رئيس التحرير
عصام كامل

مشروع قانون السياسة الداخلية لـ ترامب يفجر أزمة، إيلون ماسك يناطح الكبار ويواجه الرئيس بـ "حزب أمريكا"، وتحديات وعقبات تواجه الملياردير

ماسك وترامب، فيتو
ماسك وترامب، فيتو
18 حجم الخط

إيلون ماسك ، بعد إعلان الملياردير إيلون ماسك عن تأسيس حزب سياسي جديد أطلق عليه "حزب أمريكا" إثر خلاف حاد مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بدأت خلال الأيام القليلة السابقة عددا من التحديات في الظهور.

وقال ماسك على منصته إكس (تويتر سابقا) التي يملكها: “عندما يتعلق الأمر بإفلاس بلدنا بالإسراف والفساد، فإننا نعيش في نظام الحزب الواحد، وليس في ديمقراطية، "نأسس حزب أمريكا ليعيد لكم حريتكم"، مشيرًا إلى أنه تهديداته ستصبح واقعة إذا أصبح مشروع قانون السياسة الداخلية للرئيس قانونًا نافذًا.

 

مشروع قانون السياسة الداخلية في أمريكا

وصوت الجمهوريون في مجلس النواب الأمريكي، الخميس، بالموافقة على مشروع قانون السياسة الداخلية الشامل للرئيس دونالد ترامب الذي سبق أن وصفه بأنه "كبير وجميل"، وأحالوه إلى مكتبه للتوقيع عليه.

ويتضمن المشروع، الذي أقره مجلس الشيوخ في جلسة مطولة في وقت سابق من هذا الأسبوع، تخفيضات ضريبية وزيادة في تمويل وزارة الدفاع (البنتاجون) وأمن الحدود، كما يتضمن المزيد من تخفيضات الإنفاق المثيرة للجدل لتغطية بقية بنود مشروع القانون بما في ذلك أكبر تقليص للإنفاق الحكومي على شبكة الأمان الاجتماعي منذ عقود.

ويمنح هذا القانون ترامب أول إنجاز تشريعي كبير في ولايته الثانية، بعد حملة ضغط شرسة شنّها قادة الحزب الجمهوري لتوحيد حزب منقسم بشدة خلف أجندته الداخلية الشاملة.

 

إيلون ماسك يعلن تأسيس حزب سياسي

وأشار أغنى رجل في العالم إلى أنه يريد حزبًا محافظًا ماليًا ويضبط الإنفاق، لكنه لم يقدم سوى تفاصيل قليلة أخرى حول برنامج الحزب، وليس من الواضح إلى أي مدى اتخذ ماسك خطوات لتشكيل الحزب قانونيًا، والذي سيُطلب منه التسجيل لدى لجنة الانتخابات الفيدرالية، لم تُظهر أحدث ملفات لجنة الانتخابات الفيدرالية أي مؤشر على حدوث ذلك.

وبحسب شبكة «CNN»، كان انتقاد ماسك لمشروع القانون بمثابة المحفز لخلاف كبير بين الرجلين الشهر الماضي. 

وبدا أن هذا الخلاف قد هدأ بعد أن أعرب ماسك عن أسفه وحذف أكثر منشوراته إثارة للجدل على وسائل التواصل الاجتماعي ضد ترامب، لكنه اشتعل مجددًا في الأيام القليلة الماضية مع اقتراب إقرار مشروع القانون الذي وقعه ترامب ليصبح قانونًا نافذًا، الجمعة.

ويتبنى ماسك وترامب آراءً متشابهة بشأن القضايا الاجتماعية المعاصرة. لكن ماسك جادل بأن أجندة السياسة الجمهورية ستزيد الدين، واصفًا إياها بـ"عبودية الديون"، فطالما تعرض نظام الحزبين في الولايات المتحدة لانتقادات من الديمقراطيين والجمهوريين المسجلين، لكن الجهود المبذولة في القرن الماضي لتشكيل حزب ثالث لم تُحقق نجاحًا يُذكر، إذ سبق وترشح الملياردير روس بيرو للرئاسة كمستقل عام 1992، وفاز بما يقرب من خُمس الأصوات الشعبية، لكنه لم يحقق أي فوز في أي ولاية في الانتخابات التي فاز بها، بيل كلينتون.

وكان ماسك صرح في منشورات أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي هذا الأسبوع بأن حزبه سيصبح قوة سياسية فاعلة خلال انتخابات التجديد النصفي العام المقبل، وأنه سيركز في البداية على دعم المرشحين في عدد قليل من انتخابات مجلسي النواب والشيوخ.

خلاف حاد بين ترامب وإيلون ماسك

وبدوره، وجه ترامب تهديداته الخاصة للرجل الذي كان في وقت ما مستشاره الأكثر بروزًا. وقال الرئيس في وقت سابق من هذا الأسبوع إن الحكومة قد تعيد النظر في عقودها الضخمة مع شركات ماسك ووصف وزارة كفاءة الحكومة، التي كان الملياردير يرأسها في السابق، بأنها وحش قد "يعود ويأكل إيلون".

يذكر أن ماسك كان أكبر متبرع فردي لحملة ترامب الرئاسية لعام 2024، وحتى وقت قريب، مستشارًا مقربًا للرئيس قاد جهود إدارته لخفض الهدر الحكومي، قد انتقد مشروع قانون ترامب "الجميل والكبير" بسبب التقديرات بأنه سيضيف تريليونات الدولارات إلى العجز الفيدرالي.

 

تحديات تواجه حزب إيلون ماسك

ومع أن ماسك يتمتع بثروة طائلة ونفوذ واسع، إلا أن حزبه الناشئ يواجه تحديات هائلة قد تعرقل طموحاته السياسية، بحسب تحليل لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

عقبات مؤسسية وقواعد الاقتراع

يُشكل النظام الانتخابي الأمريكي، القائم على مبدأ "الفائز يأخذ كل شيء"، عائقًا رئيسيًا أمام الأحزاب الثالثة.

ويوضح هانز نويل، أستاذ التاريخ السياسي في "جامعة جورج تاون"، أن الولايات المتحدة تفتقر إلى المؤسسات التي تمكّن الأحزاب الصغيرة من تحقيق نجاح كبير. فالفوز يتطلب انتصارًا حاسمًا، على عكس الديمقراطيات الأخرى التي تتيح للأحزاب الصغرى الحصول على مقاعد بناءً على نسب الأصوات.

وإضافة إلى ذلك، سيتعين على حزب ماسك الامتثال لمتطلبات صارمة للظهور في بطاقات الاقتراع في الولايات المختلفة، خاصة إذا كان يهدف لدعم مرشحين فيدراليين أو تقديم مرشح رئاسي.

وتشمل هذه المتطلبات عادةً قواعد الإقامة وتوقيعات العرائض من الناخبين. ويصف ماك ماكوركل، الأستاذ في "جامعة ديوك" هذه المعايير بأنها "شاقة"، مشيرًا إلى أنها أعاقت العديد من مرشحي الأحزاب الثالثة في الماضي، بمن فيهم المرشحون البارزون في انتخابات 2024.

رياح معاكسة تاريخية وتحديات حديثة

وتاريخيًا، لم تحقق الأحزاب السياسية خارج الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة سوى نجاح محدود على المستوى الوطني، بحسب الصحيفة. وآخر مرة فاز فيها مرشح رئاسي من خارج الحزبين بأصوات انتخابية كانت في عام 1968.

ولم يفز حتى المرشحون الأقوياء مثل الملياردير روس بيرو، الذي حصل على 19% من الأصوات الشعبية في عام 1992، لم يفوزوا بأية أصوات انتخابية بسبب نظام المجمع الانتخابي.

ويشير العديد من الخبراء إلى أن مرشحي الأحزاب الثالثة يمكن أن يكونوا "مفسدين ومُربكين" يؤثرون على نتائج الانتخابات من دون الفوز بها بأنفسهم. وعلى سبيل المثال، يُعتقد أن ترشح رالف نادر عام 2000 أثر على نتيجة انتخابات فلوريدا بحسب الصحيفة.

وهذا السيناريو قد يتكرر مع حزب إيلون ماسك، حيث يمكن لمرشحيه أن يسحبوا أصواتًا من مرشحي الحزب الجمهوري، خاصة في انتخابات التجديد النصفي، مما قد يصب في صالح الديمقراطيين، بحسب الصحيفة.

النطاق والاستراتيجية

ويخطط ماسك لاستهداف انتخابات منتصف المدة القادمة، متبعًا استراتيجية وصفها بأنها "قوة مركزة للغاية في موقع محدد على ساحة المعركة".

ويرى ماسك أن هذا التركيز على عدد محدود من الانتخابات الرئيسية يمكن أن يكون بمثابة "التصويت الحاسم" على القوانين المثيرة للجدل. ومع ذلك، يرى النقاد أن معارضة ماسك للإنفاق الحكومي، التي دفعت به لتأسيس الحزب، قد لا تكون كافية لتشكيل استراتيجية حزبية طويلة الأمد.

كما أن حصول شركاته على عقود حكومية ضخمة يمكن أن يقوض رسالته الليبرالية المزعومة ضد الإنفاق الحكومي وفقا للتحليل.

انقسامات في القاعدة الجماهيرية المحتملة

ويزعم ماسك أن حزبه سيستهدف 80% من "الوسط"، لكن نويل يجادل بأن هذا القطاع ليس لديه بالضرورة التماسك الكافي لتشكيل حزب سياسي قوي. فالناخبون في "الوسط" قد يكون لديهم مخاوف من الأحزاب القائمة، لكنهم لا يشكلون دائرة انتخابية متجانسة ذات أهداف سياسية واضحة ومحددة.

حشد الحلفاء السياسيين

وبعد ابتعاده عن إدارة ترامب وعلاقته المتوترة مع الجمهوريين في الكونجرس، يبدو أن نفوذ ماسك في الحزب الجمهوري يتضاءل. حتى إن حلفاء ترامب يعلنون عن تأسيس لجان عمل سياسي لمواجهة جهود ماسك.

ورغم ثروة ماسك الهائلة، يؤكد نويل أن الأحزاب القوية تبني قوتها من خلال شبكات الناخبين المخلصين الذين لا يكتفون بتقديم المال، بل يشاركون بنشاط في الحملات ويدعمون الحزب حتى بعد الخسائر المبكرة. هذا النوع من الولاء لا يمكن شراؤه بالمال وحده.

الصبر.. صفة قد يفتقر إليها ماسك

وإحدى أكبر التحديات التي ستواجه ماسك هي طبيعته الشخصية. ويتساءل الخبراء عما إذا كان مليارديرا متقلب المزاج، معروفا بوضع أهداف طموحة وقيادة فرق العمل نحو إنجازات سريعة، سيتحمل العمليات البطيئة والروتينية اللازمة لتسجيل المرشحين في بطاقات الاقتراع، وتقبل الخسائر المتوقعة في السباقات الانتخابية. ويشير ماكوركل إلى أن "ماسك قد لا يمتلك الصبر اللازم لهذا المسعى".

كما أن اختيار المرشحين سيكون تحديًا كبيرًا، حيث سيتعرض ماسك على الأرجح لتدفق من الطامحين الذين يسعون للحصول على تمويله، مما قد يؤدي إلى مواقف محرجة إذا كان عليه أن يدرج عددًا كبيرًا من المرشحين غير المؤهلين.

وقد أظهرت تجربة ماسك السابقة في تمويل سباقات قضائية مكلفة أنه على الرغم من إنفاقه المبالغ فيه، لا يضمن ذلك الفوز، مما يثير تساؤلات حول مدى استمراريته في إنفاق مبالغ ضخمة على السياسة.

وباختصار يواجه إيلون ماسك تحديات كبيرة في مسعاه لتأسيس حزب سياسي مؤثر في الولايات المتحدة. بين النظام الانتخابي القائم، والتحديات التاريخية للأحزاب الثالثة، وطبعه الشخصي، بالإضافة إلى الحاجة لبناء قاعدة جماهيرية متماسكة وداعمة، وهو ما يبدو أن طريق "حزب أميركا" سيكون وعرًا ومليئًا بالعقبات بحسب "واشنطن بوست".

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية