رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور .. "محلب" يشارك في إحياء الذكرى الستين لمؤتمر القمة الأفروآسيوية بباندونج

18 حجم الخط

انتهت في مدينة باندونج الأندونيسية، اليوم الجمعة، مراسم الاحتفال بإحياء الذكرى الستين لمؤتمر القمة الأفروآسيوية، بباندونج، والتي حضرها المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي.


في صباح اليوم استقبل رئيس الوزراء ورؤساء الوفود المشاركة بالقمة الأفروآسيوية الطائرة من جاكرتا إلى باندونج، حيث كان هناك استقبال شعبي غفير لرؤساء الدول والوفود المشاركة، واصطف طلاب المدارس، والشباب وسكان المدينة على جانبي الطريق لتحيتهم، رافعين الأعلام، ابتداء من المطار، وحتى فندق سافوي.

وبدأت مسيرة على الأقدام ضمت الرئيس الإندونيسي ورؤساء الدول والوفود من الفندق، حتى متحف ميرداكا، وأعقب ذلك التقاط صورة تذكارية رسمية لهم جميعا، قبل بدء مراسم الاحتفال.

كما بدأت مراسم الاحتفال بمناسبة "٦٠ عاما على باندونج" بكلمة لعمدة المدينة، قال خلالها المبادئ العشرة لوثيقة باندونج، التي تم التوقيع عليها عام ١٩٥٥، وتلى ذلك: أداء نشيد "مرحبا بكم في باندونج"، من إحدى الفرق الموسيقية، كما تم عرض فيلم تسجيلي يوضح أهم معالم وإمكانات أفريقيا وآسيا، بالإضافة إلى مشاهد من الاجتماع الأول للقمة الأفروآسيوية، الذي عقد عام ١٩٥٥ بنفس القاعة، وبحضور الزعيم الراحل الرئيس جمال عبدالناصر.

وألقى الرئيس الإندونيسى كلمة أشار خلالها إلى حضور زعماء آسيا وأفريقيا الراحلين في نفس هذه القاعة منذ ٦٠ عاما، حيث أعلنوا الاستقلال والكفاح من أجل الرخاء والعدالة لشعوب آسيا وأفريقيا، مؤكدا أن شعوب القارتين سيحققون آمالهم من خلال التضامن والشراكة، والعمل معا.

وأضاف رئيس اإندونيسيا: "تعالوا نرفع شعار ونستعيد روح باندونج، ونواصل جهود زعمائنا التي بدأوها منذ ٦٠ عاما"، مشيرا إلى ضرورة وقف جميع أعمال العنف، ومواصلة العمل من أجل استقلال فلسطين، والتكاتف من أجل تقدم شعوبنا مع شعوب العالم.

وألقى رئيس زيمبابوى روبرت موجابى، كلمة ممثلا عن دول أفريقيا، أكد خلالها أن ميثاق ومبادىء باندونج ما زالت صالحة حتى اليوم، مشددا على أن أفريقيا ملتزمة بدعم الشعب الفلسطيني، حتى يحصل على الاستقلال والسيادة.

وفى كلمته ممثلا عن القارة الأسيوية، أكد أوتان سان، رئيس ميانمار، على ضرورة مواصلة الصداقة والتعاون بين الدول الأعضاء.

ودعت مقدمة الاحتفال المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، لإلقاء كلمة، قائلة:" احتراما للدول الأفريقية أتشرف بدعوة رئيس الوزراء المصري، المهندس إبراهيم محلب، لإلقاء كلمة".

وفى بداية كلمته قدم المهندس إبراهيم محلب التحية والشكر للرئيس الإندونيسي، كما قدم التحية للرؤساء المشاركين، ورؤساء الوفود الحاضرين.

وقال رئيس الوزراء: "جئت إليكم من مصر، أحمل لكم تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتمنياته لكم ولشعوبكم بالتوفيق، نيابة عن شعب الـ ٩٠ مليون مصري، الذي آمن بمبادىء باندونج.. جئت إليكم من بلد جمال عبدالناصر، الذي جاء إلى هنا منذ ٦٠ عاما، يحمل مشاعل الحرية والاستقلال، وكانت القاهرة هي العاصمة التي احتضنت كل حركات التحرر في أفريقيا، وكنا نحتفل بكل بلد يسترد حريته واستقلاله.. جئت إليكم من مصر، بلد النيل، والأزهر الشريف، الذي يرعى الإسلام الوسطى المستنير.. جئت إليكم من مصر، بلادي، التي تحارب الإرهاب، وتبنى مستقبلا أفضل لأبنائها".

وأضاف المهندس إبراهيم محلب: لقد تأثرت كثيرا في الطريق من المطار إلى هنا، وأنا أرى الأمل في عيون أطفالنا، وإننا لنتحمل مسئولية أمام شعوبنا لحمايتهم من الإرهاب، والمساهمة في صنع مستقبل أفضل لهم.

وقال رئيس الوزراء:" أتشرف بالوقوف في هذا المكان الذي وقف فيه زعماؤنا بحثا عن الحرية والاستقلال والرخاء لدولنا"، مشيرا إلى أن الصداقة، والتضامن، والحرية، هي مبادئ باندونج التي يجب الحفاظ عليها.

وأضاف:"فليس أمامنا سوى التضامن لتحقيق أحلامنا، ومن حق شعوبنا أن تجد الرعاية والخدمات المختلفة، وعلينا أن نعيد الطريق لشبابنا، وأن نيسر للمرأة أن تنال مكانتها التي تستحقها".

وأشار إلى أن روح باندونج تعلو اليوم، مطالبا بحق شعب فلسطين في الحرية، وأن يكون له دولة، مضيفا: "لقد حصلنا جميعا على حرياتنا، ولكن تبقى فلسطين، ولن ننساها، ولن تهدأ أرواح زعمائنا الذين أسسوا باندونج حتى تكون هناك دولة فلسطينية، ونخفف معاناة الشعب الفلسطيني".

واختتم رئيس الوزراء كلمته بالقول: " إن الامل كبير، والعمل شاق، والطريق طويل، ولكن شعوبنا تستحق".

وشهدت كلمة المهندس إبراهيم محلب تصفيقا حادا من الحضور، خاصة في الفقرة المتعلقة بالحقوق الفلسطينية، كما أشاد بها عدد من السفراء، وأعضاء الوفود الرسمية.

وخلال الاحتفالية تم توقيع وثيقة رسالة باندونج، والتي وقعها كل من الرئيس الصينى، وملك سوازيلاند، والرئيس الإندونيسي.

وتوجهت الوفود في نهاية الاحتفالية لتفقد متحف باندونج، ثم لأداء صلاة الجمعة بمسجد راية، وأثناء خروجه من المسجد قوبل المهندس إبراهيم محلب بحفاوة كبيرة من أبناء الشعب الإندونيسي، ووجهوا له التحية، والإشارة بعلامة النصر، وقاموا بمصافحته، وتعالت هتافاتهم لمصر وفلسطين.
الجريدة الرسمية