ترامب وقمته!
هل يحتاج الرئيس الأمريكي لإنهاء الحرب الوحشية في غزة لعقد لقاء أو قمة تضم قادة مصر والسعودية والإمارات وقطر تركيا، ثم لقاء مع نتنياهو بعدهم؟!
الإجابة بكل وضوح لا.. في مقدوره أن يأمر نتنياهو قبل أن يلتقى به أن يوقف تلك الحرب لأنها حرب من طرف واحد هو الطرف الإسرائيلي الذي يدمر ويخرب ويقتل ويبيد ويهجر.. وليس مستساغا أن يتعلل أن إسرائيل ترتكب جرائم الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج بدون موافقته أو بالأصح بدون دعمه لها.
ترامب ليس في حاجة لأن يلتقى بقادة هذه الدول الست حتى يتحرك لوقف حرب غزة.. هو يعرف رأي قادة السعودية والإمارات وقطر الذين التقى بهم في بلادهم عندما زارهم مؤخرا، ويعرف أيضا رأى رئيس تركيا الذي لا تتوقف الاتصالات بين بلاده وأمريكا.. أما مصر فإن رأى رئيسها واضح ومعلن وثابت أنه لا لطرد أهل غزة وتهجيرهم قسرا، وضرورة الوقف الفوري لعدوان إسرائيل، وأنه يتعين أن يتلوه التحرك للحل الشامل للقضية الفلسطينية بإقامة الدولة الفلسطينية على أراضي ٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.
ولذلك وجد الرئيس السيسي أنه لا حاجة لزيارة أمريكا في مستهل عودة ترامب للبيت الأبيض، كما يعرف ترامب أن مشروعه الخاص بقطاع غزة مرفوض تماما من مصر، بل إنها أعدت مشروعا بديلا لإعمار غزة في وجود أهلها دون حاجة لتهجير أهلها.
هو مشروع سيحولها إلى ريفيرا ولكن لأهلها وليست ريفيرا أمريكية تجلب المكاسب والأرباح للأمريكان! إن المشروع المصرى رتب أمر إدارة قطاع غزة في المرحلة الانتقالية وما بعدها.
ففيما إذن سيتحدث ترامب مع هؤلاء القادة.. لذلك لا جدوى ولا ضرورة ولا فائدة من هذه القمة التى دعا لها ترامب.
أما إذا أراد بها إظهار أنه يتحرك لوقف الحرب ليعزز حظه في جائزة نوبل للسلام فإنه طريق واحد هو أن يأمر نتنياهو بوقف حربه الوحشية.