محور الموت
كان اسمه في الأساس محور الفريق العصار.. وكلنا نعرف من هو الفريق العصار.. رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.. كان عضوا مهما في المجلس العسكري الذي تولى المسئولية بكل شجاعة في أعقاب يناير 2011.
وتكريمًا لاسمه وتخليدا لذكراه تم إطلاق اسمه على أحد أهم وأخطر الطرق السريعة التي أنشئت في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.. الطريق السريع يصل ما بين شارع جسر السويس، ويقطع شارع عين شمس، ليصل إلى ميدان المطرية. وبهذا يبلغ طوله نحو 10 كيلومترات.
محور الفريق العصار أحدث نقلة هائلة للمناطق التي يمر بها.. وأزال الكثير من العشوائيات التي كانت تصم منطقتي مساكن عين شمس وعزبة النخل، وجعل الدخول والخروج من وإلى المطرية سهلًا.
الأزمة الكبرى، هي في الحوادث شبه اليومية التي تقع على طول المحور، في أكثر من نقطة.
الحوادث سببها طمع التكاتك والدراجات النارية وسيارات الميكروباص وحتى السيارات الخاصة في العرض الكبير لحارتي المحور، وبالتالي فإن السائقين الجهلة لا يترددون في السير عكس الاتجاه لمسافات غير قصيرة.
وهناك مشكلة لم يستطع مصممو الطريق تفاديها، وهي تباعد المسافات بين الكباري العلوية، مع ارتفاع تلك الكباري.
الغريب أن تلك الكباري التي تعتبر شبه مهجورة، فلا يستخدمها العابرون إلا في أضيق الحدود، ما يغري الخارجين عن القانون بالتمركز فوقها، ومن ثم يصبح المرور عليها شديد الخطورة، بعد أن تحولت إلى بؤر لقطاع الطرق الجدد!
والأكثر غرابة أنه تم تركيب سلالم متحركة لبعض هذه الكباري، لكن المضحك المبكي أنها لم تعمل إلا بضعة أيام.. والأنكى أنه تم تعيين موظفين، لا أدري هل هم حراس أم فنيو صيانة، يجلس هؤلاء على كراسي ومكاتب فوق الكباري، يراقبون السلالم الكهربائية المتوقفة دون أن يحركوا ساكنًا.
في الوقت الذي تحصد فيه العربات الطائشة أرواح بعض العابرين للمحور شديد الاتساع كل يوم.. ممن يخشون المرور على الكوبري أو لا تمكنهم لياقتهم البدنية من صعود السلالم. لهذا استحق الطريق لقب محور الموت.. فهل من حل لدى وزارة النقل أو محافظة القاهرة؟!