اللجوء للرئيس
عندما تم إلقاء القبض على شقيق إعلامية لجأت علنا للرئيس السيسي طالبة الحماية.. وعندما تعرض منتخبنا لكرة القدم لكبوة في البطولة العربية لجأ مدربه إلى الرئيس طالبا الحماية أيضا.. وحدث ذلك في أسبوع واحد فقط.. ومعنى ذلك الواضح هو الثقة في الرئيس، والتأكد من استجابته لتلك الاستغاثات.
لكن ثمة معنى آخر لا يجب تجاهله وهو أن تزايد اللاجئين إلى الرئيس يعكس عدم ثقة في المؤسسات المعنية في تلك الأمور التى يشكو منها من يلجأون للرئيس بحثا عن حل وطلبا للحماية.
هنا نحن مطالبون ببحث لماذا تراجعت الثقة في مؤسسات الدولة الأخرى على هذا النحو، وكيف تستعيد ثقة الناس مجددا؟ فإن الدولة تقوى عندما تكون ثقة الناس فيها قوية وكبيرة ومستمرة طوال الوقت.. ولعل ذلك كان ما يستهدفه الرئيس عندما أطلق الفيتو على انتخابات الجولة الأولى من انتخابات مجلس النواب، فهو رأى أن التجاوزات الانتخابية ستفقد المجلس شرعيته ولا تعبر عن إرادة الناخبين، وبالتالى لن يثقوا فيه، وجاءت إعادة الانتخابات في الدوائر التي تم إبطالها لتؤكد ذلك.
حسنا أن يحظى الناس برئيس يثقون فيه ويلجأون إليه عند الحاجة، ولكنهم يستحقون أيضا مؤسسات للدولة يثقون فيها.. إن ذلك لا يخفف العبء فقط على الرئيس ولكنه شرط لتحقيق الاستقرار السياسي المنشود في ظل تحديات إقليمية وعالمية كبيرة تواجهنا.. وسوف يتحق ذلك بأن يترجم شعار الانحياز للشعب عمليا في أرض الواقع.