عمر الحاكم!
هل يوجد عمر مناسب للحاكم؟ وبصياغة أخرى هل يمنع التقدم في السن من تولي مسئولية الحكم؟
هذا السؤال يطرح نفسه بمناسبة رغبة الرئيس ترامب في تولى فترة رئاسية ثالثة، رغم أنه سيكون قد تجاوز الثمانين من عمره، وهو نفسه الذى شكك في قدرة بايدن على ممارسة مسئوليات الرئاسة، لأنه سيكون قد تجاوز الثمانين من عمره ؟
وإجابة هذا السؤال لا يوجد عمر محدد مناسب للحاكم.. فمثلا عبدالناصر مات وهو فى عز الشباب، ومهاتير محمد عاد إلى الحكم وهو فى التسعين من العمر.
وإذا كانت قدرة الحاكم على ممارسة مسئولياته لا تتعلق بعمره، فإنها تتعلق إذن بقدرته الصحية وقبلها برغبته أساسا في الحكم.. فمثلا مبارك بعد موت حفيده زهد في الحكم، واعتمد في إدارة الكثير من أمور الدولة على ابنه جمال.. والملك سلمان اعتمد على ابنه ولى العهد في ممارسة مسئوليات الحكم.
وبالطبع ثمة علاقة بين التقدم في السن والحالة الصحية والقدرة على ممارسة العمل، ولكن هذا التأثير يختلف من شخص إلي آخر.. فهناك من يقتربون من المائة وعقولهم حاضرة وتفكيرهم نشط وقوي ولديهم قدرة على ممارسة بعض العمل..
ولكن القدرة على ممارسة مسئوليات الحكم في الأغلب يتعذر وجودها لديهم.. إنهم يمكن أن يكونوا مستشارين يمكن الرجوع إليهم، وسؤالهم الرأي والمشورة فقط، أما ممارسة مسئوليات الحكم فهو يحتاج قدرات حركيّة يتعذر توافرها في المتقدمين في العمر.
وهكذا لا توجد قاعدة أو مسطرة واحدة يمكن بها تحديد العمر المناسب لترك الحكم.. فقد نجد حاكما لم يبلغ الستين من العمر ولا يقدر على الوفاء بمسئوليات الحكم، وقد نجد من بلغ التسعينيات ولديه قدرة على الحكم.. إنها القدرة الصحية إذن، ولذلك تطلب دولا عديدة ومصر منها إخضاع المرشحين لمنصب الرئاسة للفحوص الطبية.