قرارات ترضي الله
أمر جيد أن يطلب الرئيس السيسي من الهيئة الوطنية للإشراف على الانتخابات النيابية فحص الطعون الانتخابية واتخاذ قرارات ترضي الله بشأنها.. فهذا يعنى حرص الرئيس على نزاهة الانتخابات، وأن تعبر عن إرادة الناخبين الحقيقية..
وحسنا أن سارعت الهيئة بالإعلان عن مؤتمر صحفي لتقول كلمتها في هذه الطعون الانتخابية التي اقترب عددها من التسعين طعنا، وتقول إنها ستعلن قرارها فيها قبل إعلان نتيجة هذه الجولة الانتخابية، وأن كل الاحتمالات متاحة، سواء كان إلغاء كليا لهذه الجولة للانتخابات أو إلغاء جزئيا..
ولكن ثمة هنا سؤال يفرض نفسه فرضا علينا، وهو لماذا انتظرت الهيئة الوطنية للانتخابات حتى يطالبها الرئيس بذلك.. لقد جرت الانتخابات في نصف محافظات البلاد، وكان الناخبون والمرشحون ينتظرون بحث هذه الطعون، خاصة مع اقتراب إعلان النتائج المقررة غدا، كما تقضى قواعد الشفافية والنزاهة..
ولكن الهيئة لم تتحرك إلا بعد أن طلب منها الرئيس ذلك، رغم أنها هيئة مستقلة وهو ما أكده الرئيس.. وإذا كانت الهيئة تقوم بعملها وتبحث هذه الطعون فإنها لم تعلم الرأي العام بذلك لتطمأنه، أليست هذه مقتضيات الشفافية التي نطالب كل مؤسسات الدولة بها، وتعد شرطا أساسيا ومهما للممارسة الديمقراطية.
على كل حال الآن المصريون ينتظرون ما سوف تتخذه الهيئة الوطنية للانتخابات من قرارات.. إنها لجنة قضائية وقد إعتدنا القول إن الحكم القضائي هو عنوان الحقيقة.. والرأي العام ينتظر الحقيقة غدا قبل إعلان نتيجة هذه المرحلة من الانتخابات، وينتظرون مواجهة المخالفات والتجاوزات الانتخابية فور وقوعها ودون انتظار طويل.