رئيس التحرير
عصام كامل

وإسرائيل أيضا لن تنتصر!

18 حجم الخط

تصر أمريكا أن تحتفل بذكرى جريمتها منذ 80عاما والتى مازالت تنتج آثارها حتى الآن وبدون مساءلة دولية، خاصة بعد أن استشرت بجبروتها صارخة في العالم كله أنا الشيطان الأكبر، هل من معترض؟!
أقصد مرور 80 عاما بالتمام والكمال وبالتحديد في 6 أغسطس القادم علي قيام الكاوبوي الأمريكي بأول هجوم في العالم بقنبلة ذرية في عام 1945، والنتيجة قتل نحو 140 ألفًا من سكان مدينة هيروشيما اليابانية، الذين قدر عددهم آنذاك بنحو 350 ألف نسمة.


ولم يشعر الكاوبوي وقتها بوخز ضمير فقام بعد ثلاثة أيام بالقاء القنبلة الذرية الثانية علي مدينة ناجازاكي، لتقتل علي الفور أكثر من 39 ألف شخص، وتوالى القتلي لاحقًا جراء التعرض للإشعاع الناتج عن القنبلة أو بسبب الإصابة بحروق بالغة الشدة.. 

ومازالت الأجيال الجديدة تولد مشوهة بسبب هذه الاشعات.. طبعا كان الهدف هو استسلام اليابان بعد أن شكلت تهديدا كبيرا، لتضطر فعلا للاستسلام في 15 أغسطس، ليسدل بذلك الفصل الأخير من الحرب العالمية الثانية.


وطوال 80 عاما لم يشعر الكاوبوي الأمريكي بوخز ضمير بل يشارك بكل ما هو قاتل من أسلحة الدمار الشامل وغير الشامل لوكيله في المنطقة، وآخرها غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، ولم يكتف بذلك بل كرر سيناريو هيروشيما وناجازاكي قبل أيام بضرب المفاعلات النووية الإيرانية، وطبعا من العبث أن نقول إنها مخالفة للقوانين والمعاهدات الدولية، وأنها جرائم لا تسقط بالتقادم، أمام من لا يعترف الا بالقوة.

 
ومن المفارقة أن من يطالبون بحظر السلاح النووي هم من يمتلكوه، ومن يمتلكوه لا يريدون لغيرهم امتلاكه، ولا عزاء طبعا للضعفاء وصيحاتهم في عالم لا يعترف إلا بالقوة!


المهم إن ضرب المفاعلات النووية من أمريكا بعد فشل إسرائيل يطرح تساؤلات عبثية كثيرة، لكن طرحها يكشف الكومييديا السوداء التى نعيشها، فمثلا: تكرار سيناريو العراق الذى تم ضربه بحجة امتلاكه اسلحة دمار شامل رغم تأكيد الوكالة الذرية عدم امتلاك العراق ومع ذلك تم الضرب، والآن المخابرات الامريكية والوكالة الدولية يؤكدان عدم إمتلاك إيران، بل وابتعادها عن ذلك ومع ذلك يتم ضربها.

 
إذا كان الهدف منع إيران من إمتلاك قنبلة نووية للخطر علي السلام العالمى، فهل هذا الخطر لا ينسحب علي من يمتلكونها بالفعل مثل إسرائيل، مع أكثر من 14 ألف قنبلة نووية في العالم، والآلاف منها جاهزة للإنطلاق في غمضة عين، ومع ذلك لا يتحرك الكاوبوي الأمريكي، فهل أمنه القومى لا يتأثر بها وقد أمتد نفوذه للعالم كله، هل لا يتأثربتلك الرؤوس النووية التى يمكن أن تطال المدن الامريكية وليس الاسرائيلية فحسب، بل باختصار نهاية العالم كله في لحظة.

 
إذا كانت إسرائيل مازالت تبتز ألمانيا بأكاذيب الهولوكست فماذا سيكون مصيرهم من انتهاك العديد من الاتفاقيات الدولية التى تحظر إستهداف المنشأت النووية تحت أي ظرف وتعويض من تأثر منها وهو خطير وجريمة مستمرة.. والسؤال إذا كان لديهم ما يبرر ضرب مفاعلات غير سلمية فلماذا استهداف محطات كهرباء تعمل بالطاقة النوويية لأغراض سلمية؟
 

وماذا عن تخاذل الوكالة الدولية للطاقة الذرية وصمتها الذى يصل إلي حد التواطؤ المفضوح ويتناقض مع مسؤولياتها في ضمان سلامة المنشآت النووية وحمايتها من أي إعتداء.. والسؤال هل هى محايدة، مستقلة، أم أنها فرع من الموساد الاسرائيلى والC.I.A؟!

 
والسؤال أين المجتمع الدولى وهو يرى حرب لن تنته حتى لو توقفت، من يقدم العون اللازم للضحايا عقب هذه الإنفجارات النووية التى تصل للكارثة، ومن يساعدهم لمواجهة الأضرار الهائلة التي ستنجم عن هذه الإنفجارات الإشعاعية وستستمر لعقود طويلة، ليست في إيران وحدها ولكن للمنطقة كلها وأولهم من كانوا يشجعون ويدعمون ويساعدون علي ضربها.


المفارقة الغريبة أن الذى يعاقب بسبب السعى لإمتلاك الأسلحة النوويية هم من إنضموا إلي معاهدة حظر انتشارها ومنهم إيران.. يعنى من يدخلها يعاقب، والذى يرفضها ويملكها يضرب من يسعى إلي هذه الاسلحة، وعلي فكرة يمكن ل122 دولة التى وقعوا عليها الإنسحاب منها حتى لا يكون هناك مبرر للقتلة الكبار!


والسؤال للمتشدقين بحقوق الإنسان والانتقادات الامريكية والغرب للقيادة الايرانية بانتهاك حقوق الإنسان لسجن هذا أو ذاك، فأين حقوق الانسان لشعب لا حول له ولا قوة بدليل معاناته من حكومته كما تروجون، فهل هذه المعاناة تعادل القتل بالإشعاع وبالصواريخ والقنابل، أم قتل الامريكان هو صلب حقوق الانسان؟!

 
هل الهدف الامريكى لم يتغير منذ 80 عاما حين شعر أن اليابان ستنتصر فقرر إنهاء الجولة بالقنابل الذرية، والآن شعر أن الايرانيين أوجعوا وكيلهم الاستعماري -إسرائيل- وهزوا صورته المحمية بالقبة الحديدية فاذا بها تتحول إلى مصفاة، وإذا بإيران المحاصرة منذ نحو 35 عاما تهز صورة الشيطان الأصغر المخزن لديه أسلحة الناتو، والمفتوح أمامه كل مخازن الدمار الأمريكية.

 
ولمن يزرع اليأس والشقاق بأن إيران وقبلها غزة وحماس لم يستطيعوا هزيمة إسرائيل، الإجابة بسيطة، الذى يحارب هو الكاوبوي الأمريكي وليس إسرائيل، الأسلحة والخطط والطائرات والصواريخ والخبراء والأموال والاقتصاد والتكنولوجيا والمرتزقة.. الخ أمريكية، فإذا كنتم على إستعداد للوقوف أمام هذا الجبروت، فالميدان متسع!
 

نعم قد لا تنتصر إيران لكن أيضا إسرائيل لن تنتصر.. وربنا يستر علي المنطقة والشرق الاوسط الجديد!!


هوامش في المتن

  • سيطرة الغرب علي مصادر الأخبار.. يجعل الاخبار التى تصل لنا شحيحة بعد مرورها بالفلاتر الغربية.. تابعوا وكالات الأنباء ومواقع الأخبار العالمية.. لن تشعروا بوجود حرب وصواريخ وأخطار من تسريبات نووية.. الخ
     
  • من يتحكم في الميديا العالمية.. يتحكم في الحقيقة ولو لبعض الوقت.
  • السمسار يبيعك من اجل حفنة دولارات فما بالك لو كانت الاف المليارات!
  • إسرائيل مجرد أداة في يد البلطجى.. أمريكا تستعرض عضلاتها لتأديب دول العالم الثالث التى تحاول أن تجد لنفسها مكانا في العالم.. إيران نموذجا!
  • أنا مع إيران طبعا.. لكن الموقف صعب والثمن باهظ.. ولا ظهير إلا الله!
    yousrielsaid@yahoo.com

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية