فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

يا كراتيني يا انا يا امه

منذ أن رأيت الاحتفالات بنجاح المنتمين للقايمة الموحدة قبل أن تقام الانتخابات أصلًا وأنا قلبي يحدثني أن هذه الانتخابات لن تمر بسلام، ولأنني لا أعرف أو بمعنى أدق لا يهمني من القوائم غير قائمة المنقولات والتي إن تبددت فالحبس هو الحل، سألت فقيل لي إن الذي دخل القايمة وسيق من الفوز يا موهيي.

وماذا عن الفردي يا قوم قالوا الفردي إذا كان مستقلًا فعلى الله حكايته، أما إذا كان منتميًا لأحزاب خاصةً السمينة منها فلا نجاح بدون الملايين والكراتين، أعجبت بهذا السجع جدًا وانتظرت، ولأن لي في الإنتخابات مستقلًا من قريتي تمنيت نجاحه من كل قلبي.. 

تابعت أخبار الإنتخابات أولًا بأول فوجدت عجبًا لا يخفى على أحد، وهو ما زادني مرارة -من المر- فوق مرارتي المليئه بالحصوات.

والآن ألغيت الانتخابات في بعض الدوائر وكانت الإعادة من نصيب البعض الآخر، وذلك بسبب عدم نزاهة الانتخابات. كيف ذلك يا إخوانا دا الإعلام قال إنها نزيهة، انفعل أحدهم وقال لا، الآن يعود إلى الخلف، ويقسم أنها ليست كذلك، طب والأخت نزاهه قالك راحت في الوبا زي هنادي.

 
بعد أن سمعت ذلك تخيلت أن من شاب نجاحه نزاهة الكراتين يجلس في حديقة فِلّته الغَنّاء وهو يندب آآآآآآه يا كراتيني يا انا يامه، ويقول لمساعديه لِمّ الكراتين يا ابني إنت وهو لما نشوف آخرتها.


ما يحدث في انتخابات هذه الأيام يجعلنا نتحسر على أسطوات الشغلانة أيام زمان عندما كان التزوير ماشي زي الفل والدوائر بتتقسم، والمال السياسي يبدر زي السكينة في الجبنة التلاجة ولا عمرنا سمعنا عن أي شئ من هذا الذي يحدث الآن.


عندك مثلا كمال بيه الألفي في عمارة يعقوبيان قال جملته الشهيرة: من حق كل واحد يرشح نفسه إنما ينجح إزاي، دي لعبتنا إحنا بقى، ومش تزوير لا سمح الله، لكن لأننا عارفين نفسية الشعب كويس.. اتعلموها بقى.

ولي أسئلة أطرحها من باب الزهق هل الإعادة في بعض الدوائر والإلغاء في الأخرى هو الحل أم إلغاء الإنتخابات كليًا هو الأصح؟! وهل سيتم فتح تحقيق في تجاوزات المرحلة الأولى وتعلن نتائجه بشفافية؟ وهل الشكلية لا التنافسية الحقيقية أصبحت صفة لصيقة بكل انتخابات أيًا كانت ومتى كانت؟ وأين الشعب وإرادته في هذه المعادلة المختلة في مدخلاتها وبالتالى مخرجاتها؟ وهل أرادته هذه غابت أم غُيبت بفعل الكراتين والملايين؟
لك الله يا مصر…