دليل المرأة للعناية بنفسها طبيعيًا، من الروتين الصباحي إلى المسائي
دليل المرأة للعناية بنفسها طبيعيًا، تميل أغلب النساء اليوم إلى العودة للجذور الطبيعية في روتين العناية اليومية، سواء بالبشرة أو الشعر أو حتى بالصحة النفسية.
لم تعد المرأة تبحث فقط عن منتجات جاهزة، بل عن حلول واقعية ولطيفة ومستوحاة من الطبيعة، تمنحها جمالًا عميقًا وشعورًا بالاتزان والراحة.
وفي هذا الدليل الشامل، نقدم لكِ خطة متكاملة للعناية الصباحية والمسائية بنفسك، تعتمد على خلطات بسيطة، عادات يومية فعّالة، وأفكار تساعدك على تهدئة النفس واستعادة طاقتك، وذلك وفقًا لخبيرة العناية بالبشرة والجسم سامنثا جريج.
العناية بالبشرة طبيعيًا – روتين صباحي ومسائي

أكدت خبيرة العناية بالبشرة والجسم، أن البشرة تحتاج إلى روتين متوازن يجمع بين تنظيف لطيف، وترطيب مناسب، وتغذية بمواد طبيعية تحافظ على نضارتها.
ويبدأ الروتين المثالي للعناية بالبشرة، من اللحظة التي تستيقظين فيها وحتى آخر دقائق قبل النوم.
في الصباح، يكون الهدف هو تنشيط البشرة وإزالة الرواسب الخفيفة التي تراكمت ليلًا.
أفضل ما يمكن استخدامه لتنظيف الوجه صباحًا هو ماء الورد الطبيعي أو مياه الخيار المنقوعة.
يتم تمريرها على البشرة باستخدام قطعة قطن لتهدئة أي التهاب وتعزيز الانتعاش.
بعدها، يأتي دور ماسك سريع يمكن تحضيره في دقيقة واحدة، مثل ماسك العسل مع بضع قطرات من الليمون، فهو ينظف البشرة ويضيّق المسام ويمنحها إشراقًا فوريًا.
وبعد الماسك، يتم استخدام جل الألوفيرا الخام كطبقة ترطيب خفيفة وفعّالة، خصوصًا للبشرة المختلطة والدهنية.
أما في فترة الظهيرة أو قبل الخروج، فيُنصح بترطيب البشرة بزيت خفيف مثل زيت الجوجوبا أو اللوز الحلو، فهذه الزيوت تشبه الدهون الطبيعية للبشرة وتمتصها سريعًا دون لمعان زائد.
ويمكن استخدام رذاذ طبيعي منعش طوال النهار يتكون من ماء الورد وقطرة من زيت شجرة الشاي، فهو مفيد للبشرة المعرضة للحبوب.
مع حلول المساء، تحتاج البشرة إلى تنظيف أعمق للتخلص من التعرق، الأتربة، ودهون النهار.
يمكن استخدام زيت جوز الهند أو زيت الزيتون البكر لإزالة المكياج والشوائب، ثم غسل الوجه بغسول طبيعي من دقيق الشوفان المطحون والمخلوط بالماء.
هذا الغسول يزيل خلايا الجلد الميت ويعيد للبشرة نعومتها.
بعد التنظيف، يأتي وقت العناية العميقة. يمكن إعداد سيروم ليلي منزلي من زيت الورد أو زيت الأرجان مع نقطتين من فيتامين E.
يفرد هذا السيروم على جميع أجزاء الوجه والعنق بلطف لتحفيز الكولاجين.
وفي الليالي التي تحتاج البشرة فيها لعلاج إضافي، يمكن استخدام ماسك الزبادي مع النشا لتفتيح البشرة أو ماسك الطمي المغربي لسحب الدهون وتنقية المسام.
اختتام اليوم بقطرات من ماء الورد يثبت الترطيب ويعيد للبشرة توازنها، ما يجعلها مستعدة لليوم التالي بنضارة طبيعية وسحر هادئ.
العناية الطبيعية بالشعر – روتين صباحي ومسائي يحتفظ بلمعانه وصحته

أشارت خبيرة العناية بالبشرة والجسم، أن الشعر مرآة الصحة الداخلية للمرأة، وكلما زاد اهتمامها به بالطرق الطبيعية، زاد لمعانه وقوته.
ويعتمد الروتين المثالي على معالجة فروة الرأس أولًا، ثم الحفاظ على ترطيب الأطراف والتقليل من استخدام المواد الكيميائية قدر الإمكان.
في الصباح، يُفضل عدم غسل الشعر يوميًا حتى لا يفقد زيوته الطبيعية. يكفي تمشيطه بفرشاة خشبية لتوزيع زيوت الفروة على الأطراف.
ويمكن استخدام رذاذ طبيعي منقوع من إكليل الجبل (الروزماري) مع القليل من زيت النعناع لإنعاش الفروة وتحفيز الدورة الدموية.
أما الشعر الجاف والمتشابك، فيحتاج إلى بخاخ مكوّن من ماء الأرز المخمّر المخفف، إذ يساعد في تنعيم الشعر وزيادة كثافته.
إذا كنتِ ممن يخرجون للعمل أو تقضين فترات طويلة خارج المنزل، فيُستحسن حماية الشعر من التلوث باستخدام قطرات من زيت الأرجان أو زيت الجوجوبا على الأطراف.
هذه الخطوة تمنع الهيشان وتخلق طبقة حماية خفيفة ضد الغبار والحرارة.
أما المساء، فهو الوقت الأمثل للعلاجات الطبيعية. يمكن البدء بتدليك الفروة بزيت الزيتون مع زيت الخروع بمقدار متساوٍ، فهذا المزيج يعزز نمو الشعر ويقوي الجذور.
يُترك التدليك لمدة عشر دقائق لتنشيط الدورة الدموية.
بعدها يوضع ماسك يغذي الشعر بعمق من مكونات بسيطة مثل: موزة مهروسة مع ملعقة عسل وملعقة زيت جوز الهند لمن يعانين من الجفاف الشديد.
للشعر الدهني، يُنصح باستخدام ماسك الطمي المغربي أو الحناء الطبيعية الخالية من الإضافات، فهي تمتص الدهون الزائدة وتمنح الشعر كثافة طبيعية.
ويمكن استخدام شطفة ليلية من منقوع الزعتر أو القرنفل لتعقيم الفروة وتعظيم لمعان الشعر في الصباح.
وقبل النوم، يُفضّل ربط الشعر بطريقة فضفاضة أو تركه منسدلًا على وسادة قطنية أو حريرية، فالقطن يمتص الدهون الزائدة بينما تمنع الحرير التكسر والهيشان.
كما يمكن توزيع قطرات قليلة من زيت اللافندر لتمنح الشعر رائحة هادئة وتساعد على نوم أعمق.
باتباع هذا الروتين، تحصل المرأة على شعر صحي، قوي، خالٍ من التقصف، ولامع طوال الوقت دون الحاجة للمواد الكيميائية.
العناية بالنفسية – روتين يومي يدعم الهدوء والثقة والطاقة الأنثوية

الجمال الحقيقي يبدأ من الداخل. فحتى أفضل روتين للعناية بالبشرة والشعر يفقد قيمته إذا كانت المرأة منهكة نفسيًا أو تائهة أو تعاني من ضغط الحياة.
لذلك، فإن الاهتمام بالنفس أصبح ضرورة وليس رفاهية. ويمكن تطبيق روتين بسيط صباحًا ومساءً لإعادة التوازن الداخلي ومنحك شعورًا بالسلام.
الصباح هو اللحظة الذهبية لتكوين طاقة إيجابية تمتد طوال اليوم. ابدئي بخمس دقائق من التنفس العميق، وهي خطوة بسيطة لكنها قادرة على تهدئة الجهاز العصبي وتعزيز التركيز.
بعد ذلك، خصصي دقيقتين لكتابة “نية اليوم”: ماذا تريدين أن تشعري؟ ماذا تريدين أن تنجزي؟ هذه العملية تعيد برمجة العقل على الهدوء والتنظيم.
يمكن بعدها ممارسة بعض التمارين الخفيفة مثل التمدد أو اليوجا أو حتى المشي داخل المنزل لمدة عشر دقائق.
ثم استخدمي رائحة طبيعية من الزيوت العطرية مثل اللافندر أو البرتقال، فهي قادرة على تحسين المزاج وتقليل التوتر.
خلال اليوم، حاولي تخصيص لحظات صغيرة للالتفات إلى نفسك: شرب كوب ماء دافئ بالعسل، قراءة صفحة من كتاب، أو أخذ استراحة قصيرة من وسائل التواصل الاجتماعي.
هذه الخطوات الصغيرة لها تأثير تراكمـي قوي على النفسية.
أما في المساء، فالعناية بالنفس تصبح أعمق وأكثر هدوءًا. يمكن البدء بإطفاء الإضاءة القوية وتشغيل إضاءة دافئة أو شمعة ذات رائحة طبيعية. هذا الجو الهادئ يساعد العقل على الانتقال من وضع “إنجاز المهام” إلى وضع “الاسترخاء”.
بعدها، خصصي خمس إلى عشر دقائق لكتابة أفكارك، مشاعرك، الأشياء التي أرهقتك أو أسعدتك. هذه العادة تُسمى "تفريغ المشاعر" وتساعد على التخلص من التوتر قبل النوم.
يمكن أيضًا الاستفادة من المشروبات الطبيعية مثل الينسون، البابونج، أو اللافندر، فهي تهدئ الجهاز العصبي وتساعد الجسم على الاسترخاء.
كما يُفضل الابتعاد عن الهاتف لمدة ساعة قبل النوم لتقليل القلق وتقليل ضغط المعلومات التي تصل للعقل.
قبل النوم مباشرة، أغلقي يومك بثلاث جمل إيجابية: “أنا أستحق الراحة”، “أنا أستحق الحب”، “أنا أعمل على نفسي خطوة بخطوة”.
هذه الجمل البسيطة ترفع الطاقة الأنثوية وتعيد للنفس قيمتها.
ومع تكرار هذا الروتين يوميًا، تبدأ المرأة في الشعور بالهدوء، تحسين المزاج، زيادة الثقة بالنفس، والقدرة على التعامل مع الضغوط بطريقة أكثر توازنًا ونضجًا.