أسرار اختيار الرجيم المناسب لجسمك دون الإضرار بصحتك
أسرار اختيار الرجيم المناسب لجسمك، لم يعد مصطلح "الرجيم" مجرد وسيلة لإنقاص الوزن فحسب، بل أصبح جزءًا من نمط الحياة الصحي الذي يسعى إليه الكثيرون.
لكن في ظل تعدد الأنظمة الغذائية المنتشرة ما بين الكيتو، الصيام المتقطع، الرجيم النباتي، أو الحميات منخفضة الكربوهيدرات، يجد الفرد نفسه في حيرة من أمره: أي هذه الحميات هو الأنسب له؟ وكيف يمكن اتباعها دون التسبب في أضرار جانبية على الصحة؟
أشارت الدكتورة تيفني ريفورد استشاري التغذية العلاجية، إلى أن اختيار الرجيم المناسب لجسمك دون الإضرار بصحتك يتطلب وعيًا وهدوءًا، وليس اندفاعًا وراء صيحات مؤقتة، مع الفهم الجيد لاحتياجات جسمك، وكذلك استشارة المتخصصين.
أولًا: إدراك أن الرجيم ليس مقاسًا واحدًا للجميع
أضافت الدكتورة تيفني، أن كل جسم يختلف عن الآخر من حيث البنية، مستوى النشاط البدني، معدل الحرق، التاريخ الصحي، وحتى نمط الحياة اليومي.
لذلك، لا يمكن نسخ تجربة شخص آخر وتطبيقها بشكل مباشر، فقد يحقق شخص ما نتائج إيجابية مع حمية معينة، بينما قد يواجه آخر مشكلات صحية عند اتباع نفس النظام.

الخطوة الأولى إذن هي فهم احتياجات جسمك.
على سبيل المثال:
إذا كنتِ تعانين من مشكلات في الغدة الدرقية، فبعض الحميات منخفضة السعرات قد تزيد حالتك سوءًا.
إذا كنتَ رياضيًا أو كثير الحركة، فأنت بحاجة إلى كمية كافية من الكربوهيدرات لتوفير الطاقة.
إذا كان لديك تاريخ عائلي مع أمراض القلب، فلا يناسبك الإفراط في الحميات عالية الدهون.
ثانيًا: استشارة الطبيب أو اختصاصي التغذية
من أكبر الأخطاء التي يقع فيها الكثيرون هو اختيار الرجيم استنادًا إلى تجارب الآخرين أو نصائح مواقع التواصل الاجتماعي دون أي تقييم طبي.
استشارة الطبيب أو اختصاصي التغذية تمنحك رؤية أوضح عن:
معدل الأيض لديك.
نسبة الدهون والعضلات في جسمك.
الفيتامينات أو المعادن التي تعاني من نقصها.
الحساسية أو الأمراض المزمنة التي يجب مراعاتها.
هذا التقييم يحدد أي نظام غذائي يمكن أن يدعم صحتك دون التسبب في أضرار جانبية.
ثالثًا: التوازن أهم من الحرمان
أحد المفاهيم الخاطئة هو أن الرجيم يعني الحرمان التام من الطعام أو الاقتصار على أنواع محدودة من الأطعمة.
الحمية الصحية ليست قائمة حرمان، بل هي نظام متوازن يوفر كل العناصر الغذائية، مع التحكم في الكميات.
البروتينات ضرورية لبناء العضلات والشعور بالشبع.
الكربوهيدرات المعقدة (مثل الشوفان، الأرز البني، البطاطا) تمد الجسم بالطاقة.
الدهون الصحية (مثل زيت الزيتون والأفوكادو والمكسرات) تقي القلب وتدعم وظائف الدماغ.
الفيتامينات والمعادن من الخضروات والفواكه ضرورية لتقوية المناعة وتحسين الهضم.
إلغاء أي عنصر بشكل كامل قد يؤدي إلى اختلالات صحية ونقص غذائي.
رابعًا: تجنب الأنظمة القاسية والسريعة
الأنظمة التي تعد بخسارة 10 كيلوغرامات في أسبوعين تبدو جذابة لكنها تحمل مخاطر جسيمة، مثل:
فقدان الكتلة العضلية بدلًا من الدهون.
الشعور بالإرهاق والدوخة المستمرة.
اضطراب الهرمونات والدورة الشهرية عند النساء.
التأثير السلبي على المزاج والصحة النفسية.
كما أن الوزن المفقود بهذه الطريقة غالبًا ما يعود بسرعة عند التوقف عن الحمية، وهو ما يعرف بـ "اليويو دايت".
خامسًا: مراعاة أسلوب حياتك اليومي
لا يمكن اختيار رجيم يتعارض مع روتين حياتك، فمثلًا:
إذا كنت تعمل لساعات طويلة، فإن حمية الصيام المتقطع قد تسبب لك التعب الشديد.
إذا كنت كثير التنقل أو تعتمد على الوجبات السريعة، فقد لا يناسبك نظام صارم يتطلب تحضير وجبات محددة بدقة.
إذا كنت من محبي الأكل الجماعي مع العائلة، فمن الأفضل اختيار نظام أكثر مرونة يسمح بمشاركة وجباتهم.
الحمية الناجحة هي تلك التي يمكنك الالتزام بها على المدى الطويل دون ضغط نفسي أو جسدي.
سادسًا: الاستماع إلى إشارات جسدك
الجسم يرسل إشارات مهمة يجب الانتباه لها أثناء اتباع أي حمية. فإذا شعرت بإرهاق مستمر، تساقط شعر، جفاف بشرة، أو ضعف تركيز، فهذا يعني أن هناك خللًا في النظام الغذائي المتبع.
التوازن بين فقدان الوزن والحفاظ على الصحة يجب أن يكون هو المعيار الأول. الهدف ليس فقط رقمًا على الميزان، بل الوصول إلى جسم صحي ومتوازن.
سابعًا: أهمية النشاط البدني مع الرجيم
الرجيم وحده قد يساعدك على خفض الوزن، لكن النشاط البدني المنتظم يضاعف النتائج ويحافظ على صحتك. ممارسة الرياضة:
ترفع معدل الحرق.
تحافظ على الكتلة العضلية.
تقلل التوتر والضغط النفسي.
تقي من الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
حتى الأنشطة البسيطة مثل المشي 30 دقيقة يوميًا لها أثر إيجابي كبير.

ثامنًا: التدرج وليس التسرع
الجسم يحتاج إلى وقت للتأقلم على أي تغيير. لذلك يُفضل إنقاص الوزن بمعدل نصف كيلو إلى كيلو أسبوعيًا، وهو معدل صحي ومستدام. أما التسرع في خفض الوزن فيضر أكثر مما ينفع.
تاسعًا: دعم الصحة النفسية
لا يمكن فصل الجانب النفسي عن نجاح أي رجيم. القلق، الضغط النفسي، أو الاكتئاب قد يدفع إلى الأكل العاطفي أو التوقف عن الحمية. لذلك يُنصح بدمج تقنيات مثل التأمل، التنفس العميق، أو حتى الكتابة اليومية لتفريغ المشاعر.
عاشرًا: جعل الرجيم أسلوب حياة
النجاح الحقيقي ليس في إنقاص الوزن مؤقتًا، بل في تغيير العادات الغذائية على المدى الطويل. اختيار الوجبات الصحية، الاعتدال في الحلويات والمقليات، شرب الماء بانتظام، والنوم الجيد كلها عادات تجعل الرجيم جزءًا من حياتك اليومية وليس مرحلة عابرة.