فوائد فول الصويا، وقود للجسم ودرع واقٍ من الأمراض المزمنة
لطالما اعتُبر فول الصويا مجرد بديل للنباتيين، لكنه في الحقيقة كنز غذائي حقيقي يجمع بين البروتين عالي الجودة والدهون الصحية، ويُعد درعًا واقيًا من أمراض القلب والسرطان.
غني البروتين الكامل
بينما يواجه النباتيون صعوبة في الحصول على كمية كافية من البروتين، يأتي فول الصويا ليقدم حلًا مثاليًا. على عكس معظم البروتينات النباتية، يحتوي فول الصويا على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التسعة التي لا يستطيع الجسم إنتاجها بنفسه، والتي تعتبر ضرورية لصحة العضلات والعظام، وفقًا لموقع “WebMD” الطبي.
وهذه الأحماض هي ما يحصل عليه آكلو اللحوم عادةً من المصادر الحيوانية مثل لحم البقر والدجاج والبيض.

يحافظ على القلب
تُعرف مصادر البروتين الحيواني مثل اللحوم المفرومة باحتوائها على نسبة عالية من الدهون المشبعة، التي تتصلب في درجة حرارة الغرفة وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.
في المقابل، يغلب على الدهون في فول الصويا كونها دهونًا غير مشبعة، بما في ذلك أحماض أوميغا 6 وأوميغا 3، التي تُعرف بفوائدها الصحية للقلب. لذا، فإن استبدال الأطباق التقليدية بمنتجات الصويا مثل التوفو قد يكون خطوة حاسمة نحو صحة أفضل للقلب.
ولا يقتصر الأمر على ذلك، ففول الصويا، شأنه شأن جميع النباتات، خالٍ تمامًا من الكوليسترول. وتشير العديد من الدراسات إلى أن إضافة بروتين الصويا إلى النظام الغذائي يمكن أن يساهم في خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) بنسبة تتراوح بين 4% و6%، مما يجعله بديلًا صحيًا يستحق التجربة.
كنز من الألياف والبوتاسيوم
ويتميز فول الصويا بغناه بالألياف، حيث يحتوي كل كوب منه على حوالي 10 جرامات، مقارنةً بالصفر في البروتينات الحيوانية. هذه الألياف لا تساعد فقط على الهضم المنتظم، بل تساهم أيضًا في خفض الكوليسترول المكتسب من الأطعمة الأخرى.
إضافة إلى ذلك، يُعد فول الصويا مصدرًا غنيًا بالبوتاسيوم؛ فكوب واحد منه يحتوي على 886 مليجرامًا، وهو ما يعادل ضعف ما تحتويه موزة متوسطة الحجم، ويشكل ثلث احتياج الجسم اليومي. ويُعد هذا المعدن ضروريًا للعديد من الوظائف الحيوية، مثل تنظيم ضربات القلب وعمل الكلى والأعصاب.
الحديد وضغط الدم والعظام
يعاني النباتيون أحيانًا من نقص الحديد لأن أجسامهم لا تمتصه بكفاءة من المصادر النباتية، لكن فول الصويا يمثل حلًا لهذه المشكلة. يحتوي كوب واحد منه على حوالي 9 مليجرامات من الحديد، مما يساعد الدم على نقل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم.
كما أن فول الصويا قد يساعد في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم. فمزيجه الغني بالبروتين وقليل الكربوهيدرات يساهم في خفض الضغط الانقباضي بمقدار 2 إلى 5 نقاط، وهو ما قد يقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة تصل إلى 14%.
أما بالنسبة لصحة العظام، فقد يفقدن النساء الكثير من كتلتها بعد انقطاع الطمث. وهنا يأتي دور "الآيزوفلافون"، وهي مادة كيميائية نباتية موجودة في الصويا، والتي تحاكي تأثيرات هرمون الإستروجين. وتشير بعض الأبحاث إلى أن الآيزوفلافون قد يساهم في تقوية العظام لدى النساء بعد سن اليأس.
فول الصويا والوقاية من السرطان
تظهر الأبحاث فوائد مثيرة لفول الصويا في الوقاية من السرطان، لا سيما لدى النساء اللواتي تناولن كميات كبيرة منه في مرحلة الطفولة والمراهقة، حيث يمكن أن يقلل ذلك من خطر الإصابة بسرطان الثدي إلى النصف. ويعتقد العلماء أن الآيزوفلافون قد يساعد في تقليص أورام السرطان.
ولدى الرجال، يُعد سرطان البروستاتا ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعًا، لكنه أقل انتشارًا في آسيا، حيث يكثر استهلاك فول الصويا. ويعتقد الباحثون أن الآيزوفلافون، وتحديدًا مادتي "الجينيستين" و"الديزين"، يساهمان في إبطاء أو إيقاف نمو الأورام في غدة البروستاتا.