رئيس التحرير
عصام كامل

الفساد السياسى

18 حجم الخط

الفساد هو قلب الاستبداد، فحيث يكون أحدهما يكون الآخر ومن الحكم البالغة (الاستبداد أصل لكل فساد)، فهو يضغط على العقل فيفسده ويحارب العلم فيرديه ويلعب بالدين فيواريه.

لو كان الفساد رجلا وأراد أن يحتسب وينتسب لقال (أنا الشر وأبى الظلم وأمى الإساءة وأخى الغدر وأختى المسكنةه وخالى الذل وابنى الفقر وبنتى البطالة ووطنى الخراب وعشيرتى الجهالة).
يوجد بين الفساد والدكتاتورية أو الاستبداد علاقة سببية، فالاستبداد مقدمة والفساد نتيجة يؤدى هذا الفساد إلى تذمر الشعوب وإثارتها لاسيما حين ترى الرؤساء ورجال الحكم والنخبة يعيشون حياة الترف والبذخ بينما تقاسى الغالبية من البؤس والعوز.
وطائفة المفسدين هم أسفل كل طبقة أخلاقا لا يهمهم مصلحة الشعب فهم أعداء للعدل أنصار للجور..يضرهم كشف الحقائق.
وحديثا أطلق على المفسدين مصطلح النخبة، وأقصد بالنخبة هو كل من تصدر المشهد سواء حاكم أو معارض وهم بعيدين كل البعد عن آلام وآمال الشعب، بعيد كل البعد على العدالة فهم يعيشون عيشة الترف والبذخ بينما المواطن لا يجد حتى قوت يومه، فالنخبة سواء حكومة أو معارضة أغلبهم أصحاب صفقات ومصالح متبادلة مع النظام السابق لا يعنيهم مصلحة المواطن بقدر ما يعنيهم مصالحهم الخاصة.
وهو ما يعرف بحالة الفساد المركب، والعجيب أن كلا من الحزب الحاكم والمعارضة يتحدث عن حق الشهيد، وفى حقيقة الأمر أن جثة الشهيد ما هى إلا سلمة يصعد عليها كل منهما وبينما يحرق قلب الشعب على أبنائه الشهداء كل ما يشاهد الشعب زيادة ثروات النخبة والحكومة وزيادة فقرهم يشاهدون أبناءهم يستشهدون من أجل الحرية التى يتمتع بها أبناء الحكومة أو النخبة أو المعارضين الذين ليس لهم وجود إلا على شاشات الفضائيات سوف يثور الشعب على الحكومة وعلى المعارضة فى آن واحد لأنه أدرك أنه لا يوجد متحدث باسمه.. لا يوجد باحث عن حقه وربما تكون هناك ثورة على الحكومة والمعارضة فى آن واحد لقناعة الشعب أن الحكومة تعمل من أجل مصالحها الشخصية والمعارضة لا تعارض إلا عندما تتعرض مصالحها للخطر.
الجريدة الرسمية