رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. السيسي خلال لقائه وفدًا من الأدباء والكتّاب: المفكرون يشكلون الضمير والوجدان في مصر.. التحديات التي تواجه الوطن تحتاج إلى منظومة وعى.. مصر لن تحتمل الصراع والتشتت مرة أخرى

فيتو

- هناك معادلة صعبة تواجه الدولة تتمثل في كيفية تحقيق أمن دون المساس بمبادئ الديمقراطية
- فكرة الدولة العسكرية أو الدينية غير متاحة تماما في الفترة المقبلة

- مستقبل الحريات والديمقراطية سيكون مصانا بنصوص الدستور والقانون

استقبل المشير عبد الفتاح السيسي المرشح لرئاسة الجمهورية وفدًا من أدباء وكتّاب مصر صباح اليوم الإثنين، في إطار حرصه على التواصل مع المفكرين والمبدعين، والاستماع لرؤيتهم حول القضايا المختلفة التي تشغل المواطن المصرى، انطلاقا من دورهم المؤثر في صياغة الرأى العام، وتشكيل مستوى الوعى لدى المواطنين.
وأعرب المشير عبد الفتاح السيسي خلال اللقاء عن سعادته بالتواصل مع أدباء مصر، وأكد أن هناك مسئولية كبيرة ملقاة على عاتقهم في الفترة المقبلة، من أجل خلق منظومة وعى حقيقية لدى المواطن المصرى، تمكنه من إدراك مستوى التحديات التي تواجه الوطن في الوقت الراهن.

وقال المشيرعبد الفتاح السيسي خلال اللقاء إن المفكرين والكتاب يشكلون الضمير والوجدان في مصر، ولهم دور حيوي في قيادة الرأى العام بمعاونة أجهزة الإعلام، ومختلف مؤسسات الدولة المعنية بالتعليم والثقافة، مؤكدا أن التحديات التي تواجه الوطن تحتاج إلى ضرورة خلق منظومة وعى حقيقية لدى كل مواطن مصر، حتى يتسنى حلها بشكل فعال، خاصة وأن الدولة لن تحتمل الصراع والتشتت مرة أخرى، بعدما بات كيانها على المحك ويمكن يتهاوى في أي وقت.

وردًا على سؤال حول إقدامه على الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية أكد المشير عبد الفتاح السيسي أنه لم يكن أمامه خيار آخر، خاصة وأن مصر تتعرض لتحديات غير مسبوقة في تاريخها، في ظل إنشغال كل قطاع في الدولة بهمومه ومشكلاته على حدة، دون أن تكون هناك نظرة عامة وصورة مجمعة لكافة التحديات والصعاب، التي يتعرض لها الوطن، بالإضافة إلى تخوفه من سيناريو ضياع الدولة المصرية، وسقوطها نتيجة تصدى فئة غير قادرة على حماية مقدرات الشعب المصري، لأمر الحكم والسلطة، قائلًا: " الضمير الإنسانى والتاريخ الحضارى لمصر كان يحتم التدخل وتلبية نداء المواطنين للحفاظ على كيان الدولة المصرية من السقوط."
وأضاف المشير السيسي: " مصر تحتاج من المثقفين والمفكرين والادباء دور كبير جدا خلال المرحلة القادمة، تحكمه المسئولية الوطنية، والتجرد والإحتكام إلى مصلحة الوطن، والانحياز للمواطن البسيط، الذي تعرض للكثير من أشكال التجاهل والإهمال خلال الفترات الماضية، وتضاعفت مشكلاته وأعبائه."
وأكد المشير السيسي أنه يدرك جيدًا حجم القلق على مستقبل الحريات والديمقراطية لدى المفكرين والأدباء خلال الفترة المقبلة، موضحًا أن فكرة الدولة العسكرية أو الدينية غير متاحة تماما في المرحلة المقبلة، ومستقبل الحريات والديمقراطية سيكون مصانا بنصوص الدستور والقانون، الذي اتفق عليه المواطنون، واحتكموا اليه، قائلا: " كان من الممكن جدا أن يكون بيان 3 يوليو 2013 يعلن تولى المشير عبد الفتاح السيسي قيادة مجلس رئاسى، يتولى مقاليد الحكم في الدولة، ويسيطر على كل شئ، إلا أن هناك قيم ومبادئ راسخة بين القوات المسلحة والشعب المصرى العظيم، تمنع من القيام بتلك التصرفات، وارتضت أن يتم تسليم الدولة لرئيس المحكمة الدستورية العليا، وترك الخيار بعد ذلك إلى الشعب في انتخابات ديمقراطية نزيهة."
وأوضح المشير السيسي أنه حينما كان يتحدث في مجلس الوزراء خلال عمله وزيرا للدفاع، كان دائما يفضل أن يكون آخر المتحدثين، نظرا لأنه يحرص أن يكون كلامه مبنى على رؤية واضحة، وواقع سليم، قائلًا: " الكلام عندى يمر على فلاتر الصدق والحق والأمانة، ولا أتكلم دون معرفة أو دراسة، وأمضيت طيلة عمرى هكذا."

وذكر المشير عبد الفتاح السيسي أن هناك معادلة صعبة دائمًا تواجه الدولة، تتمثل في كيفية تحقيق أمن بدرجة كافية ومرضية للمواطن، دون المساس بمبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان، وعدم الجور على الأبرياء، مؤكدين أن المفكرين والمثقفين لهم دور كبير جدا في هذا الأمر، نتيجة إدراكهم الواعى للمشكلات التي يعانى منها الوطن، وقدرتهم على تجميع الصورة بكامل تفاصيلها وعرضها على المواطن.
وأشار المرشح الرئاسى إلى أن المعرفة الإنسانية بمفهومها الشامل، هي المعنى الحقيقى للثقافة، ولن نتمكن أبدا من استيعاب الدين الإسلامي وتعاليمه السمحة القويمة، إلا من خلال كم ضخم جدًا من الثقافة والمعرفة والانفتاح على العلوم والفنون المختلفة لدى شتى الحضارات والشعوب.
وكشف المشير عبد الفتاح السيسي أن الموقف الاقتصادى المصرى هو الحاكم للمشهد في مصر بشكل عام، موضحا أن قدرة مصر الاقتصادية، تترتب عليها الكثير من القضايا والتحديات، معتبرًا أن التعليم لن يتم تحسينه بأى حال دون قدرة اقتصادية ومادية حقيقية تمكن من تأسيس بنية تحتية مناسبة لإنشاء مدارس جديدة، وإضافة أعداد مقبولة من المعلمين يمكنها رفع كفاءة وجودة العملية التعليمية، وكذلك الحال في قطاعات الصحة والإسكان والنقل وكافة النواحى الخدمية والإنتاجية.
وأوضح المشير السيسي أن مصر دولة مواردها محدودة، ولكن سنعمل على النهوض بها وتغيير واقعها إلى الأفضل بمعاونة سواعد المصريين، قائلا: " لن نسمح لأحد أن يقود الدولة إلى الضياع، وأنا أجلس مع كل من يمكنهم التأثير في عقلية المواطن المصرى، حتى يساهمون في عرض حجم المشكلة الحقيقية على المواطن."

من جانبه شكر محمد سلماوى رئيس اتحاد الكتاب دعوة المشير عبد الفتاح السيسي لهم في التواصل معه، والاستماع لرؤيتهم حول القضايا المختلفة، مؤكدًا أن أدباء وكتاب مصر هم ضمير الأمة وعقلها المفكر، ووقفوا دائما خلال الفترة الماضية ضد حركة الظلام والتدمير، التي حاولت القضاء على هوية مصر الثقافية، والفنية والأدبية، حيث كان الأدباء والمثقفين دائما في الميادين ليعلنوا عن رفضهم لحكم الفئة التي حاولت السيطرة على مصر.

من جانبه قال الشاعر والمفكر أحمد عبد المعطى حجازى إن المثقفين المصريين بغض النظر على أسمائهم وتوجهاتهم يرمزمون لثقافة أسست للثقافة الإنسانية بأكلمها ويمثلون قيمة حضارية عظيمة في ماضى الأمة المصرية وحاضرها ومستقبلها أيضا
وأضاف حجازى: " أوجه تحية تقدير للمشير عبد الفتاح السيسي أنقذ مصر بعدما اتحاز لإرادة الشعب المصرى، مؤكدا أنه أنقذ مصر من العودة مرة أخرى إلى عصور الظلام، فالسيسي هو ثمرة نضال المصريين، الذين خرجوا يطالبون بتولية محمد على حاكما على مصر."
وأشار حجازى إلى أنه على الرغم من أن المستقبل صعب والتحديات هائلة، إلا أن مصر ستتقدم رغم أن المطلوب كثير، موجها حديثه للمشير السيسي: " نعاهدك أن نناضل دائما من أجل حرية التعبير وحرية الاعتقاد، وأن نظل دائما أمناء على الفكر والثقافة "، ورد عليه المشير عبد الفتاح السيسي: " أتمنى أن أنضم إليكم في هذا العهد."

من ناحية أخرى أكد الكاتب والروائى جمال الغيطانى أن المعركة التي تدور في مصر الآن ثقافية بالدرجة الأولى، وتستهدف تغيير هوية وثقافة الشعب المصرى، موضحا أنه لأول مرة منذ تاريخ الحضارة المصرية، يصبح كيان الدولة المصرية على المحك بهذه الطريقة، التي لم تشهدها البلاد حتى في عهد الاستعمار، موضحا أن وصول جماعة الإخوان الإرهابية خلال العام الماضى جعل كيان الدولة المصرية على المحك.

ووجه الغيطانى التحية للمشير عبد الفتاح السيسي على دوره في ثورة 30 يونيو قائلًا: " لقد أنقذت العالم العربى والإسلامى، أحييك على ماقمت به من جهود لمكافحة الإرهاب وغلق أنفاق التهريب بين مصر وقطاع غزة، في ظل حكم الإخوان، والوقوف ضد تملك الأراضى في سيناء للأجانب، والتصدى لمحاولة هيمنة بعض الدول على قناة السويس."

من ناحية أخرى قال الدكتور جابر عصفور المفكر الكبير إن قضية الثقافة في مصر تحتاج إلى مراجعة واعية من أجهزة الدولة المعنية، التي تشمل نحو 5 وزارات هم التربية والتعليم والثقافة والإعلام والأوقاف والشباب، مؤكدا أنه استمع باهتمام كبير لبرنامجه الانتخابى خلال الأيام الماضية، واستوقفته فكرة العمل بمحاور متوازية بهمة واحدة، مؤكدا أن تلك المحاور كما انها متوازية فهى متقاطعة أيضا، ومتشابكة وتحتوى على الكثير من الصعاب والتحديات.
وأضاف عصفور: " الثقافة هي العقل، وهناك اشكالية كبيرة في كيفية تغييرعقل المصريين ليكونوا جنودا معك يقودوا العصر، ولآبد أن تكون هناك منظومة ثقافية محددة تقودها الدولة لتنطلق منها نحو خلق توجهات وأفكار جديدة تصب في خدمة هذا البلد."
وفى ختام اللقاء شكر المشير عبد الفتاح السيسي المثقفين والكتاب مؤكدا أن التواصل معهم لن ينقطع خلال الفترة المقبلة، وحملهم مسئولية توعية الأجيال القادمة من أجل مصر، وعدم السماح لغير المؤهلين أن يتكلموا عن مصر ومستقبلها القادم، مؤكدا أن الإعلام يشكل جزء كبير ثقافة المصريين ووعيهم بمختلف القضايا.
الجريدة الرسمية
عاجل