إسماعيل يس.. منادي السيارات الذي أصبح نجم الكوميديا.. كان يحلم بمنافسة عبد الوهاب في الغناء.. كون ثنائيًا تاريخيًا مع أبو السعود الإبياري.. واليوم تحل ذكراه الـ 53
إسماعيل يس ، فنان كوميدي من الزمن الجميل، لقبه الجماهير بـ"سمعة" وأسماه النقاد "بقو"، أضحك الملايين، وما زال يضحكنا كبارا وصغارا، وصفه الكاتب محمود السعدنى بـ"الغلبان"، وقال عنه نجم الاستعراض موريس شيفارليه إنه لو تعلم الفرنسية لأصبح نجم المسرح الفرنسى، ورحل فى مثل هذا اليوم عام 1972.
ولد إسماعيل يس بمدينة السويس عام 1912، وكان والده يعمل فى مهنة صياغة وتشكيل الذهب ومشهور فى مدينته، ووالدته كانت تعمل تاجرة أقمشة وزيوت، وبعد وفاة أمه تركه والده وتزوج، وقامت جدته لأمه بتربيته، لم يفلح بالتعليم بسبب عشقه للفن والغناء فكان شديد الإعجاب بالفنان محمد عبد الوهاب، حتى إنه ظن فى يوم ما انه يمكنه منافسته فى الغناء، هرب من بيته فى السويس وجاء إلى القاهرة بحثا عن الفن والغناء.
البداية مع الأسطى نوسة
وأجبرت الحياة إسماعيل يس فى البداية أن يعمل في أكثر من مهنة فعمل كمنادٍ أمام أحد المحال التي تبيع الأقمشة، كما عمل مناديا للسيارات وصبيا فى أحد المقاهى بشارع محمد على، حتى جاءته الفرصة للعمل مع "الأسطى نوسة" أشهر الراقصات الشعبيات آنذاك، وكان يبات لياليه بمسجد السيدة زينب توفيرا لمصاريف السكن، ليعمل بعد ذلك مؤديا للمونولوجات فى الأفراح، ثم فى محطات الإذاعة الأهلية مثل محطة فيولا ومحطة إلياس، كما تنقل بين الصالات حتى تعاقدت معه الإذاعة المصرية عام 1934 فقدم أول مونولوج يغنيه (يا حلة العدس الدافى.. يسلم ايدين اللى غلاكى) على وزن أغنية عبد الوهاب يا وردة الحب الصافى.

بعد شهرته فى الملاهى اتجه إسماعيل يس إلى التمثيل للمسرح ففى عام 1954 قدم أولى مسرحياته باسم "حبيبى كوكو" وفى عام 1966 قدم آخر مسرحياته باسم "حكاية جواز" وبينهما 50 مسرحية كتبها جميعا أبو السعود الإبياري منها "عقول الستات، فتافيت السكر، الرجالة عايزة كدة، حرامى لأول مرة، ليلة دخلتى، علشان خاطر الستات، ضميرى واخد أجازة، جوزى بيختشى، كل الرجالة كدة، أنا عايزة مليونير، الستات عايزة إيه، أنا وأخويا" وغيرها.
دويتو مع ابو السعود الإبيارى
تعرف إسماعيل يس فى كباريهات عماد الدين وروض الفرج على المؤلف أبو السعود الإبياري، وكون معه دويتو واحد يؤلف والثانى يغنى مقابل أربعة جنيهات للواحد كل ليلة، وعندما شاهده نجم الاستعراض الفرنسي موريس شيفارليه على مسرح بديعة مصابنى قال: "لديه من الصفات التى تجعل منه نجما من نجوم الاستعراض ولو تعلم الفرنسية لأصبح نجما على المسرح الفرنسي".

حقق إسماعيل يس نجاحا كبيرا وأصبح له جمهور فى وقت قصير ليتجه بعد ذلك إلى السينما فقدمه صلاح أبو سيف في نهاية الثلاثينيات في دور صغير بفيلم "شورت" ثم قدمه فؤاد الجزايرلى معه في فيلم "خلف الحبايب" عام 1949 ليقدم خلال مشواره السينمائى أكثر من 500 فيلم بدأت بفيلم "على بابا والأربعين حرامى" عام 1943، ومن أشهر أفلامه “إسماعيل يس فى مستشفى المجانين، عنبر” حيث غنى فيه اسكتش اللى يقدر على قلبى مع ليلى مراد، المليونير الفقير، الآنسة حنفى، حلاق السيدات وكان آخرها "الرغبة والضياع" الذى لم يستكمل تصويره عام 1972.
تبرع بـ 2000 جنيه للجيش
بدافع الوطنية وفى عام 1956 ومع هجوم العدوان الثلاثى على مصر تبرع إسماعيل يس وأبو السعود الإبيارى بمبلغ 2000 جنيه للمساهمة فى تسليح الجيش المصرى، حتى إن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أرسل له شخصيا خطاب شكر موقعا بخط يده يقول فيه "تقبلوا خالص شكرى على نبل مشاعركم وصادق وطنيتكم"، كما ساهم يس فى إحياء الحفلات الغنائية مجانا للجيش المصرى فى مصر واليمن، كما قدم مجموعة أفلام تحمل اسمه مثل إسماعيل يس فى الجيش، فى البوليس، فى الطيران، الأسطول، فى البحرية.

تعرض إسماعيل يس لمضايقات من بعض المسئولين بسبب "نكتة" أطلقها دفع ثمنها غاليًا من مجده ومكانته، فبعد أن كان نجمًا تعشقه الملايين يقدم فى العام الواحد عشرة أفلام.
وانحسرت الأضواء عن إسماعيل يس بعد صدور قرارات رقابية بعدم تمثيله لدور السيدات، وحجزت الضرائب على أملاكه وعاد إلى غناء المونولوجات فى الملاهى وأغلق مسرحه عام 1966 عندما عجز مع شريكه أبو السعود الإبيارى عن الوفاء بمتطلبات الفرقة، وانتقل للعيش بحى البساتين بعد أن كان من سكان الزمالك، حتى أصابه المرض ورحل فقيرا معدما لا يجد مدفنا يوارى جسده.
نهاية مأساوية بعد اضطهاد الدولة له
وكانت آخر كلمات إسماعيل يس قبل الرحيل: أحمد الله لأننى بكفاحي استطعت تحقيق كل ما تمنيته، إلا أننى حزين أن تنتهي حياتي بهذا الشكل بعد أن اضطهدتنى البلد التي عملت كثيرا من أجلها. لكن دائما النهايات الصعبة في حياة الفنان لا يشعر بها الذين أضحكهم، صورتي في السينما أفسدت حياتي إلى حد بعيد، ودائما تقلقني أدواري في حياتي الخاصة.. أن أكثر الناس يخلطون بين أدواري وبين شخصيتي في الحياة؛ لكني أقول لجمهوري هنا الفن فن.. والحياة حياة، فالجمهور لا يرى في حياتي سوى الجانب الساخر والمرح، ولا يتصور أحدهم مطلقًا أن سمعة يمكن أن يكون حزينا أو غاضبا أو مبوزا،وقد سبب لي هذا كثير من الحرج وأحيانا الألم.. وأنا أبتسم كثيرا وأضحك كثيرا بحكم العادة فقط، وأحيانا لا تكون هناك أي صلة بين قلبي وبين ابتسامتي، وعندما تصبح الابتسامة صناعة والضحك مهنة لا يكاد المرء يجد فيها السعادة التي يجدها الآخرون في فكاهاتي.

وأضاف الفنان إسماعيل يس: لست أعني هنا أنني دائمًا حزين لكني إنسان وحياتي كحياة كل الناس لها جانبها المرح وجانبها الحزين، وقد فشلت في أن أقنع الناس بهذه الحقيقة وكانت النتيجة أني أصبحت أبتسم إذا حزنت وأبتسم إذا كنت سعيدًا أما الجمهور فإنهم يضحكون في الحالتين لكنى فى النهاية والحمد لله غير نادم على مشوارى الفنى سواء فى الملاهى الليلية والكباريهات او المسرح والسينما.
فنان غلبان رفعته الدنيا من القاع
الكاتب محمود السعدنى لقب إسماعيل يس في كتابه "المضحكون" بالغلبان الذي رفعته الدنيا من القاع إلى القمة، فبعد أن أصبح نجما سينمائيا وفنيا عاد من القمة إلى الحالة التي جعلته يعمل كما بدأ في الموالد والكباريهات وهو الذي كان يتهافت عليه المنتجون والمخرجون ويا حظ من يسبق الآخر في نيل التوقيع منه على فيلم جديد.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
