أحمد رجب، الساخر الذي هز وزراء مصر بـ "نص كلمة"

في عام 2006 حصل عمود نص كلمة للكاتب الساخر أحمد رجب ــ ولد في مثل هذا اليوم 20 نوفمبر عام 1928 ــ على أفضل عمود صحفي في استفتاء القراء لمجلة الشباب، وعلى الفور أجرى صحفيو المجلة حوارًا معه حول عموده “نص كلمة” والقضايا التي فجرها من خلال عموده وكان لها صدى.

في بداية اللقاء طلب من الكاتب الساخر أحمد رجب تقديم نفسه فقال: وُلدت في عصر أحسد عليه كان فيه العقاد والحكيم وطه حسين وسلامة موسى وعبد الوهاب وأم كلثوم وبيرم التونسي وأسمهان، أحببت الكتابة وأصدرت قبل تخرجي "أخبار الجامعة" كمجلة نصف شهرية لجامعة الإسكندرية، وتعرضت بسببها لمجلس تأديب مرتين، ثم أسندت لي رئاسة تحرير صحيفة اتحاد الكلية، وعملت في مكتب أخبار اليوم بالإسكندرية لمدة عام بدون أجر.

تفرغ للكتابة الساخرة 

وأضاف أحمد رجب: نقلت إلى أخبار اليوم عام 1954 وسكنت فى بنسيون ببولاق نظير 8 جنيهات في الشهر، وعملت في مجلة الجيل نائبًا لرئيس التحرير، وفي عام 1960 نقلت إلى دار الهلال، وفي عام 1963 عرض على علي أمين رئاسة تحرير الكواكب فاعتذرت لأني أفضل أن أكون كاتبًا حرًّا، عينت مدير تحرير مجلة “هي”، وفي 1965 تفرغت للكتابة الساخرة في مجلة آخر ساعة، وبدأت كتابة “نص كلمة” في الأخبار عام 1968، وفي عام 1970 بدأت كتابة يوميات الأخبار إلى جانب نص كلمة. 

وبدأ الحديث عن عمود “نص كلمة” فقال الكاتب الساخر أحمد رجب: مبدئيًّا أعتبر “نص كلمة” جريدة مستقلة تصدر يوميًّا باسم “نص كلمة”، والقضايا التي أثارتها نص كلمة كثيرة جدًّا والتي لم تستجب لها الحكومة أكثر وأكثر، وقارئي يرسل إليَّ بين وقت وآخر يسألني هل أنت قريب الشيخ المالطاوي الذي يؤذن في مالطة، ويكون ردي عليه: إنني أنا أحمد رجب الذي دربت الشيخ المالطاوي على الأذان في مالطة.

الطوفان الموجه نحو المسؤولين 

وحول وصف نص كلمة بالطوفان الموجه نحو المسؤولين قال الكاتب أحمد رجب: الطوفان يخرب وأنا أحاول البناء، ولو لم تكن كلمتي بناءة لما ألغى الرئيس جمال عبد الناصر الرقابة عليها حتى إنه كان يسأل الوزير المختص في اجتماع مجلس الوزراء: ما ردك على المكتوب في نص كلمة، وقد وقفت عشرات المرات بعد تلك الفترة أمام المستشار عبد المجيد محمود ـــ وقت كان المحامي العام لنيابة أمن الدولة ــ وكان يحضر معي التحقيقات المحامي فريد الديب، وكان العساكر على باب النيابة يحيونني بسلام سلاح بسبب ترددي على النيابة، معتقدين أننى رئيس نيابة جديد بأمن الدولة.

أقوى حزب معارض 

وعن رأي أحمد رجب في وصفه بأقوى حزب معارض في مصر قال: أتمنى أن توافق لجنة الأحزاب وتعتبرني حزبًا حتى أحصل على المعونة الحكومية السنوية 84 ألف جنيه ــ كانت تصرف في ذلك الوقت لكل حزب ــ أتبرع بها لمنكوبي الحكومة.

في ذكرى رحيله الـ 11، مقال لـ أحمد رجب يكشف سبب خروج السعادة والحب من حياتنا

نجاة الصغيرة قيثارة الشرق.. محمد عبد الوهاب أول من تبناها.. طالبت بإعادة النظر في قانون الأحوال الشخصية.. وهذا سر خلافها مع مصطفى أمين

حول سؤال عن تركيزه دائمًا على قضايا التعليم قال الكاتب الساخر أحمد رجب: مصر لا تعرف إلا أدنى مستويات التعليم وهو التلقين، وقد انتهى دور المدرسة تمامًا مع مجانية التعليم الكاذبة، فهي أكثر مجانية مكلفة في العالم كله، وحل المدرس الخصوصي محل المدرسة، وأؤكد لو كان ابن وزير التعليم في الثانوية العامة فسوف يضطر مرغمًا إلى أن يلجأ إلى طابور المدرسين الخصوصيين.

وانتقد الكاتب أحمد رجب التغيير الدائم لوزراء التعليم وقال: لقد أصبح أولادنا فئرانَ تجارب وكل وزير تخطر على باله فكرة ينفذها فورًا حتى أصبح أولادنا فئرانَ تجارب، فكل وزير يأتي ليستسلم لنزواته الفكرية فيغير ويبدل ويضيف ويحذف، والحل أن يكون الوزير تربويًّا متخصصًا، فماذا يفهم طبيب في التربية والتعليم؟ فمثلًا فتحي سرور جهبذ في القانون وعندما أتى وزيرًا للتعليم ألغى السنة السادسة، وتكلفت إعادتها 3 مليارات جنيه.

حول اهتمامات أحمد رجب ــ وقت الحوار ــ قال: مكتبي مصب لأوجاع أهالينا ومشكلات المواطن البسيط  في طول البلاد وعرضها، أما الذين أولي لهم اهتمامًا خاصًَّا فهم سكان دولة مجاورة لنا، تنتمي إلى العالم الرابع هي دولة الصعيد والحكومة تتعاطى حبوب منع الحل، فنحن عندنا مشكلات مزمنة عالجت بعضها منذ عشرين أو ثلاثين عامًا، ولا تزال قائمة إلى اليوم مثل رغيف العيش وتلوث المياه والفساد وغلاء الأسعار.

المكتب هو جو الكتابة 

سأل أحد المحررين الكاتب أحمد رجب: لماذا تصر على كتابة مقالاتك في مكتبك بالجريدة؟ فقال: لأن المكتب هو جو العمل، وقد علمنا مصطفى وعلي أمين أن نكتب في كل الظروف، فالصحفي يكتب في الميدان بين دوي المدافع والقنابل، وقد كان نصيبي في مبنى أخبار اليوم مكاتب تطل على ورش حدادة، وكان موسى صبري يضحكني كثيرًا فمع هبد ورقع الورش التي تضرب أسماعي، وأسماعه كان يستدعي الساعي ليغلق حنفية دورة المياه داخل مكتبه لأن نقط الحنفية تزعجه.

وسأله محرر آخر: قلت إن المصري يولد ذكيًّا حتى يصبح موظفًا حكوميًّا فيفقد ذكاءه، والآن في ظل ندرة الوظائف أين يفقد المصري ذكاءه؟ فقال: يولد المصري ذكيًّا حتى يلتحق بالحكومة، ويصبح عبدًا للوائحها الغبية، فإذا حاول الإبداع ووجد أسلوبًا أفضل لخدمة الجماهير أحيل إلى مجلس تأديب لمخالفة اللوائح الغبية.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.