علاج التهابات المهبل، بين الوقاية والعلاج الطبي والطرق الطبيعية
علاج التهابات المهبل، تُعَدّ التهابات المهبل من أكثر المشكلات الصحية المنتشرة بين النساء في مختلف الأعمار، إذ تشير الدراسات الطبية إلى أن معظم النساء قد يُصبن بشكل أو بآخر بالتهابات مهبليّة مرة واحدة على الأقل في حياتهن.
وعلى الرغم من أن الأمر قد يبدو محرجًا للبعض، إلا أنّه مشكلة طبيعية يمكن التعامل معها بسهولة إذا عُولجت بشكل صحيح وفي الوقت المناسب.
أكدت الدكتورة شيرين مدين استشاري الامراض الباطنة، أن التهابات المهبل ليست مجرد مشكلة صحية عابرة، بل هي مؤشر على وجود خلل يحتاج إلى علاج وتدخل مناسب.
وأضافت الدكتورة شيرين مدين، أن التشخيص الصحيح واستشارة الطبيب مبكرا هما الأساس لضمان العلاج الفعّال والسريع، وعدم الوصول لمرحلة حدوث المضاعفات المزعجة.
في هذا التقرير، تستعرض الدكتورة شيرين مدين، أسباب التهابات المهبل، أعراضها، طرق التشخيص، والعلاجات المتاحة سواء الطبية، بالإضافة إلى أهم النصائح الوقائية التي تساعد المرأة على تجنّب الإصابة بها.
أولًا: ما هي التهابات المهبل؟
التهابات المهبل هي حالة التهابية أو عدوى تصيب منطقة المهبل نتيجة اختلال التوازن الطبيعي للبكتيريا والفطريات أو بسبب دخول ميكروبات خارجية. هذا الاختلال يؤدي إلى ظهور أعراض مزعجة مثل الحكة، الإفرازات غير الطبيعية، والآلام.
ثانيًا: الأسباب الشائعة لالتهابات المهبل
العدوى الفطرية (الكانديدا): وهي الأكثر شيوعًا، تحدث بسبب تكاثر فطريات طبيعية تعيش في المهبل عند ضعف المناعة أو اختلال التوازن البكتيري.
العدوى البكتيرية: مثل التهاب المهبل البكتيري الناتج عن زيادة بعض البكتيريا الضارة وانخفاض البكتيريا النافعة
العدوى الطفيلية: مثل داء المشعرات الذي ينتقل غالبًا عن طريق العلاقات الجنسية.

المواد الكيميائية: مثل الصابون المعطر، الغسولات المهبلية القوية، أو المنظفات، والتي قد تسبّب تهيجًا والتهابات.
التغييرات الهرمونية: مثل فترة الحمل أو انقطاع الطمث التي قد تؤثر على طبيعة الإفرازات وتوازن البكتيريا.
العادات اليومية: ارتداء الملابس الداخلية الضيقة أو المصنوعة من أقمشة غير قطنية، وعدم تجفيف المنطقة جيدًا بعد الغسل.
ثالثًا: الأعراض التي تستدعي الانتباه
أعراض التهابات المهبل تختلف حسب السبب، ولكنها غالبًا تشمل:
إفرازات غير طبيعية من حيث اللون أو الرائحة أو الكثافة.
حكة أو تهيج في المنطقة.
إحساس بالحرقة أثناء التبول.
ألم أو عدم راحة أثناء العلاقة الزوجية.
تورم أو احمرار في منطقة المهبل.
ظهور هذه الأعراض بشكل متكرر أو شديد يستدعي استشارة الطبيب لتشخيص السبب بشكل دقيق.

رابعًا: التشخيص الطبي
يعتمد الطبيب في التشخيص على عدة خطوات، منها:
أخذ التاريخ المرضي للمريضة، بما في ذلك طبيعة الأعراض ومدة ظهورها.
الفحص السريري للمهبل.
أخذ عينة من الإفرازات المهبلية وفحصها مجهريًا أو معمليًا لتحديد نوع العدوى.
والتشخيص السليم يعد أساس العلاج الصحيح، حيث أن استخدام علاج غير مناسب قد يؤدي إلى تفاقم المشكلة أو تكرارها.
خامسًا: طرق علاج التهابات المهبل
1. العلاج الدوائي
مضادات الفطريات: تُستخدم في حالات العدوى الفطرية، سواء على شكل كريمات أو تحاميل مهبلية أو أقراص فموية.
المضادات الحيوية: تُعطى في حالات العدوى البكتيرية، وتساعد على إعادة التوازن للبكتيريا النافعة.
الأدوية المضادة للطفيليات: مثل "الميترونيدازول" لعلاج داء المشعرات.
العلاج الهرموني: في حالات الجفاف والالتهابات الناتجة عن انقطاع الطمث، قد يصف الطبيب كريمات أو تحاميل تحتوي على الإستروجين.
2. العلاجات الطبيعية المساعدة
وأشارت الدكتورة مها سيد أخصائية التغذية العلاجية،أن العلاجات الطبيعية لالتهابات المهبل، لا يمكن الاعتماد عليها كبديل أساسي للعلاج الطبي، لكنها قد تساعد على تهدئة الأعراض وتقليل التكرار، مثل:
الزبادي (اللبن): يحتوي على بكتيريا نافعة تساعد على استعادة التوازن البكتيري.
زيت جوز الهند: له خصائص مضادة للفطريات ويمكن استخدامه خارجيًا لتهدئة التهيج.
الثوم: معروف بخصائصه المضادة للبكتيريا والفطريات، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل استخدامه لتجنب التهيج.
الخل الطبيعي (خل التفاح): يساعد على استعادة الحموضة الطبيعية للمهبل عند استخدامه بشكل مخفف في الحمامات الموضعية.
3. تغيير نمط الحياة والعادات اليومية
ارتداء ملابس داخلية قطنية فضفاضة.
تجفيف المنطقة جيدًا بعد الاستحمام أو السباحة.
تجنّب الغسولات المهبلية الكيميائية أو المعطرة.
اتباع نظام غذائي صحي لتعزيز المناعة.
سادسًا: الوقاية من التهابات المهبل
الحفاظ على النظافة الشخصية دون إفراط.
استخدام الواقيات في العلاقات الجنسية لتجنّب العدوى.
تجنّب الاستخدام المفرط للمضادات الحيوية التي تضعف البكتيريا النافعة.
المتابعة الطبية المنتظمة خاصةً في حال تكرار الالتهابات.
سابعًا: متى يجب زيارة الطبيب فورًا؟
إذا كانت الأعراض شديدة أو متكررة.
في حال ظهور إفرازات ذات رائحة كريهة جدًا أو لون غير معتاد.
عند الشعور بآلام في الحوض أو ارتفاع درجة الحرارة.
إذا لم تتحسن الأعراض بعد استخدام العلاجات المنزلية البسيطة.
وأخيرا لفتت الدكتورة شيرين إلى أن الوقاية هي السلاح الأول للمرأة، وذلك عبر الاهتمام بالنظافة الشخصية، واختيار الملابس المناسبة، والتغذية السليمة.
كما أن الوعي بكيفية التعامل مع هذه المشكلة يخفف من الحرج ويجعلها أكثر استعدادًا للتعامل مع أي أعراض قد تطرأ في المستقبل.