فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

الانتخابات تحرج الإعلام!

سألت بالأمس عن دور الهيئة الوطنية للانتخابات بخصوص التجاوزات الانتخابية التى دعت الرئيس السيسي أن يتدخل مشكورا، ويطالب الهيئة بمواجهتها واتخاذ قرارات فيها ترضى الله، واليوم أتساءل عن دور الإعلام في كشف هذه التجاوزات، والتنبيه لخطورتها وأضرارها على التمثيل الأمين لإرادة الشعب التي تحدث عنها الرئيس السيسي، وطالب الهيئة الوطنية للانتخابات أن تقوم بدورها في ضمان تحقيق ذلك.

 
إن أي تحليل مضمون للإعلام خلال هذه الانتخابات سوف يكشف أنه لم يقم بواجبه في متابعة هذه الانتخابات، رغم أن بعض التجاوزات كانت صارخة ومثيرة للاستفزاز وعلنية.. كان الإعلام يحدثنا عن العرس الإنتخابي بينما كانت التجاوزات الانتخابية تخرق الأعين، ولا تجد اهتماما من الإعلام والاعلاميين.. وبذلك أحرجت الانتخابات إعلامنا وصحافتنا حينما تجاهلا هذه التجاوزات ولم يهتما برصدها وكشفها والتنبيه لخطورتها وأضرارها.

 
لقد تم تشكيل لجنة كبيرة لتطوير الإعلام إستجابة لمطلب رئاسي أيضا، وها هى الانتخابات وما حدث فيها تقدم نموذجا واضحا للمرض الأساسي الذي تعانى منه صحافتنا وإعلامنا، وهو نقص المهنية وأيضا نقص الحرية.. فإن المهنية تقضي عدم تجاهل حدث مثل التجاوزات الانتخابية، والحرية تحفز على مواجهة هذه التجاوزات.

 لقد إهتم الإعلام بطلب الرئيس من الهيئة الوطنية للانتخابات بمواجهة هذه التجاوزات بما يرضى الله، ولكن هذا لا يكفى للإعتذار عن سكوته على التجاوزات الانتخابية الصارخة.. الإعتذار المطلوب هو أن يصحح إعلامنا مساره ويعمل منذ الغد بمهنية وحرية، ويكون عين الناس على ما يحدث فعلا في المجتمع وضميرهم  الحي.. وأعتقد أن أعضاء لجنة تطوير الإعلام تدرك ذلك، وجاء ما حدث في الانتخابات البرلمانية ليؤكد لها ذلك أيضا.