رئيس التحرير
عصام كامل

ترامب يعيد شبح الحرب النووية، واشنطن تكسر 3 عقود من الصمت الذري

روسيا وأمريكا والصين
روسيا وأمريكا والصين
18 حجم الخط

في لحظة حبلى بالتوترات والرموز، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستستأنف الاختبارات النووية فورا بعد أكثر من ثلاثة عقود من التجميد الطوعي. 

لم يكن التصريح مجرد ضوضاء سياسية، بل زلزالا استراتيجيا هز توازنات القوى بين واشنطن وموسكو وبكين، وأعاد إلى الواجهة شبح سباق تسلح كانت البشرية تظن أنها دفنته مع نهاية الحرب الباردة.

وقف التجارب النووية

منذ عام 1992، التزمت أمريكا بوقف التجارب النووية، معتمدة على المحاكاة الحاسوبية لتطوير ترسانتها، ومؤكدة التزامها باتفاقية الحظر الشامل للتجارب النووية. 

لكن ترامب، المعروف بميوله التصادمية ورغبته في استعراض القوة، قرر أن يبدد هذا الهدوء الطويل بحجة أن “الخصوم لا ينامون”.  

ففي الوقت الذي توسع فيه روسيا نطاق تحديثها للأسلحة النووية، وتضاعف فيه الصين قدراتها بشكل لم يسبق له مثيل، ترى واشنطن أن الوقت قد حان “للتذكير بمن يقود”.

الولايات المتحدة لا تزال تمتلك ترسانة نووية هائلة، تقدر بأكثر من ثلاثة آلاف وسبعمئة رأس حربي، وهي تعتمد على ما يعرف بـ«الثالوث النووي»، الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، والغواصات النووية، والقاذفات الاستراتيجية بعيدة المدى.

 لكن هذه القوة، مهما بلغت، تواجه تحديا غير مسبوق، فروسيا، وريثة الاتحاد السوفياتي، تحتفظ بترسانة تضاهيها وربما تتفوق عليها عددا، يقدر ما بين أربعة آلاف وثلاثمئة إلى خمسة آلاف رأس حربي. 

أما الصين، التي كانت لعقود تحتفظ بموقف “الردع الأدنى”، فقد غيرت قواعد اللعبة، إذ تشير تقارير استخباراتية غربية إلى أنها قد تملك بحلول عام 2030 عددا من الصواريخ العابرة للقارات يوازي ما لدى أمريكا أو روسيا.

ورغم أن الصين لا تزال تؤكد التزامها بسياسة “عدم البدء بالاستخدام النووي”، فإن الواقع الميداني يرسم صورة مختلفة، حيث المنشآت الجديدة، أنفاق صاروخية ممتدة عبر صحارى الشمال، وتوسع في إنتاج الرؤوس الحربية ومركبات الإطلاق المتقدمة. 

وفي المقابل، تراهن روسيا على تفوقها في الجيل الجديد من الأسلحة، مثل الصواريخ الفرط صوتية والغواصات النووية القادرة على حمل رؤوس حرارية ذات قدرة تدميرية مهولة، وهي تقنيات تسعى الولايات المتحدة جاهدة للحاق بها.

في هذا المشهد المزدحم بالقوة والقلق، تأتي تجربة ترامب كإعلان واضح أن “القواعد القديمة لم تعد صالحة”. 

إنها ليست تجربة علمية بقدر ما هي رسالة سياسية موجهة إلى موسكو وبكين معا، مفادها إن أمريكا مستعدة للعودة إلى “عصر الردع بالنار”. 

إلا أن هذه العودة تحمل معها أخطارا هائلة، فمجرد اختبار واحد قد يشعل سلسلة من الردود المتبادلة، ويقوض ما تبقى من نظام منع التجارب النووية الذي بني خلال نصف قرن من الجهد الدبلوماسي.

الخبراء في واشنطن يخشون من أن تؤدي خطوة كهذه إلى “شرعنة” العودة إلى سباق التسلح، حيث تبدأ كل دولة في اختبار قوتها علنا بحجة الدفاع عن أمنها. 

ومن جهة أخرى، ترى الإدارة الأمريكية أن هذا هو “الوقت المناسب” لتذكير العالم بأن أمريكا لا تزال تمتلك اليد العليا، وأنها قادرة على الردع والتفوق في أي مواجهة محتملة.

روسيا بدورها ردت بلغة القوة أيضا، إذ أعلنت عن استعدادها “لاتخاذ إجراءات مماثلة إذا ما شعرت بتهديد مباشر لأمنها الاستراتيجي”. 

أما الصين فاختارت خطابا أكثر تحفظا، لكنها أكدت أن أي اختبار أمريكي سيعتبر “خطوة استفزازية تهدد الاستقرار العالمي”. وهكذا يجد العالم نفسه على أعتاب حقبة جديدة من “النار الباردة” — صراع لا يشتعل بالرصاص، بل بالاحتمال، وبالخوف من الزر الأحمر الذي قد يضغط في أي لحظة.

إن أخطر ما في المشهد ليس عدد الرؤوس النووية ولا مدى الصواريخ، بل هشاشة الثقة بين القوى الكبرى. فالتوازن النووي، في جوهره، لا يقوم على التفوق العسكري فقط، بل على إدراك كل طرف أنّ الحرب النووية لا يمكن كسبها. ومع تزايد خطاب الاستفزاز والردع، تضعف هذه المعادلة، ويتحوّل الردع إلى استعراض، والاحتمال إلى تهديد واقعي.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية