فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

العسل مضاد حيوي طبيعي، طرق مختلفة للاستفادة منه

فوائد العسل
فوائد العسل

العسل مضاد حيوي طبيعي، منذ القدم، كان العسل أحد أهم الأسرار العلاجية التي استخدمها الإنسان في الطب الشعبي والطب الحديث على حد سواء، حتى قبل اكتشاف المضادات الحيوية الصناعية بقرون طويلة. 
يُعدّ العسل من أقوى المواد الطبيعية المضادة للبكتيريا والفيروسات والفطريات، لما يحتويه من مركّبات فعّالة تساهم في محاربة العدوى وتعزيز المناعة وتسريع التئام الجروح.
 


القيمة العلاجية للعسل وأسرار فعاليته
 

تعود فعالية العسل كمضاد حيوي إلى عدة أسباب علمية:

أولا، احتواؤه على إنزيم الجلوكوز أوكسيداز، الذي يُنتج عند تفاعله مع الماء كميات صغيرة من بيروكسيد الهيدروجين، وهي مادة معروفة بقدرتها القوية على قتل البكتيريا الضارة دون أن تؤذي الأنسجة السليمة.

ثانيًا، العسل غني بالسكريات المركزة التي تجعل بيئته غير مناسبة لنمو البكتيريا، فارتفاع نسبة السكر مع قلة الماء يخلق وسطًا “مُعقِّمًا” طبيعيًا يمنع تكاثر الميكروبات. كما أن العسل يتميز بدرجة حموضة منخفضة (pH بين 3 و4.5)، مما يزيد من صعوبة بقاء البكتيريا على قيد الحياة فيه.

بالإضافة إلى ذلك، يحتوي العسل على مضادات أكسدة قوية مثل الفلافونويدات والبوليفينولات، التي تساعد على تقليل الالتهاب ودعم جهاز المناعة. بعض أنواع العسل، مثل عسل المانوكا النيوزيلندي، تتميز بتركيز عالٍ من مادة “ميثيل غليوكسال” (MGO) ذات التأثير المضاد للبكتيريا حتى ضد الأنواع المقاومة للمضادات الحيوية التقليدية.

 

استخدامات العسل كمضاد حيوي طبيعي

 

1. لعلاج الجروح والحروق الطفيفة
يُعدّ العسل من أفضل العلاجات الطبيعية للجروح بفضل خصائصه المطهّرة والمجدّدة للأنسجة. عند وضع طبقة رقيقة من العسل على الجرح أو الحرق، يعمل على:
قتل البكتيريا المسببة للعدوى.
امتصاص السوائل الزائدة من مكان الإصابة، مما يسرّع الشفاء.
تخفيف الالتهاب والاحمرار.
منع تشكّل الندوب بفضل تحفيزه لتجديد خلايا الجلد.
يمكن استخدام العسل الخام أو عسل المانوكا على الجروح الصغيرة بعد تنظيفها جيدًا، مع تغطيتها بضمادة نظيفة وتغييرها يوميًا.

 

2. لعلاج التهابات الحلق والكحة
من أكثر استخدامات العسل شيوعًا في البيوت هو تهدئة الحلق الملتهب. عند تناوله بمفرده أو مع مشروبات دافئة كالشاي بالليمون أو الزنجبيل، يساعد العسل على:
تغليف بطانة الحلق وتخفيف تهيّجها.
القضاء على البكتيريا المسببة للالتهاب.
تهدئة السعال وتحسين النوم، خاصة عند الأطفال فوق السنة.
طريقة الاستخدام:
يمكن خلط ملعقة من العسل الطبيعي مع عصير نصف ليمونة في كوب ماء دافئ، وتناوله مرتين يوميًا. كما يمكن مزجه بملعقة صغيرة من القرفة لتعزيز التأثير المضاد للبكتيريا.

 

3. لتحسين صحة الجهاز الهضمي
يساعد العسل في علاج بعض اضطرابات المعدة والأمعاء مثل قرحة المعدة والإسهال الناتج عن البكتيريا. فهو يعمل كمضاد للبكتيريا المسببة للقرحة (مثل هيليكوباكتر بيلوري)، كما يساعد على تهدئة بطانة الجهاز الهضمي وتحسين حركة الأمعاء.
يمكن تناول ملعقة صغيرة من العسل على معدة فارغة صباحًا مع كوب ماء دافئ. هذا المشروب يساعد على تنظيف المعدة من السموم وتنشيط عملية الهضم.

العسل للبشرة
العسل للبشرة

4. للعناية بالبشرة ومكافحة حب الشباب
نظرًا لخصائصه المضادة للبكتيريا والمطهّرة، يُستخدم العسل أيضًا كعلاج طبيعي لمشكلات البشرة، خاصة حب الشباب والبثور. فهو يساعد على:
تنظيف المسام من البكتيريا المسببة للحبوب.
ترطيب البشرة ومنع جفافها أثناء العلاج.
تهدئة الالتهاب والاحمرار المصاحب للحبوب.

طريقة الاستخدام:
يمكن وضع طبقة رقيقة من العسل الخام على الوجه لمدة 15–20 دقيقة، ثم شطفه بالماء الفاتر. كما يمكن خلطه بالقرفة أو الكركم لزيادة التأثير المضاد للميكروبات.

 

5. لعلاج الالتهابات الفطرية والبكتيرية الموضعية
يُستخدم العسل في علاج بعض أنواع العدوى الفطرية مثل فطريات الجلد أو القدم الرياضية، حيث يساعد على وقف نمو الفطريات وتخفيف الحكة والاحمرار. كما يمكن استخدامه موضعيًا على التهابات اللثة أو قرح الفم لتهدئة الألم وتسريع الشفاء.

 

فوائد عسل النحل
فوائد عسل النحل

نصائح للاستفادة القصوى من العسل كمضاد حيوي

 

اختيار العسل الخام والطبيعي 100٪:
العسل المصنع أو المُعرّض للحرارة العالية يفقد كثيرًا من إنزيماته ومضادات الأكسدة، لذا يُفضَّل استخدام العسل الخام غير المصفّى.

عدم إضافة العسل إلى الماء أو الأعشاب الساخنة جدًا:
الحرارة العالية تُتلف بعض الإنزيمات الفعالة في العسل، لذا من الأفضل أن تكون درجة حرارة الماء أو المشروب دافئة وليست مغلية.

الاعتدال في الكمية:
رغم فوائده الكبيرة، يبقى العسل مصدرًا للسكر الطبيعي، لذا يُنصح بعدم تجاوز ملعقتين صغيرتين يوميًا لمن يعانون من السكري أو يتبعون حمية منخفضة السكر.

تجنب إعطائه للأطفال دون عمر السنة:
العسل قد يحتوي على بكتيريا كلوستريديوم بوتولينوم التي لا يستطيع الجهاز الهضمي غير الناضج للرضع مقاومتها.

العسل في الطب الحديث
أثبتت دراسات علمية عديدة أن العسل، وخاصة عسل المانوكا، فعّال ضد سلالات بكتيرية مقاومة للمضادات الحيوية مثل MRSA وE. coli. لذلك بدأ الأطباء في بعض المستشفيات باستخدامه في الضمادات المعقّمة لعلاج الجروح المزمنة وقرح الفراش. كما يدخل في تركيب كثير من المستحضرات الجلدية والمكملات الغذائية لتقوية المناعة وتحسين صحة الجسم.