رئيس التحرير
عصام كامل

محمد جبريل.. الشيخ المحظور «بروفايل»

محمد جبريل
محمد جبريل
18 حجم الخط

يأتون من كل صوب وحدب، منهم من يرتدي جلبابه بشاله الصعيدي المعروف وآخرون جاءوا من أقاصي الدلتا ليقفوا بجوار سكان القاهرة أمام أبواب المسجد العتيق الكائن في منطقة مصر القديمة استعدادا لصلاة التراويح خلف الإمام محمد جبريل وهي مناسبة سنوية اعتاد عليها المصريون.
 

ينصهرون جميعا في بكاء حار خلف إمام تميز بصوت عذب، يدرك جيدًا أنه قادر على تحريك مشاعر الآلاف بعذابة صوته وأدعيته التي يحفظها عن ظهر قلب، ويستعين بها في كل مناسبة خاصة العشر الأواخر من شهر رمضان خلال سنوات طويلة مضت.

صلى جبريل أمس الإثنين، صلاة العشاء والتراويح، بمئات الآلاف من المصلين في مسجد عمرو بن العاص في جو مليء بالروحانيات والعبادات، ودعا في نهاية الصلاة بالعديد من الأدعية سبب بعض منها لغطا على الساحة السياسية، قبل أن يصدر الدكتور محمد مختار، وزير الأوقاف، قرارا بمنع جبريل من الخطابة داخل مصر.

«صاحب وجه متلون وسنتخذ الإجراءات الكافية ضده وتم منعه من العمل»، كانت تلك تصريحات الدكتور محمد مختار، وزير الأوقاف، مؤكدًا أنه لن يسمح لجبريل بالإمامة في مصر وتم محضر ضده لما صدر منه في مسجد عمرو بن العاص أمس، مطالبًا الدول التي تواجه الإرهاب بمنع استضافته، كما طالب التليفزيون المصري بوقف جميع أعماله حتى يعتذر عما بدر منه.

محمد جبريل، قارئ القرآن والذي يؤم المصلين في صلاة التراويح بمسجد عمرو بن العاص خاصة في الليالي الوترية من العشر الأواخر في رمضان منذ عام 1988 جاء منعه على خلفية دعائه أمس والذي دعا فيه جبريل على الحكام الظالمين والإعلاميين الظالمين، كما دعا بتطبيق شرع الله في مصر وهو ما يعرف باسم دعاء القنوت.

وتعود جذور جبريل إلى محافظة القليوبية فترجع أصوله إلى مركز شبين الكريم وهو من مواليد 1964، وحفظ القرآن الكريم وعمره لا يتعدى 9 سنوات قبل أن يكمل تعليمه ليحصل على ليسانس الشريعة والقانون من جامعة الأزهر، بجانب فوزه بالمركز الأول على مستوى الجمهورية والعالم الإسلامي بجانب حصوله على العديد من الأوسمة من البلاد الإسلامية التي قام بزيارتا.

الشيخ البالغ من العمر 51 عامًا، عمل في عدة مناصب كان قارئا ومعدًا للبرامج الدينية بالتليفزيون الأردني، بجانب عمله مدرسًا للقرآن الكريم في الجامعة الأردنية، وقام بتسجيل القرآن الكريم بصوته في الإذاعة الأردنية بجانب إذاعات عربية وعالمية أخرى.

بجانب ذلك ألقى جبريل عدة محاضرات في المراكز الإسلامية في عدة دول وتناول خلالها علوم القرآن الكريم، كما أنه شرف على إقامة المركز الإسلامي العالمي لعلوم القرآن بالقاهرة ويدرس فيه الآن أكثر من ألف طالب وطالبة.

ولم يكن جبريل بعيدًا عن التليفزيون المصري فسجل عدة حلقات من البرامج الدينية في التليفزيون المصري وأهمها البرنامج الرمضاني "آية ودعاء" و"الرحمن علم القرآن".

كانت وزارة الأوقاف أكدت في وقت سابق على الأئمة والدعاة، أن دعاء القنوت هو عبادة وتقرب إلى الله "عز وجل" يستحب الوقوف فيه على المأثور عن سيدنا رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، ولا يجوز توظيفه لمنافع شخصية، أو مكاسب سياسية، أو استعراض صوتي عن طريق التغني والتمديد، والتطويل والتمطيط، والخروج على روح العبادة والخشوع إلى جوانب هي أقرب إلى حب الشهرة والظهور بإطالة لا تحتمل.
الجريدة الرسمية