قوات الأمن السورية تكشف تفاصيل القبض على القيادي في داعش "أبو عمر شداد"
واصلت قوات الأمن السورية بالتعاون مع التحالف الدولي، اليوم الخميس، ملاحقتها لعناصر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في ريف دمشق، بعد تحييد القيادي البارز محمد شحادة الملقب بـ"أبو عمر شداد"، والمسئول عما يعرف داعشيا بـ"ولاية حوران".
وبحسب وكالة "سانا"، قالت وزارة الداخلية السورية في بيان إنها نفذت عملية أمنية في بلدة البويضة بريف دمشق، بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة، وبالتنسيق مع قوات التحالف الدولي.
وقالت: استكمالا للعملية الأمنية النوعية التي نفذت في مدينة معضمية الشام، وضمن الجهود المتواصلة لملاحقة فلول تنظيم "داعش" الإرهابي، نفذت الوحدات المختصة في محافظة ريف دمشق، عملية أمنية دقيقة في بلدة البويضة، وذلك بناء على معلومات استخباراتية مؤكدة ورصد ميداني محكم.
من هو أبو عمر شداد؟
وكشفت الداخلية السورية تفاصيل القبض على القيادي في تنظيم داعش محمد شحادة، المكنى "أبو عمر شداد"، مشيرة إلى أنه أحد القيادات البارزة في تنظيم داعش في سوريا، ويشغل منصب "والي حوران"، الأمر الذي كان يشكل خطرا مباشرا على أمن المنطقة وسلامة أهلها.
وحسب مواقع التواصل الاجتماعي، فإن شداد حمل مناصب قيادية جعلته أحد أبرز وجوه داعش في محافظة درعا والمنطقة المحيطة بها؛ وكان يشغل منصب أمير المنطقة الغربية في درعا بين عامي 2018 و2024، قبل أن يتقلد منصب منسوب إلى تنظيم داعش في ولاية حوران، وهو المصطلح الذي يستخدمه التنظيم للإشارة إلى المناطق التي يدعي أنها جزء من "خلافته" في جنوب سوريا.
والي ما يعرف داعشيا بـ"ولاية حوران"
وكان شحادة مسئولا –أيضا- عن التنسيق بين خلايا داعش في درعا وريفها، إلى جانب الإشراف الميداني على العمليات الأمنية والتنظيمية داخل ما يطلق عليه التنظيم "ولاية حوران".
وكشفت وسائل التواصل الاجتماعي أن "شداد خلف أسامة شحادة العزيزي الملقب بـ"أبو الليث" بعد مقتله في اشتباكات بمدينة نوى في ريف درعا الغربي مطلع عام 2024 برفقة قياديين آخرين وعناصر من التنظيم.
خلايا منفصلة تنفذ عمليات "داعش" جنوب سوريا
وفي سنوات سابقة، اعتمد تنظيم "داعش" على خلايا منفصلة تتماشى مع أيديولوجيته لتنفيذ عمليات باسمه؛ حيث برزت مجموعات مثل "جيش خالد بن الوليد"، التي بايعت التنظيم في 2015، وكانت تنشط في مناطق حوض اليرموك والبادية المحيطة.
وبحسب تقرير نشره موقع "الحرة" الإلكتروني، فإن "داعش لم يعد في عام 2025 ذلك التنظيم الذي يطمح إلى السيطرة المباشرة وإدارة المدن، بل ركز جهوده على الحفاظ على نواة صلبة قادرة على الاستمرار، وخوض حرب طويلة النفس تقوم على الاستنزاف واستغلال الثغرات الأمنية في المناطق الهشة".
داعش يعتمد على شبكة مرنة من الخلايا الصغيرة في سوريا
ونقل التقرير عن الباحث في "معهد نيولاينز" الأمريكي نيك هيراس قوله: "يتبع داعش هذه الاستراتيجية من خلال العمل كشبكة مرنة من خلايا صغيرة تركز على هجمات تضعف رواية الدولة بأنها تسيطر على الأمن، ولا سيما في المناطق الانتقالية بوسط وشرق سوريا".
من جهته، قال كبير الباحثين في المجلس الأطلسي في واشنطن توم واريك لـ"الحرة": "إن تنظيم داعش حاول مع سقوط نظام الأسد الاستفادة من انشغال دمشق بالتركيز على ترسيخ وجودها في الأجزاء الأكثر كثافة سكانية في غرب سوريا. وكغيره من الجماعات الإرهابية، يستفيد داعش من المساحات غير المحكومة أو ضعيفة الحكم في شرق سوريا".
مخيم الهول شديد الحراسة
وبحسب التقرير، يبرز "مخيم الهول" الذي يؤوي أكثر من 40 ألف شخص، يشكل العراقيون والسوريون غالبيتهم، وكثير منهم من الأطفال، وهو ما يثير القلق من نشوء أجيال في بيئة مشبعة بأفكار داعش.
ويعد "مخيم الهول" الخاضع لحراسة مشددة، أكبر مخيم في شمال شرق سوريا ويعيش المحتجزون فيه ظروفا قاسية، ويضم قسما خاصا تقيم فيه عائلات المقاتلين الأجانب لدى "داعش"، بحسب "فرانس 24".