صلاح جاهين يكتب: إيه يا دنيا؟
في مجلة صباح الخير نوفمبر عام 1966 كتب الشاعر الفنان صلاح جاهين مقالا قال فيه: أعرف مخلوقا متعبا ومشاكسا،طول النهار رايح جاى،يشرب في سكر وشاى، وقهوة من النوع السادة والمضبوط والزيادة، ويلتهم عيش بالجبنة والزيتون،وسلطة بالدقة والكمون، وعسل النحل اللى يشفى النفوس، وعسل أسود سرياقوس، ولحوم محفوظة في العلب أو مذبوحة حسب الطلب، وطيور مثلجة من أمريكا وبامية من نوع الويكا، وكوسة محشية زغنططة وغيرها كبيرة ومخرطة، وملوخية خضرا بالأرانب، ومكرونة اسمها اسباكيتى ومكرونة في الفرن وعدس اصفر كهرمان، وعدس بجبة وقفطان. ويغمس صوابعه في بحر من الفول المدمس أبو زيت حار وليمون، والفول أبو زبدة عايمة ع الصحون.
ثم هو بطريقة جهنمية يبلع أقراص الطعمية وسمكا كبيرا وبساريا وجمبرى وكابوريا إلى آخر ما يستطيع أن يستوعب كل يوم قبل أن تكبس عليه النوم، ثم ينطلق بالطول والعرض ةيظل طول الليل يكتب عرائض واشعار ثم يمزقها واحدة بعد واحدة ويبحث عن مزيد من الورث يدفع به عن نفسه الأرق، ثم يبحث لنفسه عن صبية نقاوة.
هكذا يضرب في اثنين وفى أربعة بعد سنتين، ويظل يتضاعف ويتضاعف السكر والشاى والجبنة والزيتون والدقة والكمون والفول والطعمية والحلاوة الطحنية.. وكل هذا على دماغ مين ؟.. السيد وزير التموين ،،فيا أيها الدنيا ما أكثر أهلك.. أليس الإنسان بحيوان مستهلك.
