رئيس التحرير
عصام كامل

التوتر يشتعل من جديد.. القصة الكاملة لتجديد الاشتباكات بين السودان وإثيوبيا

السودان
السودان
ما زالت التوترات السودانية الإثيوبية مشتعلة وما تكاد الأوضاع تهدئ هناك، حتى تشتعل مرة أخرى بواقعة جديدة كان آخرها تحركات إثيوبية ضد السودان جعلت الأخيرة تقوم برد مماثل.


بداية التوتر الأخير اشتعلت مساء أمس بوقوع قصف إثيوبي على منطقة أبو طيور السودانية، الأمر الذي دفع الجيش السوداني إلى الرد من خلال شنه قصفا داخل إثيوبيا.

وقالت وسائل إعلام، إن الجيش السوداني رد بقوة على القصف المدفعي الإثيوبي، مستخدما المدفعية الثقيلة التي طالت مناطق عديدة داخل الحدود الإثيوبية.



‏وزير خارجية إثيوبيا، قال قبل وقت سابق  إن النزاع الحدودي مع السودان تفاقم، ونعمل على حله سلميا، وفقا لما أفادت به قناة العربية ..

وفى وقت سابق، قال عضو مجلس السيادة السودانى محمد الفكى سليمان، إنه تم زيادة عدد القوات فى دارفور لحماية المدنيين، ولو أردنا الحرب مع إثيوبيا لدخلنا الفشقة منذ اليوم الأول، مشيرًا إلى أنه يجب استرداد كافة أراضى السودان على الحدود مع إثيوبيا، وأنه ليس من مصلحة الإقليم وقوع حرب بين السودان وإثيوبيا.


وكان الجيش الإثيوبي حذر السودان  من "طرف ثالث" يدفعه إلى خوض حرب مع إثيوبيا، داعيا إلى الالتزام بحل النزاع الحدودي بواسطة الحوار.

وأشار رئيس أركان قوة الدفاع الوطني الإثيوبية، الجنرال برهانو جولا، في مقابلة مع وكالة الأنباء الإثيوبية إلى أن إثيوبيا والسودان تربطهما علاقة طويلة الأمد، لافتا إلى أن بلاده لعبت قبل عام دورا فعالا في حل الأزمة السياسية في السودان سلميا ودون الإضرار بالشعب السوداني.

جذور الصراع
تعد الاشتباكات المسلحة على طول الحدود بين السودان وإثيوبيا أحدث تطور في تاريخ من التنافس المستمر منذ عقود بين البلدين، رغم أنه من النادر أن يقاتل الجيشان الإثيوبي والسوداني بعضهما البعض مباشرة للسيطرة على الأراضي.

ويدور النزاع بينهما حاليا حول منطقة تعرف باسم الفشقة حيث يلتقي شمال غرب منطقة أمهرة الإثيوبية بولاية القضارف في السودان.

وعلى الرغم من أن الحدود التقريبية بين البلدين معروفة جيدا، يحب المسافرون أن يقولوا إن إثيوبيا تبدأ عندما تفسح السهول السودانية الطريق للجبال الإثيوبية.

يذكر أنه نادرا ما يتم ترسيم الحدود الدقيقة على الأرض، علما أن إن الحدود في القرن الأفريقي متنازع عليها بشدة، وقد خاضت إثيوبيا حربا مع الصومال عام 1977 على منطقة أوجادين المتنازع عليها.

وفي عام 1998، حاربت إثيوبيا إريتريا على قطعة صغيرة من الأرض المتنازع عليها تسمى بادمي.

وقتل نحو 80 ألف جندي في تلك الحرب التي أدت إلى مرارة عميقة بين البلدين، خاصة وأن إثيوبيا رفضت الانسحاب من بلدة بادمي على الرغم من أن محكمة العدل الدولية منحت معظم هذه الأراضي لإريتريا.

وأعادت القوات الإريترية احتلال المنطقة خلال القتال في تيجراي في نوفمبر من عام 2020.

وبعد حرب عام 1998، قام السودان وإثيوبيا بإحياء محادثات كانت قد دخلت في سبات منذ أمد طويل ليحددا بدقة حدودهما التي يبلغ طولها 744 كيلومترا.

وكانت الفشقة هي أصعب منطقة لتسوية الخلاف حولها، فوفقا لمعاهدات الحقبة الاستعمارية لعامي 1902 و 1907 تمتد الحدود الدولية إلى الشرق منها وهذا يعني أن الأرض ملك للسودان، لكن الإثيوبيين استقروا في المنطقة حيث مارسوا الزراعة وهم يدفعون ضرائبهم للسلطات الإثيوبية.

الجريدة الرسمية