قمة شرم الشيخ.. ووقف إبادة الفلسطينيين!
من حقق أهدافه المقاومة الفلسطينية أم الصهاينة؟
كانت وستظل القضية الفلسطينية هى حجر الأساس لإقامة السلام في المنطقة، وطالما ظل الشعب الفلسطيني بعيدا ومطاردا عن أرضه فلن يكون هناك سلام أو إستقرار، ونذكر في السبعينيات وقبل توقيع اتفاقية كامب ديفيد أن الرئيس أنور السادات أعلن أن القضية الفلسطينية هي الأصل، وإذا لم تنسحب إسرائيل من سيناء والجولان والضفة الغربية لن يضمن السلام والأمن لإسرائيل!
بعيدا عن كامب ديفيد إلا أن موقف مصر الدائم، هو أن القضية الأساس والتى لا بد من حلها هي القضية الفلسطينية، وأرض الواقع الآن ليست هي التي كانت في 4 من يونيه 1967، فقد تغير كل شيء، والحقيقة أن طوفان الأقصى بالرغم من الثمن الكبير الذي دفعه الفلسطينيين، إلا أنه كان أمرا مهما وضروريا أن يحدث..
عندما سُئل اللواء سمير فرج الخبير الاستراتيجى المهم عن طوفان الأقصى ومدى أهمية حدوثه، وهل الهدف من طوفان الأقصى يستحق الثمن الذى دفعه الفلسطينيين؟ أجاب اللواء سمير فرج: نعم طوفان الأقصى كان ضرورة أن يحدث، ولم يكن هناك اختيارات بديلة من المقاومة..
وعن الثمن الذى تم دفعه من شهداء بالآلاف وتدمير غزة، قال: الهدف يستحق كل هذه التضحيات وأكثر، فلولا طوفان الأقصى لانتهت القضية الفلسطينية للأبد، فقد نجح طوفان الأقصى في إعادة القضية لصدارة المشهد في العالم كله، وتغيرت مواقف دول وشعوب كثيرة أثناء معارك غزة أو حرب الإبادة التى مارسها الكيان الصهيوني بكل جبن ودون تنفيذ الحد الأدنى من قوانين وقواعد الحروب.
في نفس الوقت كانت السياسة المصرية تتطلع لتحقيق التعاون مع الجميع، ليتم بناء شرق أوسط قائم على العدالة والمساواة في الحقوق، وإقامة علاقات حسن الجوار، والتعايش السلمي بين جميع شعوبه بلا استثناء، جاء ذلك في البيان الصحفي الذي أصدرته مصر، عقب اختتام أعمال قمة شرم الشيخ للسلام..
والتي رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي والأمريكي دونالد ترامب، وشارك فيها رؤساء دول وحكومات كل من (الأردن، قطر، الكويت، البحرين، تركيا، أندونيسيا، أذربيجان، فرنسا، قبرص، ألمانيا، المملكة المتحدة، إيطاليا، أسبانيا، اليونان، أرمينيا، المجر، باكستان، كندا، النرويج، العراق، الإمارات، سلطنة عمان، السعودية، اليابان، هولندا، وبارجواي، والهند)..
بالإضافة إلى كل من سكرتير عام الأمم المتحدة، والأمين العام لجامعة الدول العربية، ورئيس المجلس الأوروبي، ورئيس وزراء المملكة المتحدة الأسبق.
والحقيقة بالرغم أن هذا الاتفاق، نال الكثير من القبول لدى الكثير من الدول والمنظمات الدولية، إلا أننا نعرف أن اليهود لا عهد لهم ولا ميثاق، وبالفعل لم يلتزم الكيان الصهيوني بالهدنة، وقام بقصف مباني في غزة ورفح ويواصل القتل بدون رادع، وحتى كتابة هذه السطور لا يزال اختراق الهدنة مستمرا.
كما طُرح على الخبير الاستراتيجى اللواء سمير فرج سؤال آخر وهو: من الذى حقق هدفه من حرب الإبادة في غزة؟ أجاب قائلا: قبل أن أجيب ماذا كانت أهداف إسرائيل؟ كان لها ثلاثة أهداف، أولها تحرير الرهائن بالقوة، القضاء على حماس، إحتلال غزة، فماذا جاءت النتائج؟
فشلت إسرائيل في تحرير الرهائن بالقوة، ولو رهينة واحدة، لم تستطع القضاء على حماس، فشلت في احتلال غزة وستنسحب من الأرض التى تحتلها، أما الجانب الآخر بالرغم من الخسائر إلا أن المقاومة نجحت في فرض القضية الفلسطينية على العالم كله بعد أن كادت أن تموت تماما.
ومن يقرأ الاتفاق بعناية سيجد هناك ألغاما، هو إنشاء حوار ديني يقوم على قيم التسامح والتعايش السلمي، وهذا لن يحدث لأن الكيان الصهيوني يستخدم الدين كسبب في احتلال الأرض، بل ومن خلال الدين يؤكد قادة الكيان الصهيوني حقهم في إقامة دولة من النيل إلى الفرات..
والخرائط التى رفعها نتنياهو في الأمم المتحدة تشمل هذا الزعم، والخريطة في الكنيست هى نفسها، فكيف يتم تغيير هذه العقلية التى تلقن الطفل في المدرسة أنه لابد من قتل أي عربي، وهدم المسجد الأقصى، ونشيدهم القومى يؤكد على هذا..
للأسف الصهاينة يريدون أمرا واحدا، هو تفريغ وترسيخ لدى العرب مايؤمنون به، ومن أجل السلام علينا أن ننسى عروبتنا وتراب وطننا، فقد كان الصهاينة يعتبرون القومية العربية التي رفع شعارها، الزعيم جمال عبدالناصر أحد أكبر العقبات لتحقيق حلمهم بأن حدودهم من النيل إلى الفرات.. هذه ملاحظة وهناك الكثير يمكن طرحه للحوار ولكن يظل وقف الإبادة شيئا ايجابيا.