فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

ترامب وممداني.. والدبة التي قتلت صاحبها!

خلال مؤتمر صحفي في المكتب البيضاوي بين الرئيس ترامب وزهران ممداني الفائز بمنصب عمدة نيويورك بعد انتخابات ساخنة، أراد أحد الصحفيين إحراج ممداني بأن سأله سؤالا مباغتا حول  تصريحاته السابقة بأن الولايات المتحدة ترتكب إبادة جماعية فى غزة بينما كان يسعى ترامب لتحقيق السلام! 


ورأيي أن هذا الصحفي لم يكن سوى “الدبّة التي قتلت صاحبها”، ذلك أنه ظنّ أنه يمكنه أن يحرج عمدة نيويورك المنتخب ممداني لكن السؤال ارتدّ على صاحبه، فممداني لم يتلعثم، بل صحّح المعلومة مباشرة، وأكد أن إسرائيل هي التي ترتكب المذابح الجماعية، بينما كانت واشنطن تموّل تلك العمليات. 

 

ثم اندفع يكرر خطابًا يجد صدى واسعًا لدى مختلف التيارات السياسية، بما فيها قطاعات من اليمين: أن أموال دافعي الضرائب تُهدر في تمويل حروب الآخرين، بينما يعيش الأمريكيون أوضاعًا معيشية ضاغطة.


كان واضحًا أن الصحفي يميل لترامب ولإسرائيل، لكنه بحماقته منح ممداني فرصة ذهبية للهجوم على إسرائيل من قلب المكتب البيضاوي، وعلى مرأى من الرئيس الأمريكي الذي لم يعقّب أو ينفِ. 

 

وهكذا تحوّل السؤال الموجَّه لإحراج ممداني إلى ضربة دعائية موجعة لإسرائيل، نقلتها وسائل الإعلام الأمريكية على الهواء مباشرة.. بفضل صحفي أساء لقضيته أكثر مما دافع عنها.


من كان يتصور أن يجرؤ مسئول أمريكي رفيع مثل عمدة نيويورك كبرى الولايات الأمريكية أن يتهم صراحة إسرائيل بارتكاب جريمة إبادة جماعية في حق غزة وفي حضور رئيس أمريكي لا أقول متعصب بل موال لتل أبيب.. 

ثم ثم ما هذا المزاج المتقلب لترامب الذي لم يخف حنقه وغضبه لفوز ممداني بهذا المنصب الرفيع ثم ينقلب من النقيض إلى النقيض ليبدى انسجاما وودا لعمدة نيويورك المنتخب أم أنها براجماتية الساسة وتغليب المصالح؟!