضمن فرق الناشئين بالمدرسة، وتدربت تحت قيادة عدد من المدربين، أمثال حمادة الشرقاوي وعلي شرف وسمير قطب ورأفت عطية وزكي عثمان.

** ومن أطلق عليك لقب الخواجة؟
اسمي الحقيقي محمود عبدالمنعم عبدالرحمن، ولقب الخواجة أطلقه عليّ الكابتن شريف الفار، مدرب فريق الناشئين، الذي كان يخطئ في التفرقة بيني وبين زميلي مجدي سالم، نظرًا لوجود تشابه كبير بيننا في ملامح الوجه، فأطلق عليَّ لقب الخواجة لاقتناعه بأن ملامحي تشبه الأجانب.

** ومتى لعبت للفريق الأول؟
تم إلغاء بطولة الدوري في عام 67 بسبب ظروف الحرب، وبعدها بدأت أتدرب مع الفريق الأول، وأول مباراة مع الفريق الأول بالزمالك كانت أمام فريق الترسانة في موسم 69 / 70، وأحرزت مع الفريق بطولات عديدة، أهمها الدوري الممتاز موسم 1977 / 1978 وكأس مصر عام 1973 وأعوام 75 / 77 / 79.

** ومن هو المدرب الذي ترك بصمة في حياتك؟
عصام بهيج من المدربين الذين كانت لهم بصمة لا تُنسى.

** وماذا عن مشوارك مع منتخب مصر؟
تدرجت ضمن المنتخبات الوطنية في المراحل السنية المختلفة، حيث تم اختياري لمنتخب الشباب تحت قيادة شحتة الإسكندراني، وشاركت في بطولة ألمانيا الودية.

** وماذا عن مشوارك التدريبي؟
اعتزلت كرة القدم عام 81، وبعدها اخترت مجال التدريب، وتم تعييني مدربًا في مدرسة الكرة بالنادي، ثم توليت تدريب فريقي 10 و11 سنة، ثم تدرجت في قطاع الناشين بالنادي، وفي عام 85 تم ترشيحي من جانب وزارة الشباب والرياضة واتحاد الكرة للسفر إلى ألمانيا للحصول على الدبلومة في مجال التدريب، واستكملت بعدها الدراسات التدريبية، وتم اختياري ضمن الجهاز المعاون للفريق الأول مع عصام بهيج، وحصلنا على بطولتي الدوري والكأس، بالإضافة إلى البطولة الأفروآسيوية، ثم عملت مدربًا عامًا مع البرازيلي كارلوس عام 90 لمدة موسم، وبعد ذلك مع الهولندي رود كرول عام 97 وفاز الفريق بالبطولة الأفروآسيوية، وفي موسم 2003 / 2004 عملت مدربًا عامًا مع البرتغالي فينجادا، وحصد الفريق ثلاث بطولات، هي: الدوري والبطولة العربية والسوبر المصري السعودي، وكانت لي تجربة تدريبية مع المنتخب الوطني الأول عام 2000، بعدما رشحني اللواء الدهشوري حرب، رئيس الاتحاد وقتها، للعمل ضمن الجهاز المعاون للفرنسي جيرار جيلي.

** وماذا عن تجاربك التدريبية في الخارج؟
في عام 89، توليت تدريب فريق الخليج بالشارقة الإماراتي، بعدما توليت تدريب نجران لمدة سبعة أشهر، وفي عام 2005 عملت مدربًا لفريق النجمة السعودي لمدة موسم، وحاليا أشغل منصب نائب مدير النشاط الرياضي.

** وماذا عن ذكرياتك مع مباريات القمة؟
لن أنسى مباراتنا أمام الأهلي موسم 78، والتي أعتبرها من أفضل المباريات التي شاركت خلالها مع الفريق.

** مواقف لن تنساها في حياتك؟
توجد مواقف في حياتي لم ولن أنساها، فالموقف الأول مباراتنا الشهيرة مع المنتخب الليبي خلال دورة الألعاب الأفريقية التي أقيمت بالجزائر عام 78، وكانت وقتها توجد أزمة سياسية بين البلدين، وساهم مسئولو الاتحاد الليبي في زيادة إشعال الأزمة، عندما رصدوا مكافآت كبيرة للاعبين في حالة تحقيق الفوز علينا، مما جعل التوتر واضحًا على أداء لاعبي منتخب ليبيا، ونجحنا في تحقيق الفوز بهدف كان من نصيبي، وعقب انتهاء المباراة زاد توتر لاعبي ليبيا، الذين لم يتعاملوا مع الموقف بروح رياضية، وإنما انهالوا علينا ضربًا مما جعل الرئيس الراحل أنور السادات يُرسل طائرة خاصة لنقل البعثة المصرية إلى القاهرة، والاعتذار عن عدم تكملة المنافسات في جميع الألعاب الأخرى، وعقب العودة تم تكريمنا وحصلنا على وسام الجمهورية من الدرجة الثانية.

والموقف الثاني كان في موسم 1978، وكان الأهلي يقابل المحلة والزمالك يلعب مع الإسماعيلي، والمفترض أن يتم لعب المباراتين في موعد واحد، وشاءت الظروف أن يلعب الأهلي مع المحلة متأخرا عشرة دقائق، وكان عليه أن يفوز بأكثر من أربعة أهداف ليفوز بالدوري، ووقتها هزمنا الإسماعيلي بهدفين مقابل لا شيء، وأحرز الأهلي خمسة أهداف، وانتهت مباراتنا مع الإسماعيلي، وتابعنا الأهلي في الراديو من داخل أرض الملعب، وفجأة الغى الحكم حسين فهمى الهدف الخامس للأهلي، ليعلن الزمالك بطلا للدوري.

ومن المواقف الطريفة التي لن أنساها عندما كنت طالبًا بالمدرسة الثانوية الرياضية، حيث توجهت لمعرفة النتيجة وكنت في حالة صعبة وكنت خائفا، وكان منتهى أملي أن أنجح فقط، لكنني فوجئت عند إعلان النتيجة بحصولي على المركز الأول أيضًا، فكانت سعادتي لا تُوصف بهذا الخبر، ومن المفارقات أيضًا المرتبطة بنفس الموقف أن فاروق جعفر حصل على المركز الثاني لنلتحق معًا بعدها بكلية التربية الرياضية.

** وهل تتذكر مواقف أخرى؟
في إحدى مباريات القمة موسم 1980 فزنا على الأهلي بهدفين دون رد، وكانت آخر مبارة لي بين الأهلي والزمالك، والمدير الفني كان مايكل إيفرت، وكان أعطاني تعليمات بمراقبة طارق الشيخ لاعب الأهلي في كل مكان داخل الملعب، وفي إحدى الكرات هرب مني الشيخ ولعبها قوية فوق العارضة، وكادت أن تدخل المرمى، وبعد المباراة عنفني إيفرت، وقام خلال المحاضرة بخصم 200 جنيه مني فـ"قعدت ألطم على وشي" علشان الـ200 جنيه وقتها كانت حاجة كبيرة جدا، وأنقذني حمادة إمام مدير الكرة وقتها وخفض العقوبة إلى 100 جنيه.

** بمناسبة ذكرك لحمادة إمام.. كيف تلقيت خبر وفاته؟
حمادة إمام كان من أجدع وأنقى الشخصيات التي قابلتها في حياتي، ولعبت معه موسمين، وخبر وفاته كان صدمة وجمعتني مكالمة وداع بيني وبينه قبل الوفاة بيوم واحد، ونص المكالمة كان بالحرف الواحد "قولتله مش عيب يا كابتن تبقى تعبان ومش تقولي، وقال لي متقلقوش يا محمود أنا كويس وجاي النادي بكرة علشان نقعد مع بعض شوية"، وكأنه كان حاسس والقدر لم يشأ أن نتقابل وربنا يرحمه ويدخله فسيح جناته، كان أسطورة بمعنى الكلمة.

** وما هو أول مبلغ حصلت عليه من كرة القدم؟
أول مبلغ حصلت عليه من كرة القدم 25 قرشا، حينما منحه لي رئيس نادي الزمالك وقتها توفيق الخشن، بعدما أعجب بمستواي وأنا صغير داخل الملعب وقال لي بالحرف الواحد "خد يا حبيبى هاتلك حاجة حلوة"، وبعد ذلك حصلت مع الفريق الأول على 500 جنيه بعد الفوز ببطولة الدوري كما حصلت على مكافأة 300 جنيه بعد الفوز بالكأس، وكنت أعتبر هذه المكافآت منحة إلهية لأصرف بها على أسرتي وقتها.

** وهل لاعبو الجيل الحالي مختلفون عن الأجيال السابقة؟
بالتأكيد يوجد اختلاف كبير بين الكرة زمان ودلوقتي ففي الماضي كنا بنام من الساعة 8 أو 9 بالليل، ولا نعرف السهر نهائيا، لأننا كنا ندرك أن رأس مال اللاعب صحته، وكل الظروف مهيأة للاعبين حاليا لتقديم أفضل مالديهم، وخاصة الناحية المادية أفضل، زمان الكل كان يتقاضى ملاليم بالمقارنة بالتوقيت الحالي.

**وماذا عن علاقة لاعبي الأهلي والزمالك في الماضي؟
زمان كنا بنحب بعض بجد ومن قلوبنا، وكان يربطنا الحب الحقيقي، وكنا بنسهر مع بعض بعد المباريات، وأذكر أنني كنت في المدرسة الثانوية، وكان معي من الأهلي عبدالعزيز عبدالشافي ومحمود الخطيب وإكرامي ومصطفى يونس، وكنا مدمنين نأكل حواوشي في التوفيقية، لدرجة أننا في إحدى مباريات القمة كنا نتحدث مع بعض داخل الملعب، ونقول بالحرف الواحد "عايزين نخلص علشان نخرج ونتعشى" وحاليا للأسف لا أشعر بوجود هذه العلاقة الطيبة!

** ومن من لاعبي الأهلي السابقين كان الأقرب إلى قلبك؟
أرتبط معهم بعلاقات طيبة ومحترمة حتى الآن، ولكن عبدالعزيز عبدالشافي هو الأقرب إلى قلبي، وكنت أفاوضه للعب للزمالك، ولكنه كان يرفض لأنه عاشق لناديه وكنت احترمه جدا، وكنا نسير مع بعض في الشوارع.

** ومن اللاعب الذي تراه خليفتك في الملاعب؟
أرى أن إبراهيم عبدالخالق، لاعب خط الوسط، هو خليفتي في الملاعب، وللعلم حزنت جدا بعد قرار ميدو برحيل إبراهيم صلاح، ولم أصدق ما حدث.

** هل ترى أن الزمالك مظلوم إعلاميا؟
دعني أتحدث معك بصراحة، الزمالك زمان كان الكل بيقطع فيه عمال على بطال، وبالفعل الإعلام كان مضطهد الزمالك، وحاليا المستشار مرتضى منصور رجع للنادي هيبته الحقيقية، وجعل النادي مختلفا عن الماضي، فأسرتي استمرت ما يقرب من عشر سنوات لم يدخلوا النادي لأنه كان خرابة بالفعل.

الجريدة الرسمية