فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

دار الإفتاء توضح حكم الزينة التي يجوز للنساء إظهارها

الزينة التي يجوز
الزينة التي يجوز للنساء إظهارها، فيتو

تواصل دار الإفتاء المصرية الرد على التساؤلات، حيث ورد إليها سؤال يقول صاحبه: “ما هي الزينة التي لا حرج في أن تبديها النساء رغم أن البعض حرمها؟”، وجاء رد الإفتاء كالتالي:

 

الزينة التي يجوز للنساء إظهارها

وقالت دار الإفتاء: إن الزينة الظاهرة هي التي نص الله تعالى عليها في قوله سبحانه: ﴿وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾ [النور: 31]، وقد فسرها جمهور الصحابة رضي الله عنهم بأنها الوجه والكفان، وهذا دليل على أن كشف الوجه والكفين جائز للمرأة المسلمة.
 

 

فرض الحجاب على المرأة

وفي وقت سابق، ناقش الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ومفتي الجمهورية الأسبق، بـ برنامج "نور الدين والدنيا"، قضية حجاب المرأة المسلمة.

وأجاب الدكتور علي جمعة: ربنا جعل العورات للرجال وللنساء، فقال: عورة الرجل من السُّرَّة إلى الركبة، والمرأة لا يبدو إلا هذا (الوجه)، وهذان (الكفين). وهذا يتواءم مع الخلقة والوظيفة والمراكز القانونية.. خلق الله، سبحانه وتعالى، الذكر والأنثى من أجل عمارة الدنيا: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً". إذن الرجل والمرأة، والذكر والأنثى، وهي شائعة ليس حتى في بني الإنسان فقط، في عالم المخلوقات المتوالدة، والطيور، وحتى الحشرات فيه ذكر وأنثى، وذلك لعمارة الدنيا.

ولكن أعطى للمرأة خصائص من أجل الوظائف التي تقوم بها.. من أجل المراكز القانونية التي سوف تحتلها، وأعطى الرجل خصائص، وجعل له وظائف ومراكز قانونية.. حتى تكتمل الدائرة.

كان أفلاطون، يقول: مثل الرجل والمرأة كمثل نصفي دائرة، فإذا التقى النصفان اكتملت الدائرة.. هذا المفهوم الذي رآه بشفافيته وذكائه هو حقيقة أن الله، سبحانه وتعالى، خلق الذكر والأنثى حتى يكتمل عمارة الكون، وفرض عليها شيئا من الستر، ما عدا الوجه والكفين.

لماذا فرض الله الستر.. الستر هنا بخلاف الستر هناك، لأن هناك وظائف مختلفة، قال فيها ربنا: "ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض، للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا الله من فضله".. يعني لا يتمنى الرجل أن يكون امرأة، لكن ربنا فضل المرأة بأشياء، ينبغي للرجل ألا ينظر إلى هذا التفضيل، ويتمنى لو كان امرأة.

ولا ينبغي للمرأة أن تتمنى أن تكون رجلا؛ لأن الله فضل الرجل بصفات، وفضل المرأة على الرجل بصفات أخرى، وهذا تراه في قول النبي، صلى الله عليه وسلم: "لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال".. طيب، نعمل إيه؟!

اسألوا الله من فضله

وأضاف الدكتور علي جمعة: اسألوا الله من فضله، يا رب وفقني فيما أقمتني فيه من أداء ما تريدني من عمارة الكون، ومن عبادة الله، وتزكية النفس.

كل الشريعة مبنية على هذا.. مبنية على أن هناك صنفين.. الصنف الأول له خصائص.. له وظائف.. له مراكز قانونية، والآخر أيضا هكذا.

هذه تحل قضية لماذا البنت تأخذ نصف أخيها في الميراث.. لماذا الولد هو الذي يدفع المهر، ويتكلف بالنفقة وغيرها.. المرأة أو البنت أو الأنثى مهمتها خروج الحياة منها، وهذا شيء قد لا يتصوره الرجل أو الذكر.. تخيل أن شيئًا، كائنًا ما في بطنك، ثم خرج إلى الحياة.. ممكن تتجنن، لكن الأمومة اللي ربنا خلقها عند البنت تجعلها متعلقة جدا، وفرحانة بهذا الحال، بالرغم من أن الحمل فيه تعب والولادة فيها خطورة على الحياة، بالرغم من أن السنوات الأولى من حياة الابن أو البنت فيها تعب وإرهاق ورعاية وعناية، إلا أن الله، سبحانه، قسم هذا الحال على هذه الصفة.