أيام خطيرة!
ليست هـذه هي المرة الأولى التي تقتحم فيها قوات الاحتلال مدينة غزة لتسيطر عليها.. حدث ذلك أكثر من مرة على مدار نحو عامين، دمرت فيها أبنية كثيرة ومارست فيها القتل الجماعي والتجويع الممنهج لمن تمسكوا بالبقاء في شمال القطاع..
كما إنها ليست المرة الأولى أيضا التي تجبر سكانها على النزوح إلي جنوب القطاع.. حدث ذلك أيضا من قبل وعاد أغلبهم إليها مع بدء هدنة يناير وبشكل أذهل الاسرائيليون أنفسهم..
لكن هذه المرة وبعد أن حصل نتنياهو على موافقة ترامب فإن عملية الإقتحام مختلفة عن المرات السابقة التي تم فيها إقتحام واحتلال مدينة غزة.. لأن نتنياهو الآن لا يريد فقط تصفية حماس عسكريا وإداريا في القطاع وتحرير المحتجزين الاسرائيليين، إنما هو يستهدف دفع علي الأقل نصف أهل القطاع إلي إقتحام الحدود المصرية واللجوء إلي سيناء، وذلك لعدم نجاح محاولات تهجيرهم إلي دول عربية وافريقية رغم الإغراءات التي قدمت لها!
ولذلك ولآن مصر تعرف أنه لولا موافقة ترامب على جريمة نتنياهو الجديدة لما بدأ تنفيذ منذ أيام خطة السيطرة علي مدينة غزة واخلاءها من سكانها الذين يقترب عددهم من المليون، فقد بعثت مصر برسالة إلي ترامب عبر قنوات متعددة مفادها أنها لن تسمح بتهجير فلسطيني واحد إلي سيناء، وأن ما بفعله نتنياهو الآن في غرة إنما هو تهديد للسلام في المنطقة وستكون له عواقبه الخطيرة جدا.
وهذه الرسالة تطالب ترامب بأن يسحب موافقته لنتنياهو على تنفيذ أخطر فصول مؤامرة تهجير أهل غزة، ويأمره بقبول صفقة الهدنة الجاهزة والتي تهرب من الرد علي الوسطاء الذين قدموها بعد موافقة حماس عليها.
وبهذا المعنى فإننا مقبلين على أيام خطيرة، لا يقلل من خطورتها الأنباء التى تتحدث عن استئناف مفاوضات الهدنة في قطر هذا الاسبوع، وذلك لان التنفيذ العملي لتهجير أهل غزة قد بدأ بالفعل بحصار مدينة غزة تمهيدا لإقتحامها واخلاءها من سكانها..
بل إن نزوح الآف من سكانها بدأ بالفعل تحت وطاة القصف الجوي والمدفعي لقوات الإحتلال عليها.. وفي هذه الأيام الخطيرة مطلوب يقظة وتماسك وحذر وسعي متواصل لإحباط مؤامرة التهجير.