فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

حلول طبيعية وفعّالة، علاج الصداع التوتري بدون مسكنات

علاج الصداع التوتري
علاج الصداع التوتري

الصداع التوتري من أكثر أنواع الصداع شيوعًا بين النساء والرجال على حد سواء، خاصة في ظل ضغوط الحياة اليومية، وتراكم المسؤوليات، والتوتر النفسي المستمر، وغالبًا ما يظهر هذا النوع من الصداع على هيئة ألم ضاغط أو إحساس بشدّ حول الرأس أو الجبهة أو خلف الرقبة، وقد يمتد لساعات أو حتى أيام.
 

ورغم لجوء الكثيرين إلى المسكنات لتخفيف الألم، فإن الإفراط في استخدامها قد يؤدي إلى آثار جانبية غير مرغوبة أو صداع ارتدادي. لذلك، أصبح البحث عن علاج الصداع التوتري بدون مسكنات خيارًا صحيًا وآمنًا على المدى الطويل.


أكدت الدكتورة مروة كمال أخصائية التغذية العلاجية، أن علاج الصداع التوتري بدون مسكنات ممكن وفعّال إذا تم التعامل مع السبب الجذري للمشكلة، وليس فقط الألم. 
 

ما هو الصداع التوتري؟

أوضحت الدكتورة هدى، أن الصداع التوتري هو صداع ناتج عن انقباض عضلات الرأس والرقبة والكتفين بسبب التوتر النفسي أو الإجهاد الجسدي أو الجلوس الخاطئ لفترات طويلة. ولا يصاحبه عادة غثيان أو حساسية شديدة للضوء مثل الصداع النصفي، لكنه يسبب شعورًا مزعجًا بالضغط والثقل.
 

علاج الصداع
علاج الصداع

خطوات علاج الصداع التوتري بدون مسكنات
 

أضافت الدكتورة هدى، أنه من خلال الاسترخاء، وتصحيح نمط الحياة، والاهتمام بالجسد والنفس، يمكن تقليل نوبات الصداع واستعادة الإحساس بالراحة والهدوء بشكل طبيعي وآمن، وهو ما تستعرضه تفصيليا في السطور التالية.

 

أولًا: الاسترخاء والتنفس العميق

التوتر هو العدو الأول في الصداع التوتري، لذلك فإن تقنيات الاسترخاء تُعد من أنجح طرق العلاج بدون أدوية.

تمارين التنفس العميق تساعد على تهدئة الجهاز العصبي وتقليل انقباض العضلات.

يمكن الجلوس في مكان هادئ، وأخذ شهيق عميق من الأنف لعدة ثوانٍ، ثم زفير بطيء من الفم، وتكرار ذلك لمدة 5–10 دقائق.

ممارسة التأمل أو اليوجا الخفيفة بانتظام تقلل من تكرار نوبات الصداع.


ثانيًا: تدليك الرأس والرقبة

التدليك من العلاجات الطبيعية الفعالة للصداع التوتري، لأنه يعمل على:

تحسين تدفق الدم.

إرخاء العضلات المشدودة.

تخفيف الضغط العصبي.

يمكن تدليك فروة الرأس بحركات دائرية لطيفة باستخدام أطراف الأصابع، مع التركيز على منطقة الصدغين وخلف الأذنين والرقبة.
كما يمكن استخدام زيوت طبيعية مثل زيت اللافندر أو زيت النعناع لما لها من تأثير مهدئ ومسكن طبيعي.


ثالثًا: الكمادات الدافئة أو الباردة

تُعد الكمادات من الوسائل البسيطة والفعالة:

الكمادات الدافئة على الرقبة والكتفين تساعد على إرخاء العضلات المشدودة.

الكمادات الباردة على الجبهة أو مؤخرة الرأس تقلل من الإحساس بالألم والضغط.

يتم اختيار النوع المناسب حسب ما يريح الشخص أكثر، ويمكن استخدامها لمدة 10–15 دقيقة.


رابعًا: تصحيح وضعية الجلوس

الجلوس الخاطئ لفترات طويلة، خاصة أمام الكمبيوتر أو الهاتف، يُعد سببًا رئيسيًا للصداع التوتري.
لذلك ينصح بـ:

الحفاظ على استقامة الظهر.

جعل شاشة الكمبيوتر في مستوى العين.

أخذ فواصل قصيرة كل ساعة للتمدد وتحريك الرقبة والكتفين.

هذه التغييرات البسيطة تقلل الضغط على عضلات الرأس والرقبة بشكل ملحوظ.


خامسًا: النوم الجيد المنتظم

قلة النوم أو النوم المتقطع من العوامل المحفزة للصداع التوتري.

الحرص على النوم من 7 إلى 8 ساعات يوميًا.

تجنب السهر الطويل.

النوم في غرفة هادئة ومظلمة.

كما يُفضل الابتعاد عن استخدام الهاتف قبل النوم بساعة على الأقل لتهدئة الدماغ.


سادسًا: التغذية السليمة وشرب الماء

الجفاف ونقص بعض العناصر الغذائية قد يزيدان من حدة الصداع.
لذلك يجب:

شرب كميات كافية من الماء يوميًا.

تناول أطعمة غنية بالمغنيسيوم مثل المكسرات، الشوفان، الخضروات الورقية.

تقليل الكافيين والسكريات، لأنها قد تزيد التوتر العصبي.


سابعًا: الأعشاب الطبيعية

بعض الأعشاب تساعد على تهدئة الجهاز العصبي وتخفيف الصداع التوتري، مثل:

البابونج: يهدئ الأعصاب ويساعد على الاسترخاء.

النعناع: يحسن الدورة الدموية ويخفف الضغط في الرأس.

الزنجبيل: يقلل الالتهاب ويُحسن تدفق الدم.

يمكن تناولها كمشروبات دافئة مرة أو مرتين يوميًا.


ثامنًا: إدارة الضغوط النفسية

في كثير من الأحيان يكون الصداع التوتري رسالة من الجسد بضرورة التوقف والاهتمام بالنفس.

تنظيم الوقت.

تقليل تحميل النفس فوق طاقتها.

تخصيص وقت يومي للراحة أو الهوايات.

كلها عوامل تساهم في تقليل تكرار الصداع بشكل ملحوظ.

علاج الصداع من الطبيعة
علاج الصداع من الطبيعة


متى يجب استشارة الطبيب؟

رغم فعالية الطرق الطبيعية، يجب مراجعة الطبيب إذا:

كان الصداع شديدًا أو متكررًا بشكل غير معتاد.

صاحبه دوار شديد أو تشوش في الرؤية.

لم يتحسن رغم اتباع الأساليب الطبيعية.