فيتو
رئيس التحرير
عصام كامل

عرس ديمقراطي!

لا أعرف من أطلق على انتخاباتنا وصف عرس ديمقراطي، ومتى حدث ذلك، والأهم لماذا نسمي انتخاباتنا بالعرس الانتخابي؟! فالانتخابات منذ أن اخترعت لاختيار ممثلين عن الشعب أو لاختيار من يحكم البلاد وهي بمثابة حق للناخبين، وفى ذات الوقت واجب عليهم تأديته ليختاروا حكامهم، أو من يراقبهم، ومن يسن القوانين..

وبالتالي هي ليست عرسا لأن فيها دوما فائزين فرحين، وفيها خاسرون حزانى، والعرس ليس به حزانى وإنما كل المشاركين فيه فرحون، فهم إما من أهل وأصدقاء العريس أو العروس، اللهم إلا لو كان من بينهم من يحب العروس واختارت غيره!

 ثم إن العرس يعنى وجود عروس وعريس فأين هما في أي انتخابات تجرى في أي مكان في العالم وليس لدينا فقط؟!

وربما نكون أطلقنا وصفا من العرس على انتخاباتنا عندما انطلق الناخبون يشاركون فيها بفرح وسعادة، وهو ما لاحظناه بعد انتفاضة يناير عام 2011، ولكن هذا اختفى أو على الأقل شحب فيما بعد.. بالإقبال الممزوج بالسعادة على صناديق الانتخابات تراجع في ظل مصاعب الحياة التي تحاصر الأغلب الأعم من المصريين.

أو ربما أيضا يكون إطلاق وصف العرس على انتخاباتنا نظرا لأنها اقترنت بمظاهر الفرح من طبل وزمر ورقص أمام المقار الانتخابية، ولكن حتى هذه المظاهر تقلصت بمرور الوقت لتأكد قطاع من المرشحين من الفوز لهندسة القائمة الانتخابية مسبقا. 

وهكذا حتى تلك الأسباب التي قد تكون دعت لإطلاق وصف العرس على الانتخابات لدينا لم يعد مناسبا.. لذلك علينا أن نجتهد في البحث عن وصف آخر يكون مناسبا لانتخاباتنا.