غيم بلا مطر حانٍ
من عادتي كل صباح وحتى تنضج قهوتي تصفح المواقع الخبرية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي، والحقيقة في كل يوم أجدني أسوأ من يوم قبل غيم من الحوادث الموجعة لكل قلب ينبض ببقايا رغبة في حياة أفضل.. مخيف لكل أم تحمل أولادها في حنايا العين.. مقلق في كل لحظة يغيبون فيها عن عينيها.
غيم بلا مطر حانٍ ولكنه يأتي بسيول تكاد تجرف معها بعض أماننا.. فمنذ أن انكشفت واقعة تلك المدرسة الدولية اللعينة وما قام به هؤلاء الأوغاد الذين لا يستحقون أن يكرموا بصفة البشرية بقلوبهم الجوفاء من كل معنٍ للانسانية، وبدأت وكأن بكرة خيط قد نزع فتيلها وإذا بوقائع مشابهه تتكشف واحدة تلو الأخرى، والغريب أن بعضها مر عليه وقت ليس بالقليل.
تفاصيل مرعبة خانقة تعيدنا إلى صندوق الأسئلة الذي لا يفرغ ولا ينضب معينه.. أين إدارات هذه المدارس؟ وكيف لا توجد كاميرات مراقبة في تلك الأماكن؟ وهل الخوف على سمعة المدارس فاق الاحساس بالأدمية؟ وأين الرقابة على بيزنس التعليم الخاص؟ وما القواعد الحاكمة؟ ولماذا أصبح التعليم بلا رحمة وفرغ من مضامينه؟
ولماذا تفيق الوزارة بعد الكارثة وتضع هذه المدارس تحت إشرافها؟ وهل لابد من ضحايا في عمر البراءة؟ ومرارة قلوب أهاليهم حتي نستفيق؟ ومن يتحمل وزر المسؤلية أمام الله لما طال هؤلاء الأبرياء الصغار من تدمير نفسي يحتاج إلى سنوات من العلاج الذي ربما لن يكون طوق نجاه؟!
والغريب أن هذه الحوادث لم تعد قاصرة على المدارس، بل تجدها في النادي وأماكن التنزه، ولكن هذه المرة من أطفال -قانونا وليس واقعا- تجاه البراءة بعينها.. ونعود للأسئلة كيف يحاسب هؤلاء على أنهم أطفال وكيف لا يكون الموت نصيبهم بعدما ازهقوا أرواحًا بريئه تصرخ في قبورها مع كل لحظة ألم لذويها قائلة بأي ذنب قتلتُ يا بشر؟!
وجع لم تعد تجدي معه صرحات الألم.. تيه أتعب قلوبنا.. عبث كدنا معه أن نفقد بقايا توازننا.. عبء حياة لم نعد نطيقها والتي أظنها تسألنا ماذا فعلتم بي وبأنفسكم؟