بعد فتوى سعاد صالح.. أدلة قاطعة من الكتاب والسنة تُحرم المخدرات والحشيش
أثارت الدكتورة سعاد صالح، أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر، حالة من الجدل بعد تصريحها أن الحشيش لا يدخل ضمن المحرمات، وقد بررت ذلك بأن تأثير الحشيش لا يصل إلى حد إذهاب العقل بشكل مطلق كما هو الحال مع المسكرات التقليدية كالخمر، مشيرة إلى أن الفارق الجوهري بين الحشيش وغيره يكمن في مستوى التأثير على الإدراك.
حيث أوضحت في تصريحات لها: أنه لا يوجد نص شرعي يحرم الحشيش، ولكن إذا أذهب العقل كالخمر هنا يأخذ حكمه، ولكن الحشيش وحده لا يوجد نص يحرمه، وتناست أن هناك أدلة تحريم المخدرات ومنها الحشيش من الكتاب والسنة نستعرضها خلال السطور التالية
أدلة تحريم المخدرات ومنها الحشيش من الكتاب والسنة
هل الحشيش نجس وهل يجوز أكله وهل هناك حد على صاحبه؟
اختلف العلماء فيما يتعلق بالحشيشة في ثلاثة أشياء:
الأول: نجاستها.
الثاني: الحد على متعاطيها.
الثالث: جواز أكل القليل منها.
ذهب الإمام القرافي إلى أنها ليست نجسة ولا حد فيها، كما ذهب إلى جواز تناول اليسير منها، قال رحمه الله تعالى في الفروق: الفرق الأربعون بين قاعدة المسكرات وقاعدة المرقدات وقاعدة المفسدات، هذه القواعد الثلاث تلتبس على كثير من الفقهاء، والفرق بينها أن المتناول من هذه إما أن تغيب معه الحواس أو لا، فإن غابت معه الحواس كالبصر والسمع واللمس والشم والذوق فهو المرقد، وإن لم تغب معه الحواس فلا يخلو إما أن يحدث معه نشوة وسرور وقوة نفس عند غالب المتناول له أو لا، فإن حدث ذلك فهو المسكر وإلا فهو المفسد.
فالمسكر هو المغيب للعقل مع نشوة وسرور كالخمر، والمزر وهو المعمول من القمح، والبتع وهو المعمول من العسل، والسكركة وهو المعمول من الذرة.
والمفسد هو المشوش للعقل مع عدم السرور الغالب كالبنج والسيكران، وبهذا الفرق يظهر لك أن الحشيشة مفسدة وليست مسكرة لوجهين:
أحدهما: أنا نجدها تثير الخلط الكامن في الجسد كيفما كان، فصاحب الصفراء تحدث له حدة، وصاحب البلغم تحدث له سباتًا وصمتًا، وصاحب السوداء تحدث له بكاء وجزعًا، وصاحب الدم تحدث له سرورًا بقدر حاله. فتجد منهم من يشتد بكاؤه، ومنهم من يشتد صمته.
وأما الخمر والمسكرات فلا تكاد تجد أحدًا ممن يشربها إلا وهو نشوان مسرور بعيد عن صدور البكاء والصمت.
وثانيهما: أنا نجد شرَّاب الخمر تكثر عربدتهم ووثوب بعضهم بالسلاح، ولا نجد أكلة الحشيشة إذا اجتمعوا يجري بينهم شيء من ذلك، ولم يسمع عنهم من العوائد ما يسمع عن شراب الخمر، بل هم همدة سكوت مسبوتون، لو أخذت قماشهم أو سببتهم لم تجد فيهم قوة البطش التي تجدها في شربة الخمر.
فلهذين الوجهين أنا أعتقد أنها من المفسدات لا من المسكرات، ولا أوجب فيها الحد، ولا أبطل بها الصلاة، بل التعزير الزاجر عن ملابسها.
تنبيه: تنفرد المسكرات عن المرقدات والمفسدات بثلاثة أحكام: الحد، والتنجيس، وتحريم اليسير. والمرقدات والمفسدات لا حد فيها ولا نجاسة، فمن صلى بالبنج معه أو الأفيون لم تبطل صلاته إجماعًا، ويجوز تناول اليسير منها فمن تناول حبة من الأفيون أو البنج أو السيركان جاز ما لم يكن ذلك قدرًا يصل إلى التأثير في العقل أو الحواس، أما دون ذلك فجائز.
فهذه الثلاثة أحكام وقع بها الفرق بين المسكرات والآخرين، فتأمل ذلك واضبطه، فعليه تتخرج الفتاوى والأحكام في هذه الثلاثة. ا.هـ (من الفروق بتصريف يسير)
وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى أن الحشيشة نجسة مسكرة يحرم تناول قليلها وكثيرها، ويجب إقامة حد الخمر عليها.
قال رحمه الله: هذه الحشيشة الصلبة حرام، سواء سكر منها أو لم يسكر، والسكر منها حرام باتفاق المسلمين. وقال: وأما المحققون من الفقهاء فعلموا أنها مسكرة، وإنما يتناولها الفجار لما فيها من النشوة والطرب.. وعلى من تناول القليل منها والكثير حد الشرب ثمانون سوطًا أو أربعون، إذا كان مسلمًا يعتقد تحريم المسكر.
وقال رحمه الله: وتنازع الفقهاء في نجاستها على ثلاثة أقوال: أحدها: أنها ليست نجسة، والثاني: أن مائعها نجس، وأن جامدها طاهر، والثالث وهو الصحيح: أنها نجسة كالخمر، فهذه تشبه العذرة، وذلك يشبه البول، وكلاهما من الخبائث التي حرمها الله ورسوله.
أدلة تحريم المخدرات ومنها الحشيش من الكتاب والسنة
أولًا: قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» (المائدة:90)، فالمخدرات تلتقي مع الخمر في علة التحريم، وهي الإسكار بإذهاب العقل وستر فضل الله تعالى على صاحبه به؛ فتُشمَل بحكمه.
ثانيًا: قوله تعالى: «يُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ» (الأعراف:157)، ولا يُتصوَّر من عاقل أن يُصنِّف المخدرات إلا مع الخبائث.
ثالثًا: قوله تعالى: «وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ» (البقرة:195)، فمن المبادئ الأساسية في الإسلام الابتعاد عن كل ما هو ضار بصحة الإنسان، وإنَّ تعاطي المخدرات يؤدي الى مضار جسمية ونفسية واجتماعية.
رابعًا: عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: «نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومُفَتِّر» رواه أبو داود، والمخدرات بأنواعها مفترة بل فاتكة بالعقول والأجساد.
خامسًا: قالت عائشة رضي الله عنها: «إن الله لا يحرم الخمر لاسمها، وإنما حرمها لعاقبتها؛ فكل شراب تكون عاقبته كعاقبة الخمر فهو حرام كتحريم الخمر» أخرجه الدارقطني.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
