فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

إحنا آسفين يا ست (1)

كلنا أسأنا لسيدة الغناء العربي، كوكب الشرق، أم كلثوم!! الجمهور متهم بالإساءة لأنه لم يقرر، من تلقاء نفسه، مقاطعة الفيلم المسيء.. الفنانون المشاركون متهمون؛ لأنهم قبلوا المشاركة في محاولة النيل من رمز كبير لمصر والوطن العربي. وبفرض أنهم تورطوا، أو لم يكونوا يدركون هول الكارثة، فإنهم، للآن، لم يخرجوا للاعتذار عما ارتكبوه!!

 

ولا نلوم الممول لأنه يدرك تماما ما يفعل، وحقق ما أراد من ضرب رموز مصر، وتشويه سيرة عظيمة، ومصدر قوة ناعمة جبارة.. هو يقصد ذلك، ونجح في تحقيق هدفه.. ونحن، من بين 100 مليون مصري، ولا شك أن هناك كثيرين يؤيدون موقفي، أعتذر للست، من كل قلبي، عن الإساءة.

 

تحضرني واقعة حاسمة، بطلها المرحوم محمد عبد الحميد رضوان، وزير الثقافة الراحل، حين أصدر قرارا بمنع عرض فيلمي "درب الهوى" و"خمسة باب"؛ حفاظا على تقاليد وآداب المجتمع المصري.. ورغم أن الفيلمين عادا بحكم محكمة، إلا أنهما لم يحققا إيرادات تذكر، بعد أن فقدا الشغف، وانصرف عنهما الجمهور. كان ذلك في منتصف الثمانينيات، على ما أذكر.

 

فهل تعوز الشجاعة مسئولي الثقافة الآن.. أليس منكم رجل رشيد يسعى لإصدار قرار بمنع عرض ذلك الفيلم المسيء؟!

قبل أكثر من ربع قرن، عرض التليفزيون المصري مسلسل أم كلثوم الذي حاول الاقتراب من شخصيتها العظيمة، وسماتها الجميلة.. أدت فيه الفنانة صابرين الدور بإتقان، اقترب كثيرا من الأصل.. 

 

وحاول المبدع محفوظ عبد الرحمن ألا يبتعد كثيرا عن الحقيقة في القصة والسيناريو، وإن لم يحالفه التوفيق في بعض الوقائع، ولكن في النهاية نجحت إنعام محمد علي في إخراج عمل جميل، نال إعجاب الجميع؛ لأنه كان مصريا من الألف إلى الياء.

 

جذبنا المسلسل لدرجة انفعالنا بأداء الراحل حسن حسني، في دور الأب الريفي الأصيل، الذي يحافظ على التقاليد الشرقية الموروثة.. والفنانة القديرة سميرة عبد العزيز، في دور الأم الطيبة، الحنون.

لكن أحمد مراد ومروان حامد، وكل من شارك في صنع هذا المسخ، فهم مذنبون، وإن نالت منى زكي القدر الأكبر من سهام النقد، فهذه ليست المرة الأولى التي تخالف فيها توقعات جمهورها، وتخيب ظنهم!

وللحديث بقية