فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

العذر أقبح!

ليست المفاجأة شطب الجولان من الخرائط الرسمية السورية، إنما المفاجأة في تبرير ذلك بأنها على أرض الجولان وليست تحت سيطرة الحكومة السورية الآن، وإنما تحت سيطرة إسرائيل الآن! 
وهذا عذر كما يقال أقبح من الذنب.. ويتضح ذلك بشكل صارخ أن إسرائيل تحتل مساحات واسعة من الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية ولم يتنازل عنها الفلسطنيون!

 
نعم إننا نعرف أن هناك تفاهمات بين إسرائيل والحكم الجديد في سوريا وهناك مزيد من هذه التفاهمات قادمة في الطريق، وفي ظل ذلك جاءت الخطوة الأمريكية لرفع العقوبات على سوريا، ولكن لم نكن نعرف أن هذه التفاهمات تتضمن التنازل رسميا لإسرائيل والقبول بانتزاعها من سوريا.. 

 

وها نحن عرفنا الآن، ويخشى أن يكون ثمن رفع العقوبات واعتراف أمريكا بالنظام السوري الجديد أكبر وأكثر وأوسع، فإن المفاوضات لم تنته بعد وما زالت مستمرة برعاية أمريكية!

 
وتحت شعار أمريكا أولا روجت واشنطن في عهد ترامب الجديد أنها غير مكترثة بالشرق الأوسط، وأنها سوف تنسحب منه وتنهى تواجدها العسكري في سوريا والعراق، ولكن ما نتابعه الآن يؤكد أن أمريكا ترامب ليس لديها نية للانسحاب من الشرق الأوسط لتولى وجهها شطر الشرق، وتحديدا الصين، وأمريكا اللاتينية..

بل هي تعيد هندسة علاقتها سياسيا مجددا، ولذلك شاركت إسرائيل في توجيه ضربة لإيران، وأطلقت يد إسرائيل في لبنان، ولم تنه وجودها العسكري في العراق، ووضعت خطة لإنهاء الحرب في غزة تمتد لعامين قابلة لتمديدها لثلاث سنوات، هى الفترة المتبقية لترامب في البيت الأبيض!
وفي هذا الإطار يمكن فهم تنازل حكم الشرع عن الجولان لإسرائيل الآن وتبريره الغريب لهذه الخطوة.