رئيس التحرير
عصام كامل

الترابى: ليلة القدر «وهم»!

فيتو

"ليلة القدر خير من ألف شهر".. الآية القرآنية ورغم وضوحها لم تكف الدكتور حسن الترابي الداعية الإسلامي السوداني للاعتراف بأنها ليلة مباركة، وأصر على مزاعمه التي تؤكد أن ليلة القدر ليست مباركة ومثلها كباقى الليالى سواء في شهر رمضان أو غيره، واصفا المسلمين بأنهم يعيشون في الأوهام وينتظرون ما يطلقون عليه "ليلة القدر" لتحقيق أمانيهم وأحلامهم، وأنهم في سبات عميق، يجب أن يستيقظوا منه.


وشدد حسن الترابي في تصريحاته المثيرة للجدل عن ليلة القدر بأنها ليست موجودة ولن يتحقق فيها الأمنيات التي يعلق عليها ملايين المسلمين أحلامهم ومستقبلهم، وإنها لا تعدوا كونها مناسبة مثل الأعياد، مستكرا تضرع المسلمين لربهم في هذه الليلة.

ويرد على ادعاءات حسن الترابي، الدكتور سالم عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف السابق، الداعية الإسلامي المعروف، حيث يقول عبدالجليل، إن هذا الكلام عار تماما عن الصحة، ويحتاج إلى التصويب، لأن الله سبحانه وتعالي قال في سورة القدر: "لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِ أَمْرٍ"، فهي لا شك ليلة مباركة بكل ما تحمله الآية من معان، وأن الله يفتح أبواب رحمته وغفرانه حتى مطلع الفجر، وأن روح الرحمة والغفران تتجلي في هذا اليوم العظيم، كما أن الملائكة تنزل من السماء لتنقل دعوات العباد لربهم، مستشهدا بقول المولي " وما نتنزل إلا بأمر ربك".

وأضاف عبد الجليل في تصريحات خاصة، أن ليلة القدر يستجاب فيها الدعاء، وأنها ليلة مباركة من الله عز وجل وخير من ألف شهر كما ورد في كتاب الله، كما تابع: السنة النبوية تناولت فضل هذا اليوم، والدليل حديث الرسول "ص" الذي قال فيه " من قام ليلة القدر إيمانا وإحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه "، وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي: "أرأيتَ إن وفقت ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني.

وأضاف: هذا يدل على فضل الليلة وعظمتها عند الله، لأنه ينتظر من عباده الدعاء وطلب العفو والغفران منه، كذا تعد ليلة عظيمة عند كل مسلم، والله سبحانه وتعالي يقسم الارزاق في ليلة القدر.

أما الدكتور أحمد كريمة أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أكد أن حديث الترابي لا يرقي إلى أن يكون كلاما فقهيا، فالدول الإسلامية عانت خلال الفترة الأخيرة من مشايخ الوهابية، والمتشددين، معتبرا الترابي واحدا منهم -بحسب قوله-.

وأرجع كلام الترابي إلى أنه يبحث عن الشهرة، ولا شأن له بالعلم، فليلة القدر موجودة وراسخة في القرآن والسنة النبوية، وأن فضلها كبير كما قال المولي سبحانه وتعالي " ليلة القدر خير من ألف شهر"، فهي ليلة مباركة تفتح فيها أبواب السماء ويستجيب رب العباد لتضرع مئات الملايين من المسلمين في هذه الليلة المباركة، وأنها ليست ليلة عادية وإنما ليلة مباركة، تكون في الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان.

ومن جانبه طالب الدكتور محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية، الترابي بعدم مخالفة ما اجتمعت عليه الأمة، معتبرا كلامه وحديثه بشأن ليلة القدر سببه الرغبة في الشهرة، وأن أكبر دليل على أن ادعاءه غير صحيح هو أن الله سبحانه وتعالي انزل سورة كاملة وهي سورة القدر، فضلا عن الآية القرآنية في سورة الدخان "إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين".
وحذر عضو مجمع البحوث الإسلامية، من خطورة الابتعاد عن إجماع الفقهاء لما له من تأثير على الأمة الإسلامية.

ورد العلامة الدكتور محمد العمرانى على قول الترابى بأن " ليلة القدر ليست كما يتصورها الناس، وإنما مناسبة تشبه العيد مثل غزوة بدر التي كانت مناسبة فاصلة بين الإيمان والكفر"، قائلا: لقد أجمع علماء المسلمين على وجود ليلة القدر، ولم يخالف هذا الرأي أحد منهم وإنما اختلفوا في تحديد موعدها، هل في العشر الأُوائل، أم الأواسط، أم الأواخر، وهل في الليالي الفردية أم الزوجية، ومسألة وجود ليلة القدر فيها «44» قولًا للعلماء، وليس بينهم أحد قط قال بعدم وجود هذه الليلة، لأن مسألة وجودها مثبت في الكتاب والسنة والإجماع."
وقال الترابى في نص فتواه:" إن المسلمين يتوهمون ويعيشون في الأحلام وينتظرون ليلة القدر لتأتي لهم بالنعم" وفسر الآية: " إنا أنزلناه في ليلة القدر" بأن هذه الليلة إنما هي مناسبة تشبه العيد أو مثلها مثل غزوة بدر.


الجريدة الرسمية