رحلة عمل انتهت بمأساة، القصة الكاملة لرحيل 4 مستشارين في حادث المنيا
لم يكن صباح الأحد 7 ديسمبر 2025 يوما عاديا في محافظة المنيا، طريق صحراوي هادئ، سيارة ملاكي تقل أربعة من خيرة شباب القضاة في طريق عودتهم من عملهم بمحكمة ديروط بأسيوط، وأحلام معلقة على مستقبل قضائي مشرق.
حادث المستشارين في المنيا
لكن في لحظة واحدة تغير كل شيء، وتحولت الرحلة إلى مأساة هزت الوسط القضائي وأثارت موجة حزن واسعة.

على الطريق الصحراوي الشرقي القديم بمركز ملوي، وتحديدا قبل كمين البرشا، كانت تسير السيارة الملاكي التي تقل القضاة الأربعة، وفي الاتجاه المقابل، انطلقت سيارة نصف نقل بسرعة، قبل أن يحدث التصادم العنيف الذي أدى إلى اشتعال السيارة الملاكي بالكامل.
حادث قضاة المنيا

ومع وصول قوات الشرطة بالمنيا كان المشهد صادمًا: سيارة متفحمة، وأربعة مستشارين فقدوا حياتهم داخلها، وإصابة اثنين آخرين: حادث وصفه السكان بأنه من أشد الحوادث مأساوية على الطريق الصحراوي بالمنيا هذا العام.
وكانت غرفة عمليات النجدة بـ مديرية أمن المنيا تلقت البلاغ الأول عن حادث المنيا اليوم، حيث أفاد بوقوع تصادم مروع بين سيارة نصف نقل وأخرى ملاكي.
قوات الشرطة بقيادة اللواء حاتم حسن تحركت فورًا، وتم نقل الضحايا والمصابين لـمستشفى ملوي التخصصي، كان المشهد الإنساني قاسيا، صيحات الأهالي، محاولات رجال الإسعاف، ومحاولة فتح السيارة المشتعلة، لكن النيران كانت أسرع.
أربعة قضاة رحلوا في لحظة

وكشفت التحقيقات القضائية عن أسماء الضحايا الذين كانوا جميعًا من الدائرة الأولى مدني بمحكمة ديروط بأسيوط، وهم: المستشار محمد محمد إبراهيم محمد البكري (محمد البكر)، المستشار مصطفى محمد مصطفى صالح (مصطفى عصيدة)، المستشار إسلام حمدي كاشف عبد الرحمن (إسلام الكاشف)، المستشار محمد عبد الناصر محمد (محمد عبد الناصر).
وأسماء كان لها ثقلها في العمل القضائي، وشباب في بداية مسارهم، تركوا خلفهم أسرًا مفجوعة وزملاء مذهولين من وقع الخبر.
الطب الشرعي في حادث المستشارين بالمنيا

أمرت النيابة العامة بانتداب فريق من الطب الشرعي لفحص الجثامين التي تفحمت بالكامل، وأكد التقرير الأولي أن الوفاة كانت فورية نتيجة الحروق الكاملة بعد اشتعال السيارة، دون وجود إصابات أخرى.
بينما يواصل فريق النيابة تحقيقاته لفحص: سرعة السيارات لحظة الحادث، حالة الطريق، ملابسات التصادم، تقرير فني للسيارتين.
محكمة ديروط والهيئات القضائية
ونعت محكمة ديروط والهيئات القضائية الضحايا الأربعة، وأصدرت بيانات تؤكد أن "مصر فقدت مجموعة من أنبل شباب القضاء"، مشيرة إلى أن المستشارين كانوا يؤدون عملهم بإخلاص وكان ينتظرهم مستقبل كبير.