رئيس التحرير
عصام كامل

إلغاء وزارات «البيئة والعدالة والتعاون والتطوير»!


وكأن أي رئيس - بمجرد جلوسه على الكرسي - يفهم «الفولة»، ويتعامل معنا بنفس «كتالوج» سابقيه، فيقيل «وزيرًا» يشعر الشعب بإنجازاته، ويبقي على آخر، طالبنا بتغييره عشرات المرات، وفي كل مرة يتركنا نضرب أخماسًا في أسداس.. فهل مكتوب علينا - نحن المصريين - ألا نفهم؟، هل مكتوب علينا أن نجلس في بيوتنا - كما الولايا - في انتظار «سي السيد»، أو «أبو العُريف»، ليوضح لنا الأمور؟!


التغيير الوزاري الأخير بدا كأنه دُبر بليلٍ، إذ أعلنت عنه الرئاسة في وقت غير متوقع، حتى بالنسبة للوزراء أنفسهم، سواء كانوا جددًا أو «مُقالين»، بدليل أن بعضهم كان في جولات عمل، وبعضهم الآخر كان يستعد لإجراء حوار صحفي، وجاءه الخبر باختيار الرئاسة لوزير جديد خلفًا له!

جميع الوزراء المستبعدين، لم تخبرنا مؤسسة الرئاسة عن سبب إقالتهم، ولم تخبرنا أيضا بحيثيات اختيار الوزراء الجدد، ولماذا تم استحداث وزارتين جديدتين هما «السكان، والتعليم الفني والتدريب»، في وقت نحن في أمس الحاجة إلى كل «مليم» كما يقول الرئيس دائمًا؟ ومن أين ستدبر الحكومة ميزانية هاتين الوزارتين؟.. أليس من حقنا أن نفهم، أم كُتِبَ علينا أن نقول آمين لأي قرار؟

لقد طالبنا كثيرًا بإقالة وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، بسبب فشل سياسته في الملف الأمني، والتعامل مع الجماعات الإرهابية، ورغم ذلك أبقى عليه الرئيس السيسي، دون أن ندري لماذا، وأقاله أيضًا دون أن ندري لماذا؟!

وطالبنا أيضًا بإقالة وزير العدالة الانتقالية وشئون مجلس النواب، المستشار إبراهيم الهنيدي، الذي لم يشعر المواطن بوجوده أو غيابه، وكذلك وزير التعاون الدولي الدكتورة نجلاء الأهواني.. ومع ذلك بقيا في منصبيهما.

وتوقعنا إقالة وزير التعليم العالي، الدكتور السيد عبد الخالق؛ لما نراه يوميًا في الجامعات.. وانتظرنا استبعاد وزير الدولة للتطوير الحضاري والعشوائيات، الدكتورة ليلى إسكندر، لبقاء العشوائيات كما هي.. كما توقعنا الإطاحة بوزير البيئة الدكتور خالد فهمي، الذي فشل حتى في التعامل مع السحابة السوداء.. ومع ذلك لم يشملهم التغيير الوزاري الجديد.. فهل نجد إجابة عند مؤسسة الرئاسة؟!

سيادة الرئيس.. لقد أصبح لدينا 36 وزارة.. أي أكثر من أمريكا، التي تكتفي بـ21 وزارة، وأكثر من الصين التي يوجد لديها 18 وزيرًا فقط.. ما يعني أن المشكلة ليست في عدد الوزراء، وإنما في مدى جاهزيتهم للنهوض بالبلد، وتوفير آليات هذا النهوض!

سيادة الرئيس.. إذا أردتم ترشيد الإنفاق، والحفاظ على المال العام، في هذا التوقيت الحرج، فأقترح عليكم «إلغاء» هذه الوزارات، و«تسريح» هؤلاء الوزراء، ودمج عدد من الوزارات الأخرى، وإسنادها إلى وزراء من «المحاربين» بمعنى الكلمة، وقبل ذلك كله، التعجيل بإنشاء مدرسة لتدريب وتأهيل الكوادر؛ للاستعانة بهم مستقبلًا، بدلًا من حقل التجارب الذي نشهده حاليًا!
الجريدة الرسمية