الشقيق الأكبر!
نشأنا نحن المصريون علي أن الشقيق الأكبر كما عليه مسئوليات تجاه أشقائه، فإن له احترامه الخاص من هؤلاء الأشقاء.. فهو يأتي في الاحترام بعد الأب، خاصة إذا كان الأب غائبا وغير موجود، وهذه ليست قاعدة تحكم العلاقات داخل الأسرة أو العائلة، إنما تحكم العلاقات أيضا بين الدول الشقيقة التي تمثل معا عائلة سياسية واحدة، مثل العائلة الأوروبية أو العائلة العربية.
وعندما تشوب العلاقات بين الدول ما يعكرها، فإن الشقيقة الأكبر تبادر دوما بإزالة ما شاب العلاقات بين هذه الدول، أو ما بين الشقيقة الكبري وواحد أو بعض أعضاء تلك العائلة الدولية.. ولكن دوما يتعين الاحتفاظ بما تستحقه الشقيقة الكبري من احترام دائم، تفرضه مكانتها السياسية والعسكرية والبشرية أيضا.
نعم ربما يطمح أحد أو بعض الأشقاء الأصغر بأن يحل محل الشقيق الأكبر، وممارسة دوره عندما تتوفر له بعض أسباب القوة، خاصة الاقتصادية، لكن ذلك لا يلغي دور الشقيق الأكبر، الذي يفرضه التاريخ والحاضر أيضا، والمكانة التي تكونت عبر الزمن الطويل..
وإذا تجاهل الأشقاء أحيانا دور الشقيق الكبير ورغبتهم في أن يحلوا مكانه، وأن يحطوا بمكانته، فإن الآخرين خارج العائلة لا يمكنهم أن يتجاهلوا الشقيق الأكبر ودوره في عائلته.
وهكذا يعامل العالم مصر بوصفها الشقيقة الأكبر في العائلة العربية، حتى ولو وهنت أحيانا أو أصابها سقم، واحتاجت لعون أشقائها الصغار.. فهم لا يستطيعون تجاهل السياسة والجغرافيا والتاريخ أيضا.