فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

نحن لا نقبل النقد!

قيل الكثير في تصريحات الكابتن حسام حسن الغريبة والمثيرة للدهشة.. قيل إنه نهَرَ من ينتقدونه وهو من قبل كان ينتقد من يبقونه في تدريب المنتخب الوطني لكرة القدم.. وقيل إنه يتصور أنه جاء بقرار سياسي ولذلك لا يقبل نقدًا رياضيًّا.. وقيل أيضًا إنه مقتنع بأن هناك من يتربص به ويريد الإطاحة به من تدريب المنتخب وحرمانه من المونديال، ولذلك أراد بتصريحاته قطع الطريق عليهم.. وقيل كذلك إن هذه التصريحات تنسجم مع شخصيته المندفعة وبالتالي هي ليست مفاجئة.

ولن أخوض في ذلك كله، لأن الرياضيين والإعلاميين قتلوه بحثًا ومناقشة، لكنني سوف أتوقف فقط أمام المغزى العام والمجتمعي لاتصالات الكابتن حسام الغاضبة والمثيرة، لأنه أشمل وأعم والأهم، لأنه يكشف لنا وأمام أنفسنا مرضًا يعاني منه مجتمعنا، وهو أننا مجتمع لا يقبل النقد ولا يطيقه أو يتحمله، ويستنكره، ونغضب ممن ينتقدوننا ونعتبرهم أعداء أو في أحسن الأحوال خصومًا ألداء!

رفض النقد أو كراهيته ليس مرضًا سياسيًّا وإنما مرض مجتمعي، وثقافي، وفني، وفكري، ورياضي أيضًا! وهو مرض لا يصيب الموالاة فقط وإنما يصيب المعارضة أيضًا، ولعل ذلك سبب ضعف الحياة السياسية والثقافية، وأيضًا ضعف الرياضة والفن والثقافة والفكر، بل وضعف الاقتصادية أيضًا.

إن النقد في شتى المجالات يكشف مواطن العيوب والأخطاء قبل أن تتحول إلى عيوب مزمنة وخطايا قاتلة، ويتيح الفرصة لإصلاح الأحوال وعلاج تلك العيوب والتخلص من الأخطاء.. والحل يكمن في التعليم.. فإذا كان التعليم يقوم على النهج النقدي فسيتغير حالنا وسنتعلم ممارسة النقد في حياتنا وليس تجريمه ورفضه.