لماذا منح الله نبيه يحيى الحنان بعد مولده؟ الشعراوي يوضح (فيديو)
أوضح الشيخ محمد متولي الشعراوي في خواطره عن سورة مريم، السبب وراء منح المولى عز وجل الحنان لنبيه يحيى من عنده بعد ولادته، مشيرا إلى معنى الزكاة في الآية الكريمة.
سورة مريم الآية 13
قال تعالى: «وَحَنَانًا مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيًّا».

تفسير الشيخ الشعراوي للآية 13 من سورة مريم
قال الشيخ محمد متولي الشعراوي: لأن يحيى جاء إلى الدنيا حال كِبَر وضعف والديه، وهو كطفل يحتاج مَنْ يشمله بالعطف والحنان، ويُعوِّضه حنان الوالدين، ويحتاج إلى مَنْ يُعلِّمه ويُربِّيه؛ لذلك تولِّى الحق سبحانه وتعالى هذه المهمة، فهو سبحانه خالقه ومُسمِّيه ومُتولّيه فوهبه حنانًا منه سبحانه {مِّن لَّدُنَّا} [مريم: 13]، من عندنا؛ لأن طاقة الحنان عند الوالدين قد نضبتْ.
طهارة النبي يحيى من الذنوب
وأوضح الشيخ الشعراوي: وقوله: {وَزَكَاةً} [مريم: 13]، أي: طهارة من الذنوب وصفاءَ نفْسٍ وبركة، وهذه كلها نتيجة التربية الإلهية بمنهج الله الذي يرسم له حركته في الحياة: افعل كذا ولا تفعل كذا. {وَكَانَ تَقِيًّا} [مريم: 13]، أي: استجاب لهذا الحنان، وأثمرت فيه هذه التربية فكان تقيًا، أي: مُنفذًا لأوامر الله مُجتنبًا لنواهيه، وبذلك وقَى نفسه من صفات الجلال من الله تعالى.
وتابع الشعراوي: وقلنا: إن التقوى أنْ تجعل بينك وبين ما تتقيه مانعًا يحميك ويبعدك عن إيذائه، فنقول: اتقِ الله واتقِ النار، كيف ذلك ونحن نريد أن نصل إلى معيته سبحانه؟ نقول: اتق الله أي: اجعل بينك وبين صفات جلاله وجبروته وقايةً تحميك من جبروته وجباريته وقهره، فلسْت مطيقًا لأدنى شيء من العذاب، والنار من جنود الله ومظهر من مظاهر قهره، فاتقاء النار جزء من اتقاء الله، والوقاية التي تحميك من صفات الجبروت والجلال هي الطاعة بامتثال الأوامر والنواهي.
معلومات عن الشيخ محمد متولي الشعراوي
نشأ الشيخ الشعراوي في بيئة ريفية بسيطة، إذ ولد بقرية دقادوس، مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية بجمهورية مصر العربية، في 15 أبريل عام 1911م، وأتم حفظ القرآن الكريم في الحادية عشرة من عمره، وحصل على الشهادة الابتدائية الأزهرية عام 1923م، ودخل المعهد الثانوي الأزهري، وزاد اهتمامه بالشعر والأدب، وحظى بمكانة خاصة بين زملائه، فاختاروه رئيسًا لاتحاد الطلبة، ورئيسًا لجمعية الأدباء بالزقازيق.
مؤلفاته
وقد حفظ الشيخ الشعراوي علمه وكتب له البقاء لعديد الأجيال في عدة مؤلفات علمية منها: “معجزة القرآن - الأدلة المادية على وجود الله - أنت تسأل والإسلام يجيب - الإسلام والفكر المعاصر - قضايا العصر - أسئلة حرجة وأجوبة صريحة”.
وفاة إمام الدعاة
وبعد عمر مديد في رحاب الدعوة الإسلامية المستنيرة والسمحة، وفي خدمة الإسلام والمسلمين، توفي الشيخ الشعراوي عن عمر يناهز السابعة والثمانين، في 22 صفر 1419هـ، الموافق 17 يونيو 1998م.