فن راقي وجمال يأسر القلوب.. قرية ساقية أبو شعرة تتربع على عرش صناعة السجاد اليدوي.. وهذه أبرز مراحل التصنيع (فيديو وصور)
يعد السجاد من أعرق عناصر الأثاث المنزلى، فمنذ أن عرفت البيوت معنى الدفء والجمال كان السجاد حاضرا يضفى لمسة جمالية سواءً كان عند تعليقها على الجدران أو بوضعها على الأرضيات، ولذلك فالسجاد يمثل جاذبية خاصة فبالرغم من التطور الصناعى وظهور السجاد الآلي إلا أن السجاد اليدوى يضفي سحرا خاصا، فكل قطعة تنسج من الخيوط حكايات وتعلق كلوحات وتفرش على الأرضيات كقصص صامتة تحت الأقدام.
فالسجاد اليدوى يتميز بجمال يأسر القلوب ويجذب عشاق المنتجات الأصلية، فهو يتمتع بالدقة فى التصميم ومتانة عالية تتحمل الاستخدام لسنوات طويلة، كما أن المكونات المستخدمة طبيعية وذات ألوان ثابتة مما يحافظ على استخدامها لسنوات عديدة.
طريقة توزيع السجاد اليدوى وسر شهرته
يتم شراء السجاد اليدوى من أصحاب الحرف عن طريق الوسطاء " التجار" وتتنوع طرق تسويقهم للسجاد اليدوي فهم يلجأون للمعارض والأسواق السياحية والأسواق المشهورة وبعض هؤلاء التجار يعتمدون على تصدير السجاد للخارج، غير أن كثيرًا من الزبائن يفضلون اقتناءه مباشرة من الحرفيين، طلبًا لتصميمات فريدة لا تُقدَّر بثمن.

وتعد قرية ساقية أبو شعرة بمحافظة المنوفية من أشهر القرى المصرية فى صناعة السجاد اليدوى حتى بات اسمها مرتبطًا عالميًا بالسجاد اليدوي، فما السر وراء هذه الشهرة؟

بدأت هذة الحرفة منذ ما يقرب من سبعين عاما على إيدى مصريين اتقنوها بالخارج ثم حملوها إلى مصر بنقل خبراتهم لبعضهم البعض داخل القرية، وسرعان ما توارثتها الأجيال نظرا لسهولتها حتى اكتسبت قرية ساقية أبو شعرة شهرة عالمية بسبب إتقان حرفة صناعة السجاد اليدوى، ومن أحد سكان تلك القرية محمود فتحى محمد عمل بصناعة السجاد اليدوي لمدة تصل إلى عشرين عاما حيث تعلمها من أخوه الأكبر.

مراحل تصنيع السجاد اليدوي
داخل بيوت القرية البسيطة تتعاون الأنامل الصغيرة والكبيرة لغزل حكايات يرسمها خيوط قطنية طويلة مثبتة على نول خشبى يصل طوله إلى مترين وباستخدام الأدوات البسيطة كالموس أو المقص ليقطع به الخيط الزائد وأداة تدعى الدفنة تستخدم لدق الخيوط العرضية لتثبيتها ببعضها البعض.
تتجمع أفراد الأسرة والأصدقاء لعمل هذه التحف الفنية من الصباح الباكر حتى الخامسة عصرا فينجزون مهمتهم بشكل دقيق ومتعاون وسريع، وهذا ما يسمح بتداول الخبرات بينهم ويشكل خبرة فى سن صغير تصل لدرجة المهارة.

الخيال هو ما يرسم به العامل لوحته على النول الخشبي، باستخدام رسمة السجادة التى يختارها من وسط رسوم متعددة وبأبعاد السجادة التى يرغب فى صنعها يتم تحديد رسمته بدقة مما يجعل العامل رسمته هى مرجعه أثناء جلوسه أمام النول وحتى ينتهى من صنع سجادته، وبالاعتماد على الخيوط القطنية وأحيانا الحرير الذى يأتى إليهم من القاهرة أو مستورد من خارج مصر أو من الخيوط التى يتم إنتاجها محليا المتبقية من مصانع الغزل.
تتحرك أنامل العامل بانسيابية وسرعة قياسية لتغزل تلك الخيوط بدقة فيصنع العقد الملونة المرسومة بشكل دقيق.

التحديات التى تواجه أصحاب الحرفة
يعانى الحرير الطبيعى من الندرة فى السوق مع ارتفاع سعره وهذا ما جعل أغلب العمال يتراجعون عن العمل به واستبدلوه بالخيوط القطنية حتى لا يزيد سعر السجادة كمنتج نهائى.

تختلف مدة العمل فى السجادة الواحدة عن الأخرى بحسب قدرة العامل، ومستوى إنجازه للعمل فالسجادة الواحدة التي تبلغ مساحتها 3 فى 4 أمتار عرض تتراوح مدة العمل بها مابين 6 و8 أشهر عمل.

تمثل حرفة صناعة السجاد اليدوى حكاية عمرها أجيال، وجزءً أصيلًا من التراث المصري، وصناعة لا غنى عنها محليًا ودوليًا.
ومازالت هذة الحرفة تبهر العالم بجمالها ودقة تصميماتها، فلا يكاد يخلو بيت من هذا الجمال الساحر والعمل المتقن القائم على تعاون أفراد الأسرة وتوزيع الأدوار بما يضمن انجاز العمل بسرعة وسلاسة ودقة، تحتاج هذة الحرفة إلى الحماية والدعم والتشجيع من الدولة، عبر توفير كافة خامات الخيوط الأساسية وبأسعار مناسبة حتى لا يواجه أصحاب الحرفة أي عوائق تحول دون استمرارها.